الجزائر تبدي انزعاجها من السياسات الأميركية

الحكومة الجزائرية تحمل واشنطن مسؤولية إخفاقاتها الدبلوماسية من خلال دعوة الولايات المتحدة إلى إتباع سياسة محايدة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
الجزائر منزعجة من الاعتراف الاميركي بمغربية الصحراء
الحكومة الجزائرية اخفقت في لعب دور هام في ليبيا مقارنة بتونس ومصر والمغرب
الجزائر تشعر بنوع من العزلة دون ان تحمل دبلوماسيتها وسياساتها العقيمة المسؤولية
الحكومة الجزائرية مستاءة من التقارب الكبير بين واشنطن والرباط
المغرب نجح في كسب ثقة الحليف الاميركي في حين فشلت الجزائر

الجزائر - دعا وزير الخارجيّة الجزائري صبري بوقدوم خلال لقائه الخميس في الجزائر مساعد وزير الخارجيّة الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ديفيد شينكر، واشنطن إلى التزام "الحياد" على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وقالت وزارة الخارجيّة الجزائريّة في بيان إنّ "اللقاء كان فرصة لإجراء تقييم شامل وصريح لوضعيّة العلاقات الثنائيّة الجزائريّة-الأميركيّة في مختلف مجالات التعاون".
وأضافت أنّ "كِلا المسؤولين تبادلا مطوّلاً وجهات النظر حول المسائل الإقليميّة والدوليّة ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الصحراء المغربيّة ومالي وليبيا والوضع السائد في منطقة الساحل والشرق الأوسط".
ونقل البيان عن بوقدوم تشديده على "طبيعة الدور المنتظر من الولايات المتحدة من أجل الدفع بقضايا السلام على الصعيدين الإقليمي والدولي، في إطار الحياد الذي تتطلّبه التحدّيّات الحاليّة".
ووصل المسؤول الأميركي إلى الجزائر مساء الأربعاء آتياً من الأردن.
ونشر بوقدوم صورة له مع شينكر على تويتر مع تغريدة جاء فيها "كان اللقاء فرصة لإجراء تقييم شامل وصريح للعلاقات الثنائية بين البلدين وتبادل وجهات النظر حول طبيعة الدور المنتظر من الولايات المتحدة الأميركية على الصعيدين الدولي والإقليمي في إطار الشرعية الدولية، لمواجهة التحديات الراهنة".

وتندرج هذه الزيارة في سياق إقليمي يسوده التوتر على خلفية النزاعات في ليبيا ومنطقة الساحل وعودة الأعمال القتالية أخيراً إلى المنطقة المتنازع عليها في الصحراء المغربية بين القوات المغربية وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر.
ويحلّ شينكر بالمغرب نهاية الأسبوع، بحسب مصدر دبلوماسي في الرباط.
كما ينتظر أن يفتتح وفد أميركي الأحد ممثّلية دبلوماسية مؤقّتة في مدينة الداخلة بالصحراء المغربية وفق المصدر نفسه، في انتظار افتتاح القنصلية الأميركية بالمدينة.
ويندرج افتتاح هذه القنصلية في إطار الاتفاق الثلاثي الذي ينصّ على اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية من جهة، وتطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل من جهة ثانية.
وذكرت السفارة الأميركية بالجزائر أنّ الوفد الأميركي الزائر يضمّ إلى جانب شينكر وزيرة القوات الجوية باربرا باريت وقائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا وإفريقيا الجنرال جيفري هاريغيان.
وتأتي الزيارة بعد ثلاثة أشهر على جولة إقليمية لوزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الذي أقاله الرئيس دونالد ترامب لاحقاً، هدفت إلى تعزيز التعاون العسكري مع الدول الإقليمية في ملفات مكافحة الجهاديين والأمن في شمال إفريقيا، إضافة إلى ليبيا والساحل.
ويظهر جليا من تصريح وزير الخارجية الجزائري حجم الانزعاج الجزائري من السياسات الاميركية التي اعترفت بسيادة المغرب على الصحراء وهو ما ممثل انتصارا للدبلوماسية المغربية.
وتعيش الجزائر حالة من الارتباك والقلق بسبب متانة العلاقات الاميركية المغربية اضافة لقرار الرباط عودة العلاقات الطبيعية مع اسرائيل.
ويرى مراقبون ان الجزائر بسبب سياساتها غير المتزنة والبعيدة عن العقلانية خاصة في دعم الانفصاليين في الصحراء المغربية بدات تشعر بنوع من العزلة في منطقة تموج بالاضطرابات خاصة في ليبيا ومالي.
والجزائر لم تشارك بشكل كبير وجدي في التفاهمات بين الليبيين في وقت استضافت فيه تونس ومصر والمغرب جولات من الحوار لدعم الحلول السلمية في هذا البلد الممزق بسبب الحرب.
وحملت الجزائر السياسات الأميركية كل تبعات إخفاقاتها الدبلوماسية الاخيرة في وقت يجمع فيه كثير من المراقبين ان الجزائر منعت وحدة المغرب العربي وتنسببت في انقسامه.
والشهر الماضي هاجم وزير الخارجية التونسي الاسبق احمد ونيس في حوار راديو "أي اف ام" المحلي الخاص الجزائر حيث حملها مسؤولية "تقسيم المغرب العربي وما عاشته المنطقة من اشتباكات في منطقة الصحراء".
وقال ونيس إن النظام الجزائري لعب بالنار وإعلان الحرب على المغرب بعد افتكاك مئات الكيلومترات من الحدود المغربية والتونسية"، مضيفا أن الجزائريين وجميع دول منطقة المغرب العربي عانوا من النظام العسكري في الجزائر  الذي تورط في تقسيم المغرب العربي" مشددا على أن ما عاشته المنطقة من اشتباكات في منطقة الصحراء تتحمل السلطات الجزائرية مسؤوليته".
لكن ونيس لم يكن الوحيد الذي وضع الإصبع على الداء، فقد سبق لعمار سعداني الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني في الجزائر والشخصية التي كانت مرشحة لخلافة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة قد أعلن في العام الماضي أن الصحراء مغربية وأن الجزائر أثقلت كاهلها بالتورط في دعم جبهة البوليساريو.