الجمود والانقسام السياسي يخيمان على الذكرى 14 لوفاة عرفات

الفلسطينيون يحيون الذكرى الرابعة عشر لوفاة ياسر عرفات الذي لا يزال رمزا للمشروع الوطني ورمزا للقضية التي يرى معظم الفلسطينيين أنها في طريق التصفية على خلفية صفقة القرن الأميركية وحالة الانقسام السياسي المستمر منذ سيطرة حماس عل غزة في 2007.

عباس يعد باتخاذ إجراءات حاسمة ضد الجهات "المتآمرة"
عباس يتحدث عن مؤامرة أميركية إسرائيلية وأخرى من حماس
الرئيس الفلسطيني يبقي الباب مفتوحا أمام استئناف مفاوضات السلام

رام الله (الأراضي الفلسطينية) - أحيا الفلسطينيون الأحد الذكرى الرابعة عشر لوفاة الزعيم ياسر عرفات الذي لا زال يعد رمزا للوحدة وللقضية الفلسطينية وسط جمود سياسي في المفاوضات مع إسرائيل وتعثر جهود المصالحة مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007.

وخرج مئات من موظفي المؤسسات الحكومة الفلسطينية وطلاب مدارس في مسيرة مركزية نظمتها حركة فتح برئاسة الرئيس محمود عباس وسط رام الله في الضفة الغربية المحتلة في ذكرى وفاة عرفات الذي ملأت صوره الشوارع والطرق. ودعت فتح إلى مسيرة مماثلة الاثنين في نابلس شمال الضفة الغربية.

وتوفي عرفات في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 في مستشفى بيرسي في فرنسا عن 75 عاما، وسط تقديرات فلسطينية بأنه توفي مسموما رغم أن نتائج التحقيق الفرنسي لم تدعم هذه الفرضية، لكن الفلسطينيين يتمسكون بتحقيق سويسري يميل إليها.

وخضع عرفات لحصار إسرائيلي في مقره برام الله لسنتين قبل مرضه ووفاته، إثر اندلاع انتفاضة فلسطينية مسلحة واتهام إسرائيل له بتشجيع العمل المسلح.

وقاد عرفات مباحثات سياسية في1991 في السر والعلن، أفضت إلى توقيع اتفاقات أوسلو في 1993 مع إسرائيل والتي أتاحت قيام السلطة الفلسطينية.

وقال عباس إثر وضع الورود على ضريح عرفات في "المقاطعة" في رام الله، محاطا بكبار المسؤولين الفلسطينيين "لن ينسى أحد عرفات" الذي وصفه بأنه "زعيم الأمة وزعيم الشهداء وصاحب القرار الفلسطيني المستقل الذي حافظ عليه رغم كل العقبات ورغم كل المؤامرات ورغم كل الدسائس".

وقال عباس "نحن هذه الأيام نتعرض إلى مخاطر كثيرة وإلى مؤامرات كثيرة. هناك مؤامرة أميركية تتمثل بصفقة العصر وإسرائيلية لتنفيذ صفقة العصر ومؤامرة أخرى من حماس لتعطيل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة".

وأعلن عباس أن الأيام المقبلة ستشهد "قرارات حاسمة في ما يتعلق بعلاقتنا مع هذه الجهة أو تلك ولا يلومنا أحد. سنأخذ إجراءات ونبقي الأبواب مفتوحة، لسنا مقفولي العقول وإنما لسنا منفتحين على صفقة العصر لأنها تنهي آمالنا وطموحنا".

وكان عباس أطلق على الخطة الأميركية اسم "صفعة العصر" ورفضها لأنها تغير أسس حل الدولتين الذي ينشد من خلاله الفلسطينيون دولة عاصمتها القدس الشرقية المحتلة.

وقطع الفلسطينيون العلاقات مع واشنطن بعد اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر/كانون الأول 2017.

وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي في ذكرى عرفات إن "التاريخ ظلم فلسطين فأصبحت ضحيته، لكنه أنصفها بمنحها قياديا ورمزا مثل ياسر عرفات تصدى لجميع محاولات محو وجودها أو طمس هويتها وتاريخها وحضارتها".

وقال الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب "يفتقد الفلسطينيون عرفات في ذكراه الرابعة عشر ليست فقط لطبيعة زعامته وشخصه وإنما بقدر الظروف التي يعيشونها وتتمثل في غياب الأمل وغياب القيادة وفي ظل انقسام عميق"، مضيفا أن "المشروع السياسي الفلسطيني على مفترق طرق إن لم يكن انهيار".