الجزائر تحقق في وفاة ناشط حقوقي داخل السجن

وزارة العدل تقول أنها أصدرت تعليمات إلى أجهزتها المعنيّة لإجراء تحقيق شامل في ظروف وفاة كمال الدين فخار.
الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان طالبت بكشف حقيقة وفاة فخار
جبهة القوى الاشتراكيَّة دعت الى تسليط الضوء على ظروف الوفاة
العفو الدولية طالبت السُلطات الجزائريّة بان تجري تحقيقا فعّالا ومستقلّا ونزيها في ظروف الوفاة

الجزائر - أعلنت وزارة العدل الجزائريّة ليل الأربعاء أنّها أمرت بـ"إجراء تحقيق شامل" لتوضيح ظروف وفاة الناشط الحقوقي الجزائري كمال الدين فخار.

وتوفي فخار الثلاثاء في مستشفى البليدة بعد أن كان نُقل "في حالة غيبوبة" من جناح المساجين في مستشفى غرداية، وفق ما أفاد محاميه الذي ندّد بـ"تحامل القضاء ضدّه".

وقالت وزارة العدل في بيان أنها أصدرت تعليمات إلى أجهزتها المعنيّة لإجراء "تحقيق شامل في ظروف" وفاة فخار.

وبحسب المصدر، توفي فخار الثلاثاء بمستشفى البليدة (50 كلم جنوب الجزائر) حيث تمّ نقله في حالة غيبوبة من مستشفى غرداية (480 كلم جنوب الجزائر).

وسبق لفخار، وهو طبيب، أن دخل في إضراب عن الطعام لأكثر من مئة يوم أثناء عقوبة بالسجن لسنتين بين 2015 و2017 بتهم منها "المساس بأمن الدولة" وهي التهمة نفسها التي سجن بسببها في 31 آذار/مارس.

ولم يتوقّف عن الإضراب إلا بعد إلحاح الأطباء واكتشاف إصابته بالتهاب الكبد الفيروسي، كما كان قد صرّح هو نفسه.

وشهدت غرداية الواحة الجنوبية للجزائر مطلع 2015 مواجهات عرقيّة بين السكّان من أصول عربيّة والميزابيين الأمازيغ أسفرت عن مقتل 23 شخصًا وتوقيف أكثر من مئة بينهم فخار الذي ألقي عليه القبض في 9 تموز/يوليو من السنة نفسها.

وطالبت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بكشف "حقيقة وفاة" فخار الذي يوصَف بأنّه "سجين رأي".

من جهتها، طلبت جبهة القوى الاشتراكيَّة، أقدم حزب معارض في الجزائر بـ"تسليط الضوء على ظروف هذه الوفاة".

بدورها، دعت منظّمة العفو الدوليّة غير الحكوميّة السُلطات الجزائريّة إلى "أن تأمر بإجراء تحقيق فعّال ومستقلّ ونزيه في ظروف وفاة (فخار)، وتقديم أيّ شخص يُشتبه في أنّه يتحمل مسؤوليّة جنائيّة في هذه القضيّة، إلى العدالة".

وفي تصريح لصحيفة الوطن الصادرة الثلاثاء كشف المحامي صالح دبوز محامي فخار عن "قلق زوجة الضحية من تدهور حالته الصحية" عندما زارته الأحد في جناح المساجين لمستشفى غرداية، حيث "لم يستفق طيلة فترة الزيارة".

وبعد إعلان وفاته نشر فيديو عبر صفحته على فيسبوك ندّد بـ"تحامل القضاء ضد فخار الذي تم سجنه بملف فارغ" فكأنما "برمجوا لوفاته" بتلك المضايقات.

وذكر أنه "أطلق صفارة الإنذار قبل ثلاثة أسابيع حول الظروف غير الإنسانية التي يحبس فيها فخار في مستشفى غرداية".

وتضامن الطلاب الذين شاركوا في مسيرة احتجاجية ضد رموز نظام بوتفليقة اليوم الثلاثاء في العاصمة الجزائرية، مع فخار ونددوا بمقتله رافعين لافتات طالبت بمحاسبة المسؤولين عن "إغتيال شهيد الرأي" في ظروف وصفت بـ"غير إنسانية".