الجيش يؤيد محاسبة فورية للمتورطين بأحداث كردفان

البرهان يعبر عن اسفه لسقوط ضحايا في أحداث فض مسيرة طلابية في مدينة الابيض والفريق التفاوضي للمعارضة يوقف الحوار ويتوجه للمدينة.

الخرطوم - أعرب رئيس المجلس العسكري بالسودان، عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، عن أسفه لسقوط قتلى الإثنين، في أحداث مدينة "الأبيض" جنوبي البلاد.
يأتي ذلك في أول تعليق للمجلس العسكري الحاكم، غداة مقتل 5 محتجين، وإصابة 62 آخرين، في أحداث فض مسيرة طلابية شهدتها المدينة التابعة لولاية شمال كردفان.
وانتظمت المسيرة رفضا لنتائج تحقيق حول فض الاعتصام قبالة مقر الجيش بالخرطوم قبل نحو شهرين، وفق "لجنة أطباء السودان المركزية" المعارضة.
ونقل التلفزيون الرسمي السوداني عن البرهان قوله، إن "ما حدث في الأبيض أمر مؤسف وحزين".

ما حدث في الأبيض أمر مؤسف وحزين

وشدد على أن "مقتل المواطنيين السلميين غير مقبول ومرفوض"، معتبرا أن "ما حدث جريمة مرفوضة تستوجب المحاسبة الفورية والرادعة"، دون تفاصيل إضافية.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت شمال كردفان تشكيل لجنة تحقيق وتقصي حقائق في أحداث مدينة الأبيض مركز الولاية، وفق أول تصريح رسمي لوالي الولاية المكلف، اللواء الصادق الطيب عبد الله، نقلته وكالة الأنباء السودانية.
وأوضح الوالي أنه "تم تكوين لجنة للتحقيق وتقصي الحقائق، وسيتم تقديم كل متسبب في هذه الأحداث إلى المحاكمة العادلة"، دون تفاصيل حول أعضاء اللجنة.
وحملت المعارضة السودانية، المجلس العسكري مسؤولية الأحداث بمدينة الأبيض، والتي تأتي في وقت تشهد فيه البلاد اضطرابات متواصلة، وذلك منذ أن عزلت قيادة الجيش في 11 أبريل/نيسان، عمر البشير من الرئاسة، تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية، فيما تولى المجلس العسكري الانتقالي، إدارة الحكم في البلاد.

احداث مدينة الابيض
المعارضة السودانية حملت المجلس العسكري مسؤولية الأحداث بمدينة الأبيض

وأكّد مفاوضان في حركة الاحتجاج السودانية عدم إجراء جلسة المفاوضات المقررة مع المجلس العسكري الثلاثاء بسبب تواجد الفريق التفاوضي للحركة في مدينة الأبيض.

وكان من المفترض أن تستأنف الثلاثاء مفاوضات بين المجلس العسكري الحاكم وقادة حركة الاحتجاج لحل مسائل متعلقة بتشكيل حكومة مدنية في المرحلة الانتقالية. لكن لجنة أطباء السودان المركزية أعلنت الاثنين عن مقتل خمسة متظاهرين في الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان في وسط البلاد.

وقال القيادي والمفاوض في حركة الاحتجاج طه عثمان "لن تعقد جلسة مفاوضات الثلاثاء مع المجلس العسكري لأن الفريق التفاوضي موجود في الأُبيض حاليا".

عقب وصول الوفد سيحدد الوسيط الافريقي موعدا جديدا لجلسة التفاوض المخصصة لمناقشة الاعلان الدستوري

وأكد ذلك المفاوض في الحركة ساطع الحاج الذي قال إنّ الوفد سيعود للخرطوم مساء الثلاثاء ليتم تحديد موعد جديد للتفاوض بين الطرفين.

وأوضح الحاج العضو في قوى الحرية والتغيير وعضو اللجنة الفنية لوكالة فرانس برس "لن تكون هناك جلسة مفاوضات اليوم مع المجلس العسكري، وفدنا التفاوضي موجود في الابيض وسيعود للخرطوم مساء اليوم".

وأضاف "عقب وصول الوفد سيحدد الوسيط الافريقي موعدا جديدا لجلسة التفاوض المخصصة لمناقشة الاعلان الدستوري".

وكان قادة الجيش وقادة تحالف الحرية والتغيير الذي يقود الاحتجاجات وقعوا في 17 تموز/يوليو بالأحرف الأولى "إعلانا سياسيا" لتشكيل مجلس عسكري مدني مشترك يؤسس لإدارة انتقالية تقود البلاد لمرحلة تستمر 39 شهرا، ما يمثل أحد المطالب الرئيسية للمحتجين.