الجيش الليبي يتقدم نحو مصراتة

بوتين يبحث في اتصال هاتفي مع الشيخ محمد بن زايد القضية الليبية ونتائج مباحثاته مع اردوغان وسط تراجع قوات الوفاق أمام تقدم القوات الليبية.

طرابلس - أعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر مواصلة تقدمه نحو مدينة مصراتة معقل الجماعات الإسلامية المتطرفة بعد اقل من أسبوع من طرد ميليشيات حكومة الوفاق من سرت.
وفي هذا الإطار أفاد المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة الجمعة ان القوات الليبية تواصل تقدمها الى محمية الهيشة شرق مصراتة وسط تراجع للميليشيات.

وأكد المركز الإعلامي ان رئيس أركان القوات البحرية وجه مصلحة الموانئ والنقل البحري بمنع السفن المبحرة إلى ميناءي مصراتة والخمس، منبها من أنها قد تصبح هدفا مشروعا للقوات المسلحة نظرا لرفع الحالة القصوى وحالة النفير العام.
وكانت القوات المسلحة الليبية قد أعلنت تحرير سرت بالكامل من الجماعات المتطرفة التي كانت تسيطر عليها، موضحة أن عملية التحرير كانت دقيقة وخاطفة وجاءت في توقيتها لمنع تلك الجماعات من مهاجمة الحقول النفطية.
وتقع سرت إلى الغرب مباشرة من الهلال النفطي الليبي وهو قطاع من الساحل تقع فيه عدة موانئ لتصدير النفط تسيطر قوات الجيش الوطني الليبي عليها كما تتمتع بموقع استراتيجي على طرق إمداد بين شرق وغرب وجنوب ليبيا.
ويشكل تحرير سرت من قبضة ميليشيات الوفاق ضربة قاصمة لجماعة الإخوان التي اندفعت بكل ثقلها في المدينة الساحلية لتوسيع مناطق نفوذها من مصراتة إلى المدينة الساحلية الإستراتيجية.
وبعد خسارة سرت اعلنت قوات الوفاق حظر التجوال في مصراتة بداية من الاربعاء وهو ما يشير الى حالة الارتباك والخوف التي بدت عليها المجموعات المسلحة الموالية لحكومة فائز السراج.

وفي المقابل بحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، القضية الليبية خلال اتصال هاتفي مع ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. 
وجاء في بيان الدائرة الإعلامية بالكرملين في هذا الصدد: "تم بحث المسألة الليبية. وأطلع الرئيس الروسي ولي عهد أبوظبي على نتائج مباحثاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي جرت في الثامن من كانون ثان/يناير الجاري في إسطنبول"،حسبما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية السبت. 
وأضاف البيان" أعرب الرئيس بوتين عن تأييده لتفعيل الجهود الرامية إلى الوقف السريع لإطلاق النار في ليبيا وتعزيز العملية السلمية بين أطراف النزاع". 
وكان حفتر رحب الخميس بمبادرة بوتين لوقف إطلاق النار، لكنّه أكد استمرار العمليات العسكرية ضد الميليشيات الموالية لحكومة فائز السراج التي طلبت ارسال قوات تركية.
في غضون ذلك، حذرت فرنسا من التصعيد التركي ووصل وزيرا خارجية مصر وايطاليا الى الجزائر لبحث الملف الليبي.
وبحسب بيان صادر عن المتحدث باسمه أحمد المسماري، أعلن المشير حفتر "استمرار جهود القوات المسلحة في حربها على المجموعات الإرهابية المصنفة بقرارات من مجلس الأمن الدولي التي ثبت عبر التجربة أنه لا سبيل لإقامة الدولة المدنية إلا بالقضاء التام عليها، حيث إنّ هذه المجموعات قد استولت على العاصمة طرابلس وتتلقى الدعم من بعض الدول والحكومات".
ويشن الجيش الوطني عملية عسكرية منذ بداية نيسان/أبريل للسيطرة على طرابلس مقر حكومة السراج.
ورحب حفتر في بيانه بمبادرة بوتين "الرامية إلى إحلال السلام وتحقيق الاستقرار في ليبيا".
وكان بوتين وإردوغان وجها دعوة الأربعاء الى وقف اطلاق النار في ليبيا، رغم تضارب مصالحهما هناك.
واتهم "بعض الدول والحكومات" بتزويد القوات المتمركزة في طرابلس "بمعدات عسكرية وذخائر أسلحة مختلفة فضلاً عن الطائرات الهجومية المسيرة، هذا بالإضافة إلى أن هذه الدول والحكومات تقوم بنقل أعداد كبيرة من الإرهابيين من جميع أنحاء العالم للقتال ضد القوات المسلحة والشعب الليبي".
ويشير حفتر بذلك إلى تركيا التي ترسل مسلحين سوريين موالين لها للقتال في ليبيا.