الجيش السوري يتصدى لهجمات فصائل جهادية بريفي حماة وإدلب

غارات روسية تساعد قوات النظام على استعادة قريتي المنارة والفطاطرة بسهل الغاب في ريف بعد أن استولى عليها تنظيم حراس الدين المبايع لتنظيم القاعدة وقتله 25 مقاتلا غالبيتهم من قوات النظام.

دمشق - استعادت قوات الجيش السوري التابعة للنظام اليوم الاثنين السيطرة على قريتين في ريف حماة الشمالي الغربي، كانت مجموعات جهادية قد استولت عليها بعد أن قتل 25 مقاتلاً غالبيتهم من قوات النظام والمسلحين الموالين لها إثر هجوم شنّه فصيل مرتبط بتنظيم القاعدة على مواقع لها، رغم سريان وقف لإطلاق النار.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الإثنين إن قوات بشار الأسد تمكنت "من استعادة السيطرة على قريتي الفطاطرة والمنارة بسهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، وذلك بعد انسحاب المجموعات الجهادية المنضوية ضمن غرفة عمليات “وحرض المؤمنين”، من القريتين في أعقاب القصف الجوي الروسي بالإضافة للقصف البري المكثف".

وأوضح المرصد السوري أن تعداد قتلى المجموعات الجهادية ارتفع بعد الغارات الروسية على المنطقة ووثق مقتل 22 مقاتلا بينهم قيادي من جنسية سورية.

وتشهد المنطقة الواقعة بين الحدود الإدارية لمحافظات إدلب وحماة واللاذقية في الأسابيع الأخيرة اشتباكات متقطعة وقصفاً مدفعياً متبادلاً بين قوات النظام والفصائل المقاتلة، رغم سريان هدنة أعلنتها موسكو وأنقرة منذ السادس من آذار/مارس.

وأحصى المرصد مقتل 25 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال اشتباكات اندلعت إثر هجوم شنّه فصيل حراس الدين الذي يعتبر فرع تنظيم "القاعدة" في سوريا مع فصائل جهادية أخرى على مواقع عسكرية في منطقة سهل الغاب الواقعة في شمال غرب حماة والملاصقة لإدلب.

وتشكل تحالف "وحرّض المؤمنين" الذي تضم الفصائل السلفية الأكثر تشدداً، نهاية العام 2018، ويضم أربعة فصائل هي تنظيم حراس الدين وجبهة أنصار الاسلام وجبهة حراس الدين بالإضافة إلى لواء أنصار التوحيد.

وينشط فصيل حراس الدين، ويضم نحو 1800 مقاتل بينهم من جنسيات غير سورية، في المنطقة. وقد انشق في وقت سابق عن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي تعد التنظيم الأوسع نفوذاً في إدلب ومحيطها لكنه بقي مع مجموعات جهادية أخرى يقاتل قوات النظام.

وأعقب وقف اطلاق النار المستمر منذ ثلاثة أشهر هجوماً واسعاً شنّته قوات النظام بدعم روسي على إدلب ومحيطها، تسبب بمقتل 500 مدني على الأقل ودفع نحو مليون شخص للنزوح منذ كانون الأول/ديسمبر، عاد 120 ألفاً منهم فقط إلى مناطقهم وفق الأمم المتحدة.

ولا يعد وقف اطلاق النار الحالي الأول في إدلب التي تعرضت خلال السنوات الأخيرة لهجمات عدّة شنتها قوات النظام بدعم روسي وسيطرت خلالها تدريجياً على أجزاء واسعة من المحافظة التي كانت تنشط فيها فصائل مسلحة تدعمها تركيا بشكل مكثف. ومع تقدمها الأخير في جنوب إدلب وغرب حلب، بات نحو نصف مساحة المحافظة تحت سيطرة قوات النظام.

ومع توجه تركيا إلى ليبيا وتركيزها على تدخلها العسكري فيها دعما لحكومة الوفاق والميليشيات الموالية لها في العاصمة طرابلس، بدأت بوادر مواجهات تظهر بين هيئة تحرير الشام وتنظيم حراس الدين المنشق عن الأولى في ريف إدلب مع تزايد نشاط مجموعات جهادية أخرى تابعة لداعش وسط انتقاد شبكة حقوقية لانتهاكات خطيرة من هذه المجموعات المتناحرة ضد المدنيين في شمال غربي سوريا.

ولم يستثني تنظيم حراس الدين قوات الجيش التركي من استهدافه حيث يعارض الاتفاقيات التي وقعها الأتراك والروس في إدلب.

وتسبّبت الحرب في سوريا بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وشردت الملايين وهجرت أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، كما دمرت البنى التحتية واستنزفت الاقتصاد وأنهكت القطاعات المختلفة.

وتقول منظمات حقوقية إن تنظيم حراس الدين يقوم بعمليات خطف وإخفاء قسـري والتضييق على المجتمعات المحلية بحرياتها، تماما مثلما فعل تنظيم داعش منذ سنوات ما أدى إلى نزوح وهروب الكثير من النشطاء وعائلاتهم نحو مناطق أخرى خارج سيطرته خوفاً من الاعتقال والمصير المجهول.