الجزائر تراوغ لمواراة غيابها عن تمرين الأسد الافريقي
الجزائر - كشفت القيادة العسكرية الأميركية لأفريقيا "أفريكوم" رسميا عن رفض الجزائر المشاركة في مناورات الأسد الإفريقي 2025 التي ستحتضنها أربع دول افريقية شهر مايو/آيار المقبل بسبب حضور قوات من الجيش الإسرائيلي وهو ما روّجت إليه وسائل اعلام محلية، فيما يرى مراقبون أن القرار أملته التطورات الأخيرة في الموقف الأميركي بشأن ملف الصحراء المغربية.
وتعد هذه النسخة الأوسع من حيث المشاركة منذ انطلاق التمرين، حيث يشارك نحو 10 آلاف جندي من 52 دولة، بينما ستقام في المغرب وتونس والسنغال وغانا. ويهدف التمرين والذي انطلقت فعالياته بتونس في 14أبريل/نيسان الجاري وتستمر لنهاية شهر مايو/آيار، إلى تحسين مستوى التنسيق والجاهزية بين القوات الأميركية والشركاء لمواجهة التهديدات الأمنية، خصوصا الإرهاب.
وخلال ندوة صحافية عبر تقنية الاتصال المرئي، نُظمت بمقر السفارة الأميركية في الجزائر، قال مسؤولان رفيعان في افريكوم إن الجزائر تمت دعوتها في هذا التمرين بصفتها عضوا مراقبا، لكنها اختارت عدم الانضمام، وهو "حق سيادي لها في القبول أو الرفض"، مضيفا أن الجزائر دولة محورية ولاعبا أساسيا في استقرار المنطقة، ومشاركتها ستعطي قوة أكبر وأهمية أكبر للتمرينات.
وبخصوص مشاركة قوات من الجيش الإسرائيلي، أكد المسؤولان أن عناصر "لواء غولاني" سيشاركون في المغرب ضمن تدريبات ثنائية مع الجيش المغربي في إطار تعاون ثنائي بين الجانبين. كما أوضحا أن المناورات لن تُجرى في مناطق الصحراء المغربية، بل ستتمركز في مناطق مختلفة من المملكة، بهدف تفادي أي توترات إقليمية إضافية أو إشارات جغرافية حساسة.
وتتصدر الرباط دول المنطقة في نشر جنودها في إطار مهام حفظ السلام التابعة لمنظمة الأمم المتحدة في العديد من البلدان التي تشهد صراعات وحروبا، كما لعبت دورا هاما في تسوية العديد من النزاعات بالاعتماد على دبلوماسية وزانة أرسى دعائمها العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وفيما تُبرّر السلطات الجزائرية رفضها المشاركة جنبا الى جنب مع القوات الإسرائيلية في مناورات الأسد الافريقي في نسخته الجديدة، يرى مراقبون أن ارتباك موقف الجزائر بدا واضحا في سياستها الخارجية، حيث لم تخف استيائها من اعلان واشنطن دعمها المطلق والثابت لمغربية الصحراء وتأييدها لمقترح الحكم الذاتي كحل للنزاع المفتعل تحت سيادة المغرب.
وسعت الجزائر في الفترة الأخيرة لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة، لكن متابعين يرون أن سياسة المناكفة في ملف الصحراء تؤثر حتما على تلك المساعي. ولا يمكن للجانب الجزائري أن يتغافل عن الدور الهام والحاسم لواشنطن في الملف.
وتعزز التعاون العسكري بين الجزائر والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة عبر مذكرات تفاهم بين البلدين الى جانب تبادل الزيارات ورسو القطع البحرية الأميركية بالموانئ الجزائرية.
وفي مارس/آذار الماضي، كشف السفير الجزائري في واشنطن صبري بوقادوم عن محادثات مرتقبة لتعزيز التعاون الدفاعي وتوقيع اتفاقيات لتوريد أسلحة أميركية.