الجيش الليبي يحذر من تحشيد تركي شرق مصراتة

القوات الليبية تدمر بنك أهداف عبارة عن معدات وتجهيزات عسكرية تركية كانت ستستخدم لخرق الهدنة في وقت تستمر الجهود الدولية لانهاء الازمة في ليبيا.
الجيش الليبي يتصدى لمحاولات تركية شن هجمات قرب مصراتة
قادة أفارقة يجتمعون في الكونغو لتسهيل الحوار بين أطراف النزاع الليبي

طرابلس - حذر الجيش الوطني الليبي الخميس من قيام القوات التركية بخرق الهدنة ووقف اطلاق النار وذلك بالتحشيد شرق مصراتة.
واشار المتحدث الرسمي باسم الجيش اللواء احمد المسماري في بيان نشره صفحته الرسمية على الفايسبوك الى قيام عناصر اتراك بتركيب تقنيات عسكرية من رادارات ومحطات صواريخ للدفاع الجوي، ومدفعية ميدان موجه ومدرعات مختلفة الأنواع. 
واضاف البيان انه "بعد رصد واستطلاع متواصل قامت به إدارة الاستطلاع وإدارة الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الليبي، تأكد وجود تحشيد كبير للعصابات الإرهابية شرق مصراتة".
واكد المسماري وفق البيان انه تم تحويل تلك المعلومات الدقيقة لغرفة العمليات العسكرية المختصة، التي بدورها ضمت هذه الأهداف لبنك الأهداف، ثم أصدرت أمراً بتدميرها على الفور.

وقام البيان بتعداد المواقع والتجهيزات المستهدفة وهي عبارة عن "محطة رادار تركية نوع كالكان بالقاعدة الجوية مصراته، مدفعية صاروخية عيار 107 مم في بوابة الستين قرب بوقرين، منظومة صاروخية دفاع جوي تركية نوع ارليكون بالكلية الجوية في مصراتة، ومحطة رادار نوع سكاي قارد اضافة الى تجهيزات اخرى.
واكد البيان ان العمليات العسكرية مستمرة لتدمير باقي الأهداف المنتخبة والتي تشكل تهديداً عسكريا للقوات المسلحة الليبية شرق مدينة مصراتة وكذلك يعد تحرك هذه القوة وتركيب هذه القدرات العسكرية الضخمة "التي تعتبر خرقاً للهدنة المعلنة منذ شهر يناير/كانون الثاني وخاصة بعد رصدنا لتهديدات وتوعد بمهاجمة الجيش الليبي من قبل قادة العصابات الإرهابية" وفق نص البيان.
وتزامنا مع التطورات الميدانية وصل وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان إلى الجزائر الخميس للبحث في قضايا ثنائية إضافة إلى الملف الليبي الذي أصبح في الأسابيع الأخيرة من أوليات الدبلوماسية الجزائرية.
وجاءت هذه الزيارة، الثانية لوزير الخارجية الفرنسي إلى الجزائر منذ نهاية كانون الثاني/يناير، بمناسبة انعقاد الدورة السادسة للجنة الاقتصادية المختلطة الفرنسية-الجزائرية (كوميفا)، بحسب بيان لوزارة الخارجية الجزائرية.
وأوضح البيان أن اجتماع لودريان ونظيره الجزائري صبري بوقادوم مثّل "فرصة لتقييم الوضع حول جميع الملفات المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والتجاري القائم بين البلدين، لاسيّما مشاريع الشراكات الثنائية في مجال المالية والاستثمار وصناعة السيارات والصناعة الصيدلانية والفلاحة والصناعات الغذائية وكذا قطاعات التكنولوجيات الحديثة والسياحة".
وشملت المحادثات أيضاً "القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، لا سيّما الملف الليبي والصحراء المغربية والوضع في الساحل ومالي وآخر التطورات في الشرق الأوسط، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.

وزير الخارجية الفرنسي يبحث في الجزائر الملف الليبي
وزير الخارجية الفرنسي يبحث في الجزائر الملف الليبي

وكثّفت الجزائر، التي تتقاسم ألف كيلومتر من الحدود مع ليبيا، تحرّكاتها الدبلوماسية مؤخراً في محاولة لإيجاد تسوية سياسية لنزاع مسلّح يهدّد الاستقرار في المنطقة.
وعرض الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في كانون الثاني/يناير استضافة "حوار" بين جميع الأطراف الليبية من أجل تشجيع المفاوضات الرامية إلى إخراج ليبيا من الأزمة.
كما أنّ مصادر دبلوماسية أفريقية وأوروبية أفادت أن وزير الخارجية الجزائري الأسبق رمطان العمامرة مرشّح لتولّي منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا خلفاً للبناني غسان سلامة الذي استقال مطلع آذار/مارس الجاري.
كما اجتمع ثلاثة رؤساء أفارقة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وممثّلون عن كلّ من الأمم المتّحدة والحكومتين الجزائرية والمصرية في جمهورية الكونغو الخميس في محاولة لتسهيل الحوار بين أطراف النزاع الليبي.
وقال رئيس الكونغو دينيس ساسو، مضيف الاجتماع الذي عقد في أويو شمال العاصمة برازافيل، إنّه "بمناسبة هذا الاجتماع، يتعيّن علينا أن نبعث برسالة لا لُبس فيها حول تشكيل اللجنة التحضيرية لمؤتمر المصالحة الوطنية الشاملة بين الأطراف الليبيين".
وأضاف "إنّ قناعتنا في هذا الصدد تدعو إلى تشكيل عادل لهذه الهيئة".
وشارك في الاجتماع إلى جانب الرئيس الكونغولي نظيراه الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا والتشادي إدريس ديبي إتنو، ورئيس مفوضية الاتّحاد الأفريقي موسى فقي محمد، ورئيس الوزراء الجزائري عبدالعزيز جراد، وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة ماريا لويزا ريبيرو فيوتي.
وهذا ثاني اجتماع تستضيفه الكونغو منذ قمة برلين حول ليبيا في كانون الثاني/يناير.
وعقد الاجتماع الأول في برازافيل في 30 كانون الثاني/يناير، وقد أعربت يومذاك الجزائر، التي تدعو كغيرها من بلدان القارة إلى وضع حدّ للتدخّل الأجنبي على الأراضي الليبية، عن رغبتها في استضافة الحوار بين الأطراف الليبيين.
والخميس قال رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد مجدّداً "حان الوقت لجمع الشعب الليبي لكي يتصالح".
وأضاف "منذ 2011، لم يبق شيء إلا وقيل وكتب عن ليبيا لكن لم يتم تنفيذ سوى القليل جداً والأزمة تطول وتطول".
من جهته قال الرئيس التشادي إنّ "الأزمة في ليبيا لا تنفكّ تتّخذ في كل يوم منحنيات مأسوية (...) تتسم بتدخّلات عسكرية (خارجية) خطيرة".
ويأتي اجتماع أويو بعد استقالة الممثّل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، الذي أشاد القادة الأفارقة بجهوده. وقال رئيس جنوب أفريقيا الذي تتولّى بلاده الرئاسة الدورية للاتّحاد الأفريقي إنّه "في هذا العام الذي كرّسه الاتّحاد الأفريقي لإنهاء الحروب في أفريقيا، يجب أن نكون في مقدّمة الجهود الرامية إلى التقريب بين الأطراف المتحاربة (في ليبيا)".