الجيش السوداني يستغل تراخي الدعم السريع لاستعادة مواقع حيوية

قوات الدعم السريع تلتزم بشكل مبالغ فيه بقرار مجلس الأمن وقف إطلاق النار في رمضان ما مثل فرصة للجيش لحشد قواته.
قوات الدعم تعيد خطأ الجيش الوطني الليبي خلال حرب تحرير طرابلس من الميليشيات
الدعم السريع منح أولوية للوضع الانساني في السودان مع تفشي المجاعة
الجيش السوداني يستغل الدعم العسكري الاقليمي خاصة من قبل ايران
البرهان يسعى لاستغلال بعض المكاسب العسكرية في المفاوضات السياسية

الخرطوم - قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان إن الجيش سيواصل حصار قوات الدعم السريع في كل مكان بالبلاد ما يكشف نوايا الجيش السوداني للتصعيد في رمضان رغم قرار مجلس الامن وقف القتال وكذلك تداعيات خيار قوات الدعم الجنوح إلى التهدئة ما أفقدها زخم التحرك الميداني على أكثر من محور.
وزار البرهان وهو أيضا قائد الجيش، مقر "سلاح المهندسين" في مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، عقب استعادة قوة من الجيش السيطرة على مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون (رسمية) الثلاثاء، بحسب بيان لمجلس السيادة.
وخلال الزيارة قال قائد الجيش "سنواصل حصار العدو المتمرد (يقصد الدعم السريع) في الجزيرة ونيالا وزالنجي والجنينة والخرطوم وبحري وكل مكان في هذا الوطن" متابعا "رسالتنا لمسلحي الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" أن القوات المسلحة والأجهزة النظامية العسكرية ستلاحقكم في كل مكان، وكذلك المواطنين حتى يتحقق النصر الكامل".
ووصل البرهان إلى أم درمان بعد ساعات من إعلان الجيش استعادته مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون من قوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي كانت تسيطر عليه منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل/ نيسان 2023.
ويعتقد أن قادة الجيش السوداني استغلوا التزام الدعم السريع بالتهدئة في شهر رمضان للقيام بهجمات مضادة لاستعادة بعض المواقع الحيوية بعد حصلوهم على دعم عسكري من قبل دول إقليمية ودولية خاصة إيران التي قدمت مسيرات.
ويظهر جليا وفق مراقبين أن قوات الدعم إلتزمت بشكل مبالغ فيه بقرار مجلس الامن بوقف إطلاق النار في رمضان وهو ما استغلته قوات البرهان لحشد القوات وشن الهجمات المفاجئة.
ورغم مطالبة الكثير من الخبراء العسكريين قوات الدعم بمواصلة حملتها للقضاء على من تبقوا من فلول الجيش المدعومين من النظام السابق وقيادات إسلامية متطرفة كانت تنتمي لحزب المؤتمر الوطني لكن قوات الدعم تراخت عن شن هجمات واسعة وحاسمة.
وتشبه الوضعية الحالية ما تعرض له الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في الحرب التي شنها ضد الميليشيات في 2019 وعدم تمكنه نتيجة التراخي من السيطرة على العاصمة طرابلس والتراجع نحو المنطقة الشرقية.
ويعتقد محللون عسكريون أن الجيش يسعى لتضخيم بعض الانتصارات الميدانية استغلالها سياسيا في المفاوضات المقبلة رغم أن هذه الانتصارات لم تكن لتتحقق لولا التزام الدعم السريع بالتهدئة وبالقرارات الدولية لحماية الشعب السوداني من استمرار المعارك خاصة مع تفشي المجاعة.
وكان مساعد قائد الجيش الفريق ياسر العطا قال الأحد الماضي "أنه لا هدنة في رمضان إلا إذا نفذت الدعم السريع اتفاق جدة" مشددا على أن أن الدولة ستتفاوض من أجل إيقاف الحرب عندما يلتزم الدعم السريع بتنفيذ مخرجات جدة في إشارة لعدم الالتزام بالقرار الدولي ويؤكد عم اهتمام قادة الجيش بالوضع الإنساني الكارثي.
ويعتقد متابعون للمشهد السوداني أن المواقع التي تمت خسارتها يمكن استعادتها في المستقبل القريب حيث يحظى الدعم السريع بثقة عامة الشعب وينتظرون بفارغ الصبر انتهاء النزاع.
وأخفقت مساعٍ محلية وإقليمية حتى اليوم في إنهاء حرب السودان الأهلية التي خلَّفت نحو 13 ألفا و900 قتيل، وما يزيد على 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
والاثنين تجددت الاشتباكات بالعاصمة الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في أول أيام شهر رمضان، رغم الدعوات الإقليمية والدولية لوقف الأعمال العدائية خلال الشهر المبارك.