الحبّ في زمن كورونا!

متابعة الأطفال إن كانوا يتعلمون عن بعد، فرصة أن تعود إلى مقاعد الدرس والتعرّف على المدرسين والمدرسات والاستفادة من أساليبهم التربوية في التعامل الأمثل.
كيف تمضي يومك إن كنت لا تمتلك قارباً ترفع على ساريته علماً كما في رواية ماركيز؟
أنصح بمعاودة مشاهدة الأفلام القديمة التي أحببتها ذات يوم وأشعرتك بالسعادة ما أو ذكرى معينة

هذا العنوان المستورد من رواية ماركيز عن زمن الكوليرا، تمّ تداوله بكثرة في صفحات التواصل الاجتماعي، تقليداً أو وعياً بقيمة الحبّ باعتباره فلسفة جامعة للجماعة في مواجهة الخطر/الأخطار المحتملة، والجماعة هنا هي "مشترك الفيسبوك" وسكانه المعنيين بتعزيز القيم الأصيلة كالتسامح والتقدير والتعاون والتآخي وغيرها، ما الذي يمنع؟
فيما إذا تأمّلنا ما يمنع فعلياً، نجده سخيفاً قياساً بوحدة المشترك وقيمه النبيلة العالية، ولعلّ تجاوز بعض السلوكات الأنانية والسعي للتعرّف والاعتراف بالغير خطوة أولى لأجل تفعيل قيم المشترك، ولعلّه واجب المثقفين في مشتركاتهم الافتراضية والواقعية كافة، حملة الوعي وقد باتوا معنيين بتعزيز القيم النبيلة وفي مقدّمتها الحبّ الذي إن استوطن القلوب فهو كفيل بحل المشكلات الذاتية والعامة بكلّ تأكيد!
2
كيف تمضي يومك إن كنت لا تمتلك قارباً ترفع على ساريته علماً كما في رواية ماركيز؟
لعلّ مشروع قراءة رواية "الحبّ في زمن الكوليرا" ومشاهدة الفيلم عنها ولو للمرة الثانية، يغنيك عن متابعة أخبار الكورونا وتحليلات المحللين المتناقضة المقلقة.
لغلّك إن مارست نوعاً من الرياضة الجسدية تصرف عن نفسك هذا القلق المتصاعد بسبب الفيروس وحملات التوعية والضجيج المفتعل بلا معنى.
من جهتي، أنصح بمعاودة مشاهدة الأفلام القديمة التي أحببتها ذات يوم وأشعرتك بالسعادة ما أو ذكرى معينة. 
أفكّر الآن في مشاهدة فيلم "طروادة ومتابعة أحداثه الشائقة، بالرغم مما تجلبه من حزن وأسى على أولئك الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل ما كانوا يعتقدونه مجداً، وبالمناسبة ثمة مسلسل موجود على اليوتيوب عن طروادة ذاتها، ولولا مشروعي الكتابي لفضّلت مشاهدة المسلسل لأيام عديدة قادمة، وهكذا فإن الخيارات كثيرة ما بين قراءة ومشاهدة، ومتابعة الأطفال إن كانوا يتعلمون عن بعد، فهي فرصة أن تعود إلى مقاعد الدرس والتعرّف على المدرسين والمدرسات والاستفادة من أساليبهم التربوية في التعامل الأمثل.
3
تأليف كتاب، مشروع مهم وبإمكان إيّ مهتمّ أن يبدأ به بحسب إمكانياته الفكرية والإبداعية، وأنصح هنا بعدم التفكير مسبقاً في النتيجة، وإنما دخول التجربة بحدّ ذاته مغامرة شائقة جديرة بالاهتمام.
إن فكرة القيام بعمل مشترك عن بعد رائعة بكلّ المقاييس، كأن يتّفق مجموعة من الشباب والشابات على كتابة بحث في موضوع ما، ولعل تأليف مجموعة قصصية لعدد من الكتّاب مع نبذة سيرية لكلّ مبدع/ة كما فعلنا في كتاب سابق عن القصاصين والشعراء السوريين في الإمارات، وقد صدرا عن وزارة الثقافة الإماراتية منذ بضع سنوات.
مثل هذه المشاريع سهلة وممتعة ونتائجها رائعة فيما إذا عدنا إلى ما تحدثنا عنه أعلاه حول تعزيز قيم التعاون والتفاعل في مشترك إنساني جامع.
كاتب وناقد سوري