الجزائر تقتل مغربيين تاها في مياهها الاقليمية
الرباط - لقي سائحان يحملان الجنسيتين المغربية والفرنسية حتفهما بعدما أطلق خفر السواحل الجزائريون النار إثر دخولهما المياه الجزائرية عن طريق الخطأ وفق ما اكدت وسائل اعلام مغربية في استهداف يخالف الأعراف والقوانين الدولية فيما يتعلق بمسائل التيه في المياه الاقليمية ويكشف في المقابل غيض النظام الجزائري تجاه كل ما هو مغربي مع استمرار قطع العلاقات بين البلدين والذي دخل عامه الثالث.
وتجاوزت السلطات الجزائرية المعايير المعمول بها في مثل هذه الاحداث خاصة وانه كان بمقدورها إيقاف السائحين أيا كانت المخالفة التي ارتكباها والوقوف على الأسباب الحقيقية لدخولهما المياه الإقليمية لكنها تجاوزت حق الجار والشقيق مهما كان الخلاف محتدما معه وخيرت الرصاص في مشهد يذكر بتجاوزات ترتكبها قوى الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين العزل في الأراضي المحتلة.
وتتكرر حوادث التيه في كل بحار العالم حيث يكون استخدام القوة آخر خيار او في حال تعرضت القوات البحرية للدولة المعينة لهجوم لكن غير ذلك هنالك ضوابط تعتمد على قوانين البحار والقوانين الدولية المعمول بها.
وعرفت عدد من الدول مثل هذه الملفات لكن التعاطي مع مسالة التيه في المياه الاقليمية كان وفق القوانين الدولية ومن ذلك دخول زوارق بحارة بحرينيين أو العكس، للمياه الإقليمية لكل منها في ذروة التوتر بين البلدين الجارين ولم تلجأ أي منهما لاستخدام الرصاص وأقصى اجراء هو إيقاف المخالفين.
وحتى في حوادث تستدعي اللجوء للقوة أحيانا تلتزم فرق خفر السواحل في العالم بضوابط محددة ومنصوص عليها في القوانين الدولية والإنسانية، فيما مواجهة قراصنة في البحر أو مهاجرين غير شرعيين حاولوا المقاومة وما شابه خلافا لوضع السائحين المغربيين الحاملين للجنسية الفرنسية.
وتعتبر هذه الحادثة استدعاء مجانيا لمزيد من التوتر بين الجارين وتسلط الضوء في الوقت ذاته على سلوك غير انساني وعلى أحقاد لا مبرر لها سوى أنها من تراكم حالة الشحن والتحريض الذي دأب عليه النظام الذي يمثل واجهة سياسية لحكم العسكر.
وقال الموقع الإخباري المغربي "لو360" إن كلا من بلال قيسي وعبد العالي مشوار "قتلا الثلاثاء جراء إطلاق رصاص من طرف خفر السواحل الجزائري، في المياه الإقليمية الجزائرية".
أطلقوا علينا النار لم أصب لكنهم قتلوا أخي وصديقي بينما اعتقلوا صديقا آخر
وأضاف أن السلطات الجزائرية أوقفت مرافقا آخر لهما يدعى إسماعيل صنابي يحمل أيضا الجنسيتين المغربية والفرنسية.
وأوضح الموقع نقلا عن "مصادر متطابقة" أن هؤلاء كانوا يقومون بجولة بحرية على متن درجات مائية، انطلاقا من شاطئ مدينة السعيدية المغربية المحاذية للحدود الجزائرية، لكنهم تاهوا ليجدوا أنفسهم في المياه الجزائرية.
وأكد محمد قيسي شقيق أحد الضحيتين لموقع "العمق المغربي" الخميس "تهنا في البحر حتى وجدنا أنفسنا في المياه الجزائرية. عرفنا ذلك عندما قصدنا زورق أسود" لخفر السواحل الجزائري.
وأضاف "أطلقوا علينا النار، الحمد لله لم أصب لكنهم قتلوا أخي وصديقي. بينما اعتقلوا صديقا آخر".
ولم يصدر أي تعليق رسمي في الرباط على إثر تداول هذه الأنباء في وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي.
واكتفى الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الخميس بالقول إن "هذه القضية تدخل في اختصاص السلطة القضائية".
كذلك لم يتسن الحصول على أي معلومات رسمية من السلطات الجزائرية حول الموضوع. فيما لم تشأ سفارة فرنسا في الرباط هي الأخرى التعليق.
واتهم محمد قيسي، الذي تحدث في فيديو لموقع "العمق المغربي"، خفر السواحل الجزائريين "بأنهم قاموا بالدوران حول دراجاتنا المائية (بزورقهم) كأنهم كانوا يريدون إغراقنا".
وأضاف "أطلقوا خمس رصاصات أصابت شقيقي وصديقي، بينما أصيب صديقي الآخر أيضا برصاصة".
وأوضح أنه بينما كان يسعى للابتعاد عن مكان الحادث صادف زورقا للبحرية الملكية أعاده إلى شاطئ مدينة السعيدية.
يأتي هذا الحادث بينما تتواصل القطيعة الدبلوماسية بين الجارين، علما أن علاقاتهما متوترة منذ عقود بسبب النزاع حول الصحراء الغربية.
وقطعت الجزائر علاقاتها الرسمية مع الرباط قبل عامين متهمة إياها "بارتكاب أعمال عدائية منذ استقلال الجزائر" في 1962، بينما أعرب المغرب عن أسفه لذلك القرار ورفض "مبرراته الزائفة". والحدود البرية بين الجارين مغلقة منذ العام 1994، في حين تواصل المملكة سياسة اليد الممدودة ضمن مقاربة رصينة تضع في الاعتبار مصلحة الشعبين ومصالحهما ومصلحة الاستقرار في المنطقة.