الجيش الليبي يسقط طائرة تركية مسيرة انطلقت من مطار معيتيقة

الجيش الوطني الليبي يتهم حكومة الوفاق في طرابلس باستخدام قاعدة معيتيقة في نقل مرتزقة من إسطنبول وإنزال أسلحة تركية فيها لدعم الميليشيات.
حوالى 2600 مقاتل من سوريا توجهوا من مطار إسطنبول إلى ليبيا
جنود أتراك متخصصون في التشويش على الرادار والدفاع الجوي وصلوا طرابلس
البرلمان العربي يطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف نقل الإرهابيين الأجانب لليبيا

طرابلس - كشف الجيش الوطني الليبي أن سبب تعليق حركة الملاحة الجوية الأربعاء في مطار معيتيقة في العاصمة الليبية طرابلس يعود إلى استخدامه من قبل الميليشيات لإطلاق طائرة تركية دون طيار بهدف الإغارة على موقع وحداته.

وقال الناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري عبر صفحته الرسمية على فيسبوك إن "قوات الدفاع الجوي بالقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية أسقطت طائرة تركية مسيرة بعد إقلاعها من قاعدة معيتيقة الجوية وكانت تحاول الإغارة على موقع وحداتنا العسكرية في طرابلس".

يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان المتحدث باسم حكومة الوفاق محمد قنونو إن المطار تعرض لقصف "بستة صواريخ غراد".

وقال بيان نشر على موقع مطار معيتيقة وهو الوحيد العامل في العاصمة الليبية طرابلس، إنه تم تحويل مسار طائرة قادمة من تونس إلى مطار مصراتة الدولي. وتقع مدينة مصراتة على مسافة حوالي 200 كيلومتر إلى الشرق من العاصمة.

واستهدف سلاح الجو التابع للجيش الليبي في السابق مواقع عسكرية في مطار معيتيقة الذي تستخدمه الميليشيات التي تقاتل ضمن قوات حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، لمنع وصول أسلحة وذخائر من تركيا.

وكانت حركة الملاحة قد استؤنفت بمطار معيتيقة في 14 من يناير كانون الثاني بعد شهور من الإغلاق في أعقاب ضربات جوية متكررة، جاءت ضمن حملة مستمرة منذ تسعة أشهر لقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لاستعادة العاصمة طرابلس من الإرهابيين والميليشيات.

وفي مطلع الشهر الحالي، اتهم الجيش الوطني الليبي حكومة الوفاق في طربلس باستخدام قاعدة معيتيقة في نقل مرتزقة من إسطنبول.

الجيش الوطني الليبي رصد تتركيب منظومة دفاع جوي في مطار معيتيقة وإنزال قوات معادية من تركيا وسوريا فيه

ومنذ طلب حكومة الوفاق من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التدخل العسكري في ليبيا لانقاذ بعض ما تبقى من نفوذها ونفوذ الميليشيات التي تقاتل إلى جانبها في طرابلس، تحاول تركيا التصدي للحظر الجوي الذي يفرضه الجيش منذ أكتبور الماضي فوق طرابلس لمنع استهداف الميليشيات التي سلحتها جوا.

وكشفت مصادر تركية منذ أسابيع عن وصول مجموعة من الجنود الأتراك المتخصصين في التشويش على الرادار والدفاع الجوي إلى طرابلس لعرقلة منظومات الجيش الجوية.

ويعد التفوق الجوي للجيش الليبي أبرز نقاط قوته في حربه على الميليشيات.

ويأتي القصف بعد ثلاثة أيام من ختام مؤتمر برلين بشأن النزاع في ليبيا، والذي اتفقت الأطراف الدولية المشاركة فيه على مواصلة دعم هدنة تم التوصل إليها في 12 يناير/كانون الثاني بين الجيش الليبي وحكومة الوفاق في طرابلس.

والسبت، قال المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري إن ميليشيات طرابلس وتركيا مستمرتان في خرق الهدنة وقامت القوات التركية بتركيب منظومة دفاع جوي أميركية في مطار معيتيقة، وقامت بإنزال أسلحة ومدافع موجهة في ميناء مصراتة، وتواصل جلب المرتزقة السوريين إلى طرابلس".

وأضاف المسماري خلال مؤتمر صحفي "رصدنا وصول أسلحة بحرا وجوا إلى ميليشيات طرابلس في فترة وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى "رصد الجيش تركيب منظومة دفاع جوي في مطار معيتيقة وإنزال قوات معادية من تركيا وسوريا".

وفعلا تتحدث تقارير إعلامية منذ أيام عن وجود رحلات سرية لنقل المرتزقة بين مطاري إسطنبول ومعيتيقة.

وبعد أقل من 48 ساعة على مؤتمر برلين، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن تركيا تواصل إرسال مرتزقة إلى ليبيا ليصل عدد من وصلوا إلى طرابلس حتى الآن إلى نحو 2600.

وأمس الثلاثاء، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير جديد أن تركيا "لا تزال تواصل نقل المقاتلين الموالين لها من الأراضي السورية إلى داخل الأراضي الليبية".

وأضاف إن عملية نقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا "متواصلة على قدم وساق على الرغم من كل التحذيرات الدولية والنشر الإعلامي للمرصد السوري"، مشيرا إلى  أن "عملية تسجيل أسماء الراغبين بالذهاب إلى طرابلس مستمرة بشكل كبير، بالتزامن مع وصل دفعات جديدة من “المرتزقة” إلى هناك".

وقال المرصد إنه رصد "ارتفاع أعداد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس" حتى الآن إلى نحو 2600 مرتزق، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1790 مجند، وسط استمرار عمليات التجنيد بشكل كبير سواء في عفرين أو مناطق درع الفرات ومنطقة شمال شرق سوريا".

وأفاد إن  "المتطوعين هم من فصائل لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وفيلق الشام وسليمان شاه ولواء السمرقند".

من جهته ناشد البرلمان العربي المنظمات الدولية لوقف التدخل التركي بليبيا مؤكدا أن ذلك يذكي الصراع في البلاد التي أغرقتها بالسلاح ودعم الإرهابيين لعرقلة جهود السلام فيها.

ووجه رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي غابرييلا كويفاس بارون، ورئيس البرلمان الأوروبي دافيد ساسولي، ورئيس برلمان عموم إفريقيا رودجر نكودو دانغ، ورئيس الجمعية البرلمانية لحلف "الناتو" أتيلا مسترهازي، لإبلاغهم بقرار البرلمان العربي في جلسته التي عقدت بالقاهرة في 15 يناير/كانون الثاني الجاري الذي رفض فيه التدخل العسكري الذي تقوم به تركيا في ليبيا.

وأدان البرلمان العربي دعم تركيا للميليشيات المسلحة وتزويدها بالأسلحة والمعدات وتسهيل نقل الإرهابيين الأجانب إلى ليبيا، مطالباً بنزع سلاح هذه الميليشيات. كما طالب مجلس الأمن الدولي باتخاذ خطوات عاجلة لمنع نقل المقاتلين الأجانب إلى ليبيا.