الجزائر تسعى لإحياء دبلوماسيتها عبر الاستثمار في القضية الفلسطينية
الجزائر - يسعى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لاستغلال القضية الفلسطينية في خضم جهود لإحياء الدبلوماسية الجزائرية التي خيرت الانكفاء طيلة عقود خلال حكم الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة وفي ظل النجاحات الدبلوماسية التي تحققها الجارة المغرب.
وفي هذا الصدد أعلن الرئيس الجزائري الإثنين، خلال حديثه في مؤتمر صحفي، عقب استقباله نظيره الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة بالجزائر العاصمة اعتزام بلاده استضافة مؤتمر "جامع" للفصائل الفلسطينية "قريبا".
ونقلت قناة "الجزائر الدولية" (حكومية) عن تبون قوله بعد مباحثاتهما: "قررنا استضافة ندوة جامعة للفصائل الفلسطينية قريبا" من دون تحديد تاريخ.
وأضاف أن هذه الخطوة جاءت بعد أخذ رأي الرئيس عباس.
ويسود انقسام فلسطيني- فلسطيني منذ أن سيطرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة، صيف 2007، في ظل خلافات لا تزال قائمة مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، بزعامة عباس.
وكشف تبون أن بلاده قررت منح شيك بـ100 مليون دولار لدولة فلسطين، من دون توضيح طبيعة هذه المساعدة وإن كانت خارج المساهمة السنوية في دعم السلطة الفلسطينية أم لا.
كما أعلن تخصيص 300 منحة دراسية في الجامعات الجزائرية لطلاب فلسطينيين.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن عباس أطلع تبون على "آخر التطورات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وممارسات الاحتلال التي تقوض فرص السلام وحل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)".
ومفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متوقفة منذ أبريل/ نيسان 2014، جراء استمرار إسرائيل في الاستيطان ورفضها الإفراج عن أسرى قدامى وتنصلها من حل الدولتين.
وقال عباس إن القضية الفلسطينية "تمر بتحديات غير مسبوقة، في ظل تعنت الحكومة الإسرائيلية وإعلان رئيسها (نفتالي بينيت) أنه لا يؤمن بحل الدولتين، وسعيه لتعميق الاستيطان والاحتلال، وخنق اقتصادنا وسرقة أرضنا ومواردنا الطبيعية والمالية"، وفق الوكالة.
كما أثنى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس بحسب بيان الخارجية الجزائرية على ما وصفه بـ "المواقف الجزائرية الداعمة للقضية الفلسطينية في المحافل العربية والإفريقية والدولية وبخاصة تصديها لمحاولات إسرائيل الأخيرة اختراق الاتحاد الإفريقي بمساعدة بعض الدول الحليفة لها. كما قدم عرضا لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال".
وقد أشادت "حماس"، الثلاثاء، بعزم الجزائر، استضافة مؤتمر للفصائل الفلسطينية.
وقالت الحركة، في بيان إنها تُقدّر عاليا "الموقف التاريخي للجزائر، حكومة وشعبا، في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وحقّه في المقاومة والتحرير".
و عبّرت الحركة عن ترحيبها بـ"دعوة الرئيس الجزائري لعقد لقاء للفصائل الفلسطينية في بلاده".
وأضافت إنها ملتزمة "بموقفها وسياستها الثابتة بالترحيب بكل جهد عربي وإسلامي ووطني لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام، وهي كلها جهود مقدرة".
ويرى مراقبون ان دعوة تبون للفصائل الفلسطينية تأتي كرسالة مشفرة الى المغرب بانها ستكون حامية للقضية الفلسطينية وذلك على خلفية عقد الرباط لاتفاقية سلام مع تل ابيب وتعزيز العلاقات في مختلف المجالات بما فيها العسكرية.
ورغم ان ملك المغرب محمد السادس وهو رئيس لجنة القدس يؤكد دائما على دعمه لحقوق الشعب الفلسطيني لكن يبدو ان الجزائر اختارت نقطة التطبيع لمواصلة انتقاداتها ضد المغرب وذلك في خضم الخلافات بشان ملف الصحراء المغربية وقرار السلطات الجزائرية قطع العلاقات مع الرباط.
وبالتزامن مع زيارة محمود عباس والدعوة للقاء بين الفصائل الفلسطينية شنت وسائل الإعلام الجزائرية حملة شعواء ضد المغرب وملكها حيث هاجمت افتتاحية مجلة الجيش الجزائرية، لسان حال المؤسسة العسكرية الجزائرية السلطات المغربية بسبب اتفاقيات التعاون بين الرباط وتل ابيب.
وجددت الصحف اتهامها للمغرب بان تعزيز العلاقات العسكرية مع اسرئيل يستهدف الجزائر رغم نفي السلطات المغربية لكل تلك التهم والمطالبة بدليل عليها.
ولم تنسى الصحف الجزائرية استغلال القضية الفلسطينية للتهجم على المغرب وقراراته الوطنية المستقلة.
كما يرى مراقبون ان الجزائر يسعى الى تصدير ازماته الداخلية والتستر على الملفات الداخلية الحارقة خاصة المتعلقة بالدسمقراطية وحقوق الانسان وذلك بالحديث عن حل الخلاف الفلسطيني.