الجيش السوداني يدعم حق الإمارات في الدفاع عن نفسها

رئيس المجلس العسكري يدين هجمات استهدفت ابوظبي ويطلع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تطورات الأوضاع في السودان والجهود المبذولة للوصول إلى حلول مرضية تعزز مكاسب الثورة وصولا إلى ديمقراطية مستدامة.
ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد عبر عن دعمه لمشروعات التنمية في السودان بما يحقق الإزدهار لشعبه
الإمارات تلعب دورا مهما في دعم الأمن والاستقرار في السودان والمنطقة
أبوظبي تسعى لقطع الطريق على التدخلات الخارجية في السودان وتساهم في مكافحة التطرف والفوضى

أبوظبي - أكد المجلس العسكري السوداني، فجر الإثنين، دعمه وتضامنه مع الإمارات في حقها الدفاع عن نفسها إثر الهجمات التي تعرضت لها مؤخرا.
جاء ذلك في تصريحات للمتحدث الرسمي باسم المجلس، شمس الدين كباشي، لدى عودة رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان إلى الخرطوم،عقب زيارة قصيرة للإمارات استمرت لساعات.
وأوضح كباشي أن البرهان أجرى مباحثات مع ولى عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها.
وأضاف " أن البرهان عبر عن إدانة السودان للهجمات التي تعرضت لها الإمارات مؤخراً وتضامنه معها في حقها في الدفاع عن نفسها"
ومؤخراً تعرضت 4 سفن تجارية بالمياه الإقليمية للإمارات بينهما سفينتان سعوديتان، لعمليات تخريبية قرب المياه الإقليمية، باتجاه ميناء الفجيرة البحري، حسب الخارجية الإماراتية .
وتشهد منطقة الخليج، توترًا كبيرًا عقب تلويح الولايات المتحدة بالتصعيد العسكري ضد إيران، بزعم وجود معلومات استخباراتية حول استعدادات إيرانية محتملة لتنفيذ هجمات ضد المصالح الأميركية في دول الخليج.
وقال الكباشي إن " البرهان أطلع محمد بن زايد علي تطورات الأوضاع بالسودان وجهود المجلس العسكري، والقوى السياسية للوصول إلى حلول مرضية تعزز مكاسب الثورة وصولا إلى ديمقراطية مستدامة".
وأشار إلى أن ولى عهد أبوظبي، أكد حرص بلاده علي مساندة السودان واستعدادها لدعم مشروعات التنمية فيه بما يحقق الإزدهار لشعبه.

ولي عهد ابوظبي حث الاطراف بالسودان على تعزيز قيم الحوار من أجل الوصول إلى حلول ترضي طموحات الشعب السوداني

وحث بن زايد الأطراف بالسودان على تعزيز قيم الحوار من أجل الوصول إلى حلول ترضي طموحات الشعب السوداني،وفق البيان.

ووصل البرهان الى الإمارات في ثاني زيارة خارجية له بعد مصر.

وتلعب الإمارات دورا مهما في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال مقاربة شاملة تعتمد أساسا على التنمية ومكافحة الإرهاب والتطرف وقطع الطريق على محاولات وتدخلات اقليمية لتأجيج العنف في دول شقيقة وصديقة. وتسعى أبوظبي لمساعدة السودان على تجاوز المرحلة الحالية وهي مرحلة دقيقة تحتاج فيها الخرطوم لسند عربي يحصنها من التدخلات الرامية لتغذية التوترات.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) إن الشيخ محمد بن زايد التقى عبد الفتاح البرهان بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وحمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة.

وأكد الشيخ محمد"وقوف الإمارات إلى جانب السودان في كل ما يحفظ أمنها واستقرارها ويحقق طموحات شعبها الشقيق إلى التنمية والتطور ويؤدي إلى الانتقال السياسي السلمي في إطار من التوافق والوحدة الوطنية".

وعبر ولي عهد أبوظبي عن "ثقته الكبيرة بقدرة الشعب السوداني الشقيق ومؤسساته الوطنية على تجاوز المرحلة الحالية والتوجه إلى المستقبل بروح وطنية واحدة ".

وأكد الشيخ محمد على "أهمية الحوار بين السودانيين في هذه المرحلة الحساسة"، مضيفا أن "السودان سينجح ويحقق مراده ويعزز استقراره وبناءه ويبدأ مرحلة جديدة ومزدهرة بخطى واثقة تجاه المستقبل، من خلال الحوار الذي يسعى إلى تحقيق الوفاق".

وأوضح أن "دولة الإمارات العربية المتحدة تبادر دائما في تقديم الدعم إلى الشعب السوداني الشقيق بما يعكس عمق العلاقات التي تجمع بين الشعبين الشقيقين وما يربط بينهما من وشائج الأخوة والمحبة"، متمنيا "للسودان وشعبها مستقبلا مشرقا يعمه التقدم والتنمية والوفاق".

ووقّع صندوق أبوظبي للتنمية في بداية الشهر الحالي اتفاقية مع بنك السودان المركزي، يتم بموجبها إيداع 250 مليون دولار بهدف دعم السياسة المالية للبنك وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي في البلد الذي يشهد هزّات اقتصادية منذ انفصال جنوب السودان عام 2011.

ودفع شحّ النقد الأجنبي وأزمة في السيولة وانهيار الجنيه السوداني وارتفاع معدل التضخم بشكل قياسي، الخرطوم في العام الماضي لاتخاذ إجراءات قاسية منها رفع أسعار الخبز إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه، ما فجّر احتجاجات شعبية عارمة أنهت ثلاثة عقود من حكم الرئيس عمر البشير.

وقالت وكالة الأبناء الإماراتية إن عبدالفتاح البرهان "أعرب عن شكره وتقديره لمواقف دولة الإمارات العربية المتحدة الأصيلة تجاه الشعب السوداني"، مثمنا "الدعم الذي قدمته الإمارات إلى السودان بهدف تعزيز اقتصادها" .

ويقاوم المجلس العسكري الانتقالي الذي تشكّل عقب عزل الجيش البشير، لتهدئة غضب الشارع وتأمين انتقال سلس للحكم، إلا أنه يواجه تحديات كثيرة مثقلا بتركة من الأزمات والمشاكل من مخلفات النظام السابق.

و‎تأتي الوديعة الإماراتية كجزء من حزمة مساعدات مشتركة أقرتها الإمارات والسعودية، للسودان، البالغة قيمتها 3 مليارات دولار لدعم الاقتصاد وتلبية الاحتياجات الأساسية للشعب السوداني.

وتستهدف الوديعة الإماراتية مساعدة الخرطوم على استعادة توازناته المالية وهي خطوة مهمّة لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي.

وقام نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" بزيارة للمملكة العربية السعودية الخميس والجمعة التقى خلالها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو يلتقي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان
نائب رئيس المجلس العسكري اثنى على دعم السعودية للاستقرار في السودان

وكان المجلس العسكري قد قال في بيان إن الغرض من زيارة حميدتي هو "تقديم الشكر للمملكة، لما قدّمته من دعم اقتصادي يؤمّن متطلّبات الحياة المعيشية للشعب السوداني وهو ما أعلن عنه في الفترة السابقة فضلا عن دعمها السياسي للمجلس للمساهمة في الوصول إلى حلّ سريع للمشكلات".

والأسبوع الماضي، أودعت السعودية 250 مليون دولار في المصرف المركزي السوداني في إطار حزمة مساعدات تعهّدت بها المملكة والإمارات لصالح السودان الذي يشهد اضطرابات في خضم عملية انتقال للسلطة.

وأعلنت الإمارات والسعودية في 21 أبريل/نيسان تقديم دعم مالي قيمته ثلاثة مليارات دولار للسودان.

والسودان شريك رئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده الرياض وأبوظبي ضدّ المتمرّدين الحوثيين في اليمن. ويقاتل آلاف الجنود السودانيين في صفوف قوات التحالف الذي بدأ عملياته في مارس/آذار 2015.

وأكّد دقلو يوم الجمعة الماضي غداة لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دعم الخرطوم للرياض في مواجهة "التهديدات والاعتداءات" الإيرانية.

وقال دقلو الشهير بـ"حميدتي" في بيان أصدره المجلس العسكري في الخرطوم إنّ "السودان يقف مع المملكة ضد كافة التهديدات والاعتداءات الإيرانية والمليشيات الحوثية".

كما أعلن "كامل الاستعداد للدفاع عن أرض الحرمين الشريفين في إطار الشرعية وأنّ القوات السودانية ستظلّ موجودة وباقية في السعودية واليمن وسنقاتل لهذا الهدف".

وعزلت قيادة الجيش عمر البشير من الرئاسة، في 11 أبريل/ نيسان الماضي، بعد ثلاثين عاما في الحكم؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي؛ تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.
ويعتصم آلاف السودانيين أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم؛ للضغط على المجلس العسكري، لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين، في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالب التغيير بحسب محتجين.