الجيش السوداني يعرقل هدنة رمضان بشروط تعجيزية

الجيش يحاول تحقيق مكاسب عسكرية مستغلا الأزمة الانسانية والمطالب المحلية الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار.

الخرطوم – ضرب الجيش السوداني عرض الحائط بجميع الدعوات الدولية والاقليمية والإنسانية لوقف الحرب خلال شهر رمضان في البلاد، بفرض شروط تعجيزية لنيل مكاسب على الأرض مقابل الهدنة.
وقال الفريق أول ركن ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش السوداني في بيان الأحد إنه لن تكون هناك هدنة في السودان خلال شهر رمضان ما لم تغادر قوات الدعم السريع شبه العسكرية المنازل والمواقع المدنية.

وأصدر العطا هذا البيان بعد دعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى هدنة في رمضان. وقالت قوات الدعم السريع شبه العسكرية إنها ترحب بالدعوة إلى وقف إطلاق النار.

وأشار العطا في البيان، الذي صدر على قناة الجيش الرسمية على تطبيق تيلجرام، إلى التقدم العسكري الذي أحرزه الجيش في الآونة الأخيرة في أم درمان التي تعد جزءا من العاصمة السودانية.

واستبعد أي وقف لإطلاق النار في رمضان ما لم تمتثل قوات الدعم السريع إلى التزام تم التعهد به في مايو/ أيار من العام الماضي خلال المحادثات التي جرت بوساطة سعودية وأميركية في جدة بالانسحاب من منازل المدنيين والمنشآت العامة.

وجاء في البيان أيضا أنه لا يجب أن يكون لمحمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع المعروف باسم حميدتي، أي دور سياسي أو عسكري في السودان في المستقبل.

كما رفض الجيش السوداني مبادرة قوات الدعم السريع باستلام 537 أسيراً من أفرادها، ومنتسبي القوات النظامية الأخرى من طرفها كبادرة حسن نوايا تزامناً مع حلول شهر رمضان الكريم، بحسب ما ذكرت على موقع اكس:

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل/ نيسان 2023 في ظل توترات بشأن خطة الانتقال إلى حكم مدني. ونفذ الطرفان انقلابا في عام 2021 أدى إلى خروج المرحلة الانتقالية عن مسارها بعد الإطاحة بالزعيم السابق عمر البشير في عام 2019.

واتخذ الجيش موقفا دفاعيا من الناحية العسكرية خلال معظم فترات الصراع. واحتلت قوات الدعم السريع مساحات واسعة من العاصمة في الأيام الأولى من القتال.

وتقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليونا، أي نصف سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات وفر نحو ثمانية ملايين من منازلهم، فيما ينتشر الجوع. بينما ترى واشنطن إن الطرفين المتحاربين ارتكبا جرائم حرب. كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى هدنة في رمضان.

بدوره، ذكر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الأحد، إن إيقاف الحرب والحفاظ على وحدة أراضي الدولة السودانية “من أولويات الجامعة العربية”. وذلك خلال لقاء أبو الغيط رئيس تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السابق، في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، وفق بيان الجامعة.

وشدد أبو الغيط خلال اللقاء على أولويات الجامعة العربية في الملف السوداني والمتمثلة في ضرورة إيقاف الحرب وأهمية الحفاظ على وحدة أراضي الدولة السودانية.

كما أكد على استعداد الجامعة العربية الكامل لتقديم أية مساعدة مطلوبة للأطراف السودانية من شأنها لم شمل الأطياف السودانية لحل الأزمة. وأشار إلى أهمية مرافقة الدولة السودانية في أي مبادرة من شأنها الوصول لحل.

ونقل البيان عن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام جمال رشدي قوله إن “أبو الغيط استمع إلى عرض وافٍ قدمه حمدوك حول تحركات وعمل التنسيقية لمحاولة وقف إطلاق النار بشكل سريع والوصول لعملية سياسية من خلال حوار سوداني جامع يشمل كافة الأطراف”.

والجمعة، وصل وفد تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) برئاسة حمدوك إلى القاهرة للتشاور مع القيادة المصرية حول جهود وقف الحرب وإنهاء الأزمة في السودان.

وتأتي الزيارة ضمن الجهود التي تبذلها “تقدم” مع الدول من أجل العمل على “إطفاء نار الحرب ومخاطبة الأوضاع الإنسانية الكارثية، وبحث سبل الوصول لحل سياسي سلمي تفاوضي”، وفق بيان للتنسيقية.

وتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية، تضم أحزابا ومنظمات مدنية أبرزها قوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق) ، تكونت بعد اندلاع الحرب لتوحيد المدنيين بهدف وإنهائها.

بدوره، حث رئيس الاتحاد الأفريقي رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني فرقاء الأزمة في السودان إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية قبل حلول شهر رمضان، انسجاما مع قرار مجلس الأمن الدولي الذي يرحب به الاتحاد الأفريقي.

وأصدر الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي مساء السبت بيانا قال فيه “أحث الأخوة في السودان الشقيق على الإلتزام بهذا القرار بما يحقن الدماء السودانية الغالية ويسمح بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق ويمهد للسير في طريق التوصل إلى وقف دائم وشامل للقتال وعودة الأمن والاستقرار لجمهورية السودان “. وترأست موريتانيا في شباط/فبراير الماضي الاتحاد الأفريقي لمدة عام.

ورحبت دول ومنظمات عربية، السبت، بقرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى وقف إطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان. وذلك في بيانات منفصلة صادرة عن السعودية، والإمارات، وقطر، والكويت، والبحرين، وسلطنة عمان، والأردن، ومجلس التعاون الخليجي.