الجيش اللبناني يفتح الطرقات وسط غضب المتظاهرين

اشتباكات بين جنود لبنانيين ومحتجين إثر محاولة فتح طرقات مقطوعة في عدد من المناطق ببيروت وصيدا.
نبيه بري يعبر عن خشيته من الفراغ في لبنان في اول تعلق له على الاحتجاجات

بيروت - اندلعت، الأربعاء، اشتباكات بين الجيش اللبناني ومحتجين، إثر محاولة فتح طرقات مقطوعة في عدد من المناطق بالعاصمة بيروت وصيدا جنوبي البلاد، وفق إعلام محلي.
وتأتي هذه الخطوات الأمنية في وقت لا يزال فيه المتظاهرون يتوافدون إلى منطقة رياض الصلح وسط بيروت، في إطار احتجاجات تدخل يومها السابع للمطالبة برحيل الحكومة.
وبحسب إعلام محلي، استخدم الجيش اللبناني، الأربعاء، القوّة لفتح الطرقات المقطوعة في عدد من المناطق اللبنانيّة، بينها منطقة نهر الكلب وذوق مصبح وجل الديب شمال بيروت.

وفي الأثناء، تشهد منطقة ذوق مصبح توترًات بين الجيش اللبناني والمتظاهرين بعد افتراشهم الطريق بأجسادهم، مصرين على تحرّكاتهم السلميّة حتى تحقيق مطالبهم.
وكشفت الوكالة الوطنيّة للإعلام الرسميّة، عن سقوط جريحين في تدافع بين قوات المغاوير التابعة للجيش اللبناني والمعتصمين في منطقة جل الديب شمال بيروت.

وأضافت أن حالة غضب عارمة سادت بين صفوف المحتجّين، خصوصا بعد أن طلب الجيش من وسائل الإعلام وقف البث المباشر وعدم تصوير الاشتباكات مع المتظاهرين في نهر الكلب.
وأوقف الجيش اللبناني مواطناً في منطقة نهر الكلب حاول عرقلة العمل لإعادة فتح الطريق.
ووفق المصدر نفسه، وقع صباح اليوم مناوشات بين المتظاهرين والجيش اللبناني على الطريق البحريّة لمدينة صيدا الجنوبيّة، بالقرب من الملعب البلدي، بعد محاولة الجيش فتح الطريق ما أدّى إلى وقوع جريحين.

وينفتح لبنان على المجهول مع استمرار الاحتجاجات لليوم السابع على التوالي متجاهلة الورقة الإصلاحية التي أقرّها مجلس الوزراء وشملت 16 بندا إصلاحيا لاحتواء غضب الشارع
ورفع المتظاهرون من سقف مطالبهم من مطلبية عفوية إلى دعوات برحيل النخبة السياسية التي تشكلت أساسا من نظام المحاصصة الطائفية والتوريث السياسي العائلي.
وتتوقع مصادر لبنانية أن يضطر الحريري بالفعل لإجراء تعديل وزاري ضمن محاولاته لاحتواء الغضب في الشارع، لكن ليس واضحا من سيخرج من تشكيلته الوزارية ومن سيبقى فيها وهل سيشمل التعديل الوزير المثير للجدل جبران باسيل.

المتظاهرون في لبنان
المحتجون تجاوزوا الصراعات الطائفية للمطالبة بحقوق اقتصادية وتنموية

ولا تزال أعداد المعتصمين في صور الجنوبيّة تقتصر على عدد ممن قضوا ليلتهم في خيمتين نصبتا في المكان، في وقتٍ كان شبّان يقطعون منذ الصباح عددًا من الطرقات، فيما عمد الجيش اللبناني إلى إعادة فتحها.
وانتشر الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة بكثافة حول مبنى مصرف لبنان في مدينة صور الجنوبيّة، بعد الحديث عن نيّة المحتجّين التظاهر أمام المصرف.
وبدأ الناس بالنزول بأعداد كبيرة إلى أماكن التجمّع منعاً لمحاولة قمع التحرّكات الميدانيّة، وفق ما نقلت وسائل إعلام محليّة.
وذكرت الوكالة الرسمية أيضا أن رئيس حزب الكتائب اللبناني، النائب سامي الجميل، افترش الأرض مع المعتصمين في جل الديب شمال بيروت، رفضا لفتح طريق الأوتوستراد بعد تدافع مع الجيش.

وقال رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، الأربعاء، إن "البلد لا يحتمل أن يبقى معلقًا"، معربًا عن خشيته من الفراغ، وذلك في أول تعليق له منذ اندلاع الاحتجاجات، الخميس الماضي.
وتصريحات بري جاءت على لسان النائب علي بزي، عضو كتلة حركة "أمل" النيابية التي يرأسها الأول، وذلك في حديثه للصحفيين عقب انتهاء لقاء الأربعاء النيابي.
ولقاء الأربعاء، اجتماع أسبوعي يعقد في منزل بري في منطقة "عين التينة" بالعاصمة بيروت، حيث يلتقي فيه عددا من النواب، يتغيرون كل أسبوع.
وأضاف النائب بزي، أن "بري وقع مشروع الموازنة (موازنة 2020) وحوّلها إلى لجنة المال والموازنة البرلمانية لمناقشتها، وأكد أن الظرف الراهن ملائم لقيام الدولة المدنية وإقرار قانون انتخابات نيابية يعتمد لبنان دائرة واحدة على أساس النسبية".
وضم لقاء الأربعاء النيابي إضافة إلى نواب من حركة "أمل"، وفدا من الحزب التقدمي الاشتراكي يضم وزيري التربية والتعليم العالي أكرم شهيب، والصناعة وائل ابوفاعور، والنائب السابق غازي العريضي.
والثلاثاء تحدثت مصادر لبنانية عن احتمال اعلان استقالة حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري والإعلان عن تشكيل حكومة تكنوقراط يرأسها الحريري ضمن جهود تطويق الغضب في الشارع واحتواء الاحتجاجات المنددة بالطبقة السياسية.