الجنس مقابل الطعام لاطفال افريقيا

نيروبي - من مايك كراولي
يقدمون لهم الطعام.. وينتظرون المقابل!

ذكرت مفوضية الامم المتحدة العليا لشئون اللاجئين أن فريقا تابعا للمنظمة الدولية يحقق حاليا في مزاعم بأن عمال الاغاثة في غرب أفريقيا يطلبون ممارسة الجنس مع الاطفال اللاجئين مقابل حصص الطعام.
وأفاد التقرير، الذي أعد بتكليف من مفوضية اللاجئين ومؤسسة "سيف ذي تشيلدرين" (أنقذوا الاطفال) البريطانية الخيرية، بأن الاطفال اللاجئين في ليبيريا وغينيا وسيراليون يتم استغلالهم في ممارسة الجنس.
وقال "يبدو أن العنف والاستغلال الجنسيين للاطفال ممارسة شائعة في المجتمعات التي تمت زيارتها وأن المتورطين فيه يمثلون كافة المستويات، بما في ذلك أولئك الذين من المفترض أنهم يقومون بحماية نفس الاطفال الذين يقومون باستغلالهم".
ووجه الاطفال الذين تم سؤالهم اتهامات ضد 67 فردا من أكثر من 40 منظمة، بينها المنظمتان اللتان أجريتا الدراسة.
وصرح دومينيك بارتش المتحدث باسم مفوضية اللاجئين في نيروبي بأن فريق تحقيق مستقلا تابعا للامم المتحدة وصل إلى المنطقة للتحري بشأن تلك المزاعم.
ومعظم الضحايا من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 13 و18 سنة، حسبما جاء في التقرير الذي أعد بناء على 1.500 مقابلة أجريت في الدول الثلاث خلال شهري تشرين الاول/أكتوبر و تشرين الثاني/نوفمبر الماضيين.
وقيل أن معظم مرتكبي هذه الاعمال من الموظفين المحليين بوكالات الاغاثة، لكن الاطفال اتهموا أيضا موظفين حكوميين محليين ومدرسين وجنود حفظ سلام تابعين للامم المتحدة.
وزعم بعض الاطفال أن جنود حفظ السلام أجبروهم على اتخاذ أوضاع مختلفة للتصوير وهم عرايا. وقال التقرير "إن ما يتمتع به جنود حفظ السلام من نفوذ وغنى وجاه يتيح لهم القدرة على عمل ما يحلو لهم".
يذكر أن الحروب الاهلية والصراعات العابرة للحدود خلال العقد الماضي جعلت غينيا وليبيريا وسيراليون بين أكثر الاماكن بؤسا على ظهر الارض.
ويعيش نحو 600.000 نسمة كلاجئين في الدول الثلاث، كما أن 700.000 آخرين يعيشون مشردين داخل بلادهم. ومعظم هؤلاء يعيشون في ظل ظروف بائسة داخل أكواخ صغيرة مغطاة بحصائر من البلاستيك بلا وظائف ودون أرض للزراعة وفرصهم في العودة إلى الوطن ضئيلة.
وقال التقرير أن فقر اللاجئين المدقع وهوانهم مقترنا بنفوذ وثراء موظفي الاغاثة النسبي هو من العوامل الرئيسية التي تسمح بالاستغلال الجنسي.
ومضى التقرير إلى القول أن الجنس "صار بمثابة آلية للبقاء بالنسبة لكثير من عائلات اللاجئين". ويشعر الاطفال بأن الاستسلام للمطالب الخاصة بالجنس "هو في الغالب خيارهم الوحيد كي يتمكنوا من الحصول على الطعام وغيره من المواد الاساسية ولكي يدفعوا مصاريف التعليم".
وأضاف أن موظفي الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية يستغلون "المساعدات والخدمات الانسانية نفسها والمفترض أنها لصالح اللاجئين كوسيلة للاستغلال".
ويشير التقرير إلى أن الموظفين يقايضون كل شئ بدءا من زيت الطعام والادوات البلاستيكية والقماش وانتهاء بالادوية مقابل ممارسة الجنس مع الفتيات المراهقات.
وقالت إحدى المراهقات في ليبيريا للباحثين "إنهم يستخدمون الطعام كطعم لحملك على (ممارسة) الجنس معهم".
ويقول أحد زعماء مجتمع اللاجئين في غينيا "إن موظفي المنظمات غير الحكومية يملكون سلطات واسعة تجعل الناس تصدق أنهم أشخاص مهمون حقا وأن المجتمع لا قبل له بتحديهم".
ووصفت مفوضية اللاجئين ومؤسسة أنقذوا الاطفال الخيرية في بيان صحفي مشترك ما جاء في التقرير بأنه "مزعج".
وقالت المنظمتان "إن كم المزاعم لا يدع مجالا للشك أن ثمة مشكلة خطيرة تتعلق بالاستغلال الجنسي وتتطلب مزيدا من العمل والتحقيق".
وأضافت المنظمتان أن معسكرات اللاجئين بحاجة إلى إجراءات أمنية أشد وأعداد أكبر من الموظفين الدوليين ومزيد من الموظفات للحيلولة دون وقوع مثل هذه الانتهاكات في المستقبل.
وذكرت مفوضية اللاجئين أنها تنفذ خطة عمل تشمل إبلاغ كافة الموظفين بالسلوك المتوقع منهم وتطوير سبل توزيع المساعدات وزيادة الدعم المقدم للفتيات، الاكثر عرضة لخطر الاستغلال الجنسي.
وأعترف التقرير بأن التخفيضات الشاملة في ميزانية مفوضية اللاجئين العام الماضي كان لها "تأثير ضار على سبل توفير الحماية على الارض".