الجيش يتولى حكم السودان حتى 2023

البرهان يحل مجلسي السيادة والوزراء ويتعهد بتشكيل حكومة كفاءات لادارة المرحلة الانتقالية.

الخرطوم - أعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي يرأس المرحلة الانتقالية في السودان الاثنين حلّ مجلس السيادة والحكومة برئاسة عبدالله حمدوك الذي أعتُقل فجرا مع عدد من الوزراء والسياسيين.
وبعد أن أشار الى "انقسامات تنذر بخطر وشيك يهدد أمن الوطن"، قال البرهان إن "القوات المسلحة ستتولى إكمال المرحلة الانتقالية" الى حين تسليم السلطة الى حكومة منتخبة في يوليو/تموز 2023. وأضاف أنه سيتم تشكيل "حكومة كفاءات" تحل محل حكومة حمدوك.
واعتقل الجيش معظم أعضاء مجلس الوزراء السوداني الاثنين بينما خرج معارضون إلى الشوارع حيث وردت أنباء عن إطلاق نار ووقوع إصابات.
وقالت وزارة الإعلام، التي يبدو أنها ما زالت تحت سيطرة أنصار رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إنه اعتُقل واقتيد إلى مكان مجهول بعد رفضه إصدار بيان مؤيد "للانقلاب".
ودعت الوزارة إلى مقاومة الانقلاب وقالت إن عشرات الآلاف من المعارضين له خرجوا إلى الشوارع وإن "جموع الشعب السوداني تتحدى الرصاص، وتصل إلى محيط القيادة العامة للجيش" في العاصمة.
وأفادت لجنة أطباء السودان المركزية في صفحتها على موقع فيسبوك بإصابة 12 شخصا على الأقل في اشتباكات، دون أن تقدم المزيد من التفاصيل.
وقال آدم حريكة مدير مكتب حمدوك إن الجيش استولى على السلطة رغم تحركات إيجابية نحو اتفاق مع رئيس الوزراء بعد اجتماعات مع المبعوث الاميركي الخاص جيفري فيلتمان.
وقالت وزارة الإعلام إن قوات الجيش اعتقلت أعضاء مدنيين في مجلس السيادة وأعضاء في الحكومة.
ودعت الوزارة السودانيين "لقطع الطريق على التحرك العسكري لقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي". وأضافت "ندعو الجميع لمواصلة المسيرة حتى إسقاط المحاولة الانقلابية" ونرفع أصواتنا عاليا لرفض محاولة الانقلاب.
ويعيش السودان حالة من التوتر منذ أن أفسحت محاولة انقلاب فاشلة الشهر الماضي المجال لتبادل حاد للاتهامات بين الطرفين العسكري والمدني اللذين كانا يقتسمان السلطة بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير قبل عامين.
وأطيح بالبشير وسُجن بعد احتجاجات في الشوارع استمرت شهورا. وكان من المفترض أن يؤدي الانتقال السياسي المتفق عليه بعد الإطاحة بالبشير إلى إخراج السودان من عزلة عاشها في ظل حكمه الذي استمر لثلاثة عقود، وكان من المقرر أن يقود لانتخابات بحلول نهاية 2023.
وكان من المفترض أن يسلم الجيش قيادة مجلس السيادة المشترك إلى شخصية مدنية خلال الشهور المقبلة. لكن السلطات الانتقالية واجهت صعوبات في التحرك بشأن قضايا رئيسية منها ما إذا كانت ستسلم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية المطلوب لديها بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، نسب مسؤولون مدنيون الفضل لأنفسهم في بعض المؤشرات الأولية على استقرار الاقتصاد بعد انخفاض حاد لقيمة العملة ورفع الدعم عن الوقود.
وأبدت الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي قلقهما. وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد في بيان إنه يجب إطلاق سراح القادة السياسيين في السودان واحترام حقوق الإنسان. ودعا إلى استئناف المحادثات بين الجيش والأجنحة المدنية للحكومة الانتقالية.
وإلى جانب التوتر السياسي، يمر السودان بأزمة اقتصادية حادة أبرز سماتها تضخم قياسي مرتفع ونقص في السلع الأساسية، وإن بدأت تظهر مؤشرات على تحسن الوضع بعض الشيء مع تدفق مساعدات دولية.
وذكرت وزارة الإعلام على صفحتها بموقع فيسبوك أن قوات الجيش اقتحمت مقر الإذاعة والتلفزيون في مدينة أم درمان واعتقلت موظفين.
وندد حزبان رئيسيان هما حزب الأمة وحزب المؤتمر السوداني بما وصفاه بالانقلاب وبحملة الاعتقالات.
ويبدو أن خدمات الإنترنت منقطعة بالعاصمة الخرطوم. وذكرت قناة العربية التلفزيونية أنه تم إغلاق مطار الخرطوم وتعليق الرحلات الدولية.
ودعا تجمع المهنيين السودانيين، وهو من أبرز الائتلافات التي نشطت إبان الثورة على البشير، أنصاره إلى الاحتشاد بعدما أعلن عن اعتقال أعضاء من الحكومة.
وقال في بيان على فيسبوك "نناشد الجماهير للخروج للشوارع واحتلالها وإغلاق كل الطرق بالمتاريس، والإضراب العام عن العمل وعدم التعاون مع الانقلابيين والعصيان المدني في مواجهتهم".
ومع تصاعد التوتر هذا الشهر، انحاز ائتلاف من جماعات ثورية وأحزاب سياسية إلى جانب الجيش ودعا إلى حل الحكومة المدنية ونظم اعتصاما أمام القصر الرئاسي.
وشارك وزراء الأسبوع الماضي في احتجاجات كبيرة في عدة مناطق بالخرطوم ومدن أخرى اعتراضا على أن يكون الحكم عسكريا.