الجيش الاثيوبي يعلن سيطرته بالكامل على عاصمة تيغراي

أبيي أحمد يرفض دعوات الحوار الدولية في وقت يستعد جيشه للمرحلة الأخيرة من الهجوم على قوات الإقليم الشمالي.
أثيوبيا تصر على الحسم العسكري في تيغراي
أسمرة استهدفت بصاروخ أُطلق من إقليم تيغراي بسبب اتهامها بدعم الجيش الاثيوبي
الجيش الإثيوبي يقصف عاصمة تيغراي بالأسلحة الثقيلة
الحكومة الاثيوبية تؤكد اقترابها من السيطرة على عاصمة اقليم تيغراي

أديس ابابا - قال رئيس أركان الجيش الإثيوبي برهانو جولا فيبيان في بيان نشر على الصفحة الرسمية للجيش على فيسبوك مساء اليوم السبت إن القوات الاتحادية الإثيوبية "سيطرت بالكامل" على مقلي عاصمة إقليم تيجراي.

وقالت السلطات في وقت سابق من اليوم إن القوات الحكومية في المرحلة الأخيرة من هجوم على الإقليم ولن تدخر جهدا في حماية المدنيين في مقلي التي يقطنها نحو نصف مليون نسمة.

ولم يصدر تعليق بعد من قوات تيجراي التي تقاتل القوات الحكومية في ذلك الإقليم الشمالي.

جاء ذلك بعد ان أبلغ رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد الجمعة موفدي الاتحاد الإفريقي عزمه على مواصلة العمليات العسكرية في منطقة تيغراي في شمال إثيوبيا، رافضا دعوات الحوار، في وقت يستعد جيشه للمرحلة الأخيرة من الهجوم على قوات الإقليم الشمالي.
والخميس أعلن أبيي الحائز على جائزة نوبل للسلام بدء "المرحلة الثالثة والأخيرة" من حملته العسكرية ضد "جبهة تحرير شعب تيغراي".
ومنذ أكثر من ثلاثة أسابيع يخوض الجانبان معارك عنيفة في تيغراي، قالت مجموعة الأزمات الدولية إنها أوقعت آلاف القتلى "بينهم مدنيون كثر وقوات أمن".
وتحوم المخاوف حول مصير نصف مليون شخص يقطنون ميكيلي، عاصمة إقليم تيغراي، التي يقول الجيش إنه يحاصرها ويهدد بمهاجمتها.
وحذّر قادة دوليون ومنظمات حقوقية من أن هجوما كهذا سيشكل خرقا لقواعد الحرب، داعين إلى وساطة عاجلة.
وأعرب البابا فرنسيس عن قلقه إزاء المعارك المحتدمة وتزايد أعداد القتلى والنازحين، وفق المسؤول الإعلامي في الفاتيكان ماتيو بروني.
وأمر أبيي الجيش ببدء العملية في تيغراي في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر بعد احتكاكات استمرّت أشهرا بين الجيش الحكومي وقوات "جبهة تحرير شعب تيغراي" التي هيمنت على الحياة السياسية في إثيوبيا وسيطرت على أجهزتها الأمنية في معظم سنوات العقود الثلاثة التي سبقت صعود أبيي إلى السلطة في 2018.
ورفضت أديس أبابا التفاوض مع جبهة تحرير شعب تيغراي، واعتبر أبيي أن الدعوات المطالبة بإجراء حوار تمثّل "تدخلا" في شؤون إثيوبيا الداخلية.
واستقبل رئيس الوزراء الاثيوبي في أديس أبابا الجمعة ثلاثة رؤساء أفارقة سابقين هم الموزمبيقي جواكيم شيسانو والليبيرية إلين جونسون سيرليف والجنوب إفريقي كغاليما موتلانتي الذين أرسلهم الاتحاد الإفريقي هذا الأسبوع لاجراء وساطة.
وفي بيان أعقب الاجتماع، أعرب أبيي عن تقديره "لهذه اللفتة ... والالتزام الثابت الذي تمثله لمبدأ حل المشاكل الإفريقية إفريقياً". لكنه شدد على أن حكومته "مسؤولة بموجب الدستور عن فرض سيادة القانون في الإقليم وفي أنحاء البلاد".
واعتبر أبيي أن عدم فرض سيادة القانون في تيغراي "من شأنه أن يفاقم ثقافة الإفلات من العقاب".
من جهتها، أفادت سلطات تيغراي أن الجيش الحكومي يقصف بلدات وقرى حيث يلحق دمارا كبيرا، لكن دون أن تذكر ميكيلي على وجه الخصوص.
وأفادت في بيان بثّه "تلفزيون تيغراي" المحلي أن "كفاحنا سيتواصل من كل الجهات إلى حين ضمان شعب تيغراي حق تقرير المصير وخروج القوات الغازية".

وتعرّضت عاصمة إقليم تيغراي إلى قصف عنيف السبت، وفق ما أعلنت السلطات المحلية ومصادر من منظمات إغاثة حيث أفادت الحكومة المحلية في بيان أوردته وسائل إعلام تيغراي أن الجيش الإثيوبي "بدأ قصف وسط (العاصمة الإقليمية) ميكيلي باستخدام الأسلحة الثقيلة والمدفعية"، وهو أمر أكده مسؤولان معنيان بمجال الإغاثة على اتصال بموظفين تابعين لمجموعتيهما في المدينة.

وأفاد البيان أن "سلطات إقليم تيغراي تدعو جميع أصحاب الضمائر، بما في ذلك المجتمع الدولي، إلى إدانة الهجمات بالمدفعية والطائرات الحربية والمجازر التي تُرتكب".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة في بيان، أطراف النزاع في إثيوبيا إلى "اغتنام الفرصة الحيوية" للوساطة الأفريقية "لحل النزاع سلميا".
وقُطعت الاتصالات عن تيغراي منذ بدأ القتال، ما صعّب مهمة التحقق من الإعلانات المتضاربة بشأن الضحايا والجهات التي تسيطر على المناطق المختلفة.
واندلع النزاع في العام نفسه الذي قرر فيه الاتحاد الإفريقي، الذي يضم 55 بلدا ويتّخذ أديس أبابا مقرا، لعب دور أكبر في حل نزاعات القارة تحت شعار "إسكات الأسلحة".

تفاقم التداعيات الإنسانية للأزمة في تيغراي
تفاقم التداعيات الإنسانية للأزمة في تيغراي

استهداف صاروخي جديد لإريتريا
ودعا الاتحاد الإفريقي إلى وقف الأعمال العدائية في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر، لكن النزاع خرج بشكل أكبر عن السيطرة بينما قصفت طائرات حربية المنطقة الجبلية وسط إعلان الطرفين تحقيق تقدّم.
وليل الجمعة استُهدفت العاصمة الإريترية أسمرة بصاروخ أُطلق من إقليم تيغراي الواقع في شمال إثيوبيا، وفق ما أفاد أربعة دبلوماسيين ، في هجوم هو الثاني من نوعه منذ اندلاع المعارك على الأراضي الإثيوبية هذا الشهر.
وقال أحد الدبلوماسيين إن "صاروخا أُطلق من إقليم تيغراي سقط على ما يبدو في جنوب أسمرة"، مشيرا إلى عدم ورود أي معلومات عن سقوط ضحايا أو وقوع أضرار.
وسبق أن اتّهمت الجبهة حكومة أبيي باستقدام الدعم العسكري من إريتريا، وهو أمر تنفيه إثيوبيا.
وكانت سلطات إقليم تيغراي تبنّت الأسبوع الماضي إطلاق صواريخ استهدفت مطار عاصمة إريتريا المجاورة، لكنّ أيّ تعليق لم يصدر عن قادة الجبهة بشأن القصف الصاروخي الأخير.
ميدانيا، لم يتّضح ما إذا كان الهجوم على ميكيلي قد بدأ أو مدى اقتراب القوات الحكومية من المدينة.
وأفاد أبيي الذي أمر بضرب قوات جبهة تحرير شعب تيغراي بعد انقضاء مهلة حددها لاستسلامها، أنه سيتم "بدرجة كبيرة مراعاة" حماية الأبرياء وتجنّب إحداث أي أضرار كبيرة في المدينة.
أزمة إنسانية
أدى احتمال وقوع هجوم واسع النطاق إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية هذا الأسبوع لحل النزاع، في وقت عقد مجلس الأمن الدولي أول اجتماع له بشأن تيغراي، بينما دعا مسؤولون أميركيون وأوروبيون إلى ضبط النفس.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان-أيف لودريان الذي التقى نظيره الإثيوبي ديميكي ميكونين في باريس الخميس، إلى اتّخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين، في ظل تفاقم التداعيات الإنسانية للأزمة على صعيد المنطقة.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة إن نحو 100 ألف لاجئ إريتري في تيغراي يواجهون خطر نفاد الغذاء بحلول يوم الاثنين في حال لم تصلهم الإمدادات.
أما في شرق السودان، حيث وصل أكثر من 40 ألف لاجئ فروا من معارك تيغراي، فتحاول السلطات المحلية جاهدة توفير الاحتياجات المتزايدة للغذاء والمأوى وغير ذلك من الأساسيات.