الحراك اللبناني يستعيد زخمه مع بداية 'أسبوع الغضب'

محتجون يغلقون الطرق في العاصمة بيروت ومناطق أخرى في الشمال والجنوب احتجاجا على تردي الأوضاع ومماطلة السياسيين في تشكيل الحكومة .

بيروت - قال الرئيس اللبناني ميشيل عون اليوم الثلاثاء إن "بعض العراقيل" حالت دون تشكيل حكومة لبنانية جديدة كان متوقعا إعلانها الأسبوع الماضي، في وقت استأنف فيه المتظاهرون احتجاجاتهم في مختلف المدن اللبنانية في إطار الحراك الذي تشهده البلاد منذ ثلاث شهور رفضًا للأوضاع المعيشية والسياسية الصعبة.

وقال عون إن لبنان يدفع الآن ثمن 30 عاما من السياسات المالية الخاطئة، مشيرا إلى أن "تشكيل الحكومة يتطلّب اختيار أشخاص جديرين يستحقون ثقة الناس والمجلس النيابي مما تطلب بعض الوقت".

وتأتي تصريحات عون التي نشرت في سلسلة تغريدات على صفحته الرسمية على تويتر، غداة ليلة صاخبة شهدتها المدن اللبنانية بعد استئناف المتظاهرين للاحتجاجات ليلا تم خلالها قطع طرقات في العديد من المناطق في الجنوب منها النبطية وصيدا وفي بيروت وطرابلس شمالا.

وأسابيع من توقف الاحتجاجات، دعت مجموعات في الحراك الشعبي في وقت سابق إلى استئناف المظاهرات تحت شعار "أسبوع الغضب" بهدف التصدي للمماطلة والعرقلة في تشكيل الحكومة وعدم الاستجابة لمطالب المحتجين.

وصباح اليوم الثلاثاء قطع محتجون الطرقات بعدة مناطق في العاصمة بيروت وخارجها، وأشعلوا الإطارات الفارغة وخاصة عند "المدينة الرياضية" و"فرن الشباك" وطريق "نهر الموت" (شرق).
وقال شهود عيان إن آليات للجيش اللبناني وصلت نقطة "الأوتوستراد" في "جونية" شمال العاصمة، حيث تجمع عدد من الطلاب المحتجين على الأوضاع الاقتصادية ومراوغة السياسيين في تشكيل حكومة.
وفي محافظة الشمال قطع المحتجون عدة طرقات في المحافظة بالإطارات والعوائق وسمحوا فقط بمرور الصليب الأحمر والحالات الطارئة والآليات العسكرية.
كما قام المتظاهرون بإقفال عدد من محلات الصيرفة في صيدا واعتصم عدد منهم أمام مصرف لبنان في المدينة، فيما نصب عدد آخر خياما وسط مدخل المدينة الجنوبي.
ودخل عدد من المحتجين مركز "أوجيرو" للاتصلات (حكومي) في مدينة جبيل شمال بيروت، مرددين هتافات منددة بالقوى السياسية، وتوجهوا إلى مبنى شركة الكهرباء في المنطقة.
وقطع محتجون، عددا من الطرقات في مختلف مناطق محافظة البقاع (شرق)، مطالبين بالإسراع بتشكيل الحكومة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية.

المت
 شوارع لبنان تشهد احتجاجات منذ 17 أكتوبر

ويقول المحتجون إنهم سيواصلون "الاحتجاج لحين تشكيل حكومة جديدة من اختصاصيين مستقلين قادرة على إنقاذ لبنان من الأزمات المتتالية التي تعصف به".

ومن المنتظر أن تنطلق بعد الظهر مسيرة "الإنذار الأخير" من ساحة الشهداء نحو منزل رئيس الوزراء المكلف حسان دياب لمنحه مهلة 48 ساعة لتشكيل حكومة مستقلين.
ويشهد لبنان، منذ 17 أكتوبر/ تشرين أول 2019، احتجاجات شعبية أجبرت حكومة سعد الحريري على الاستقالة في التاسع والعشرين من ذات الشهر.
ويواصل دياب منذ أربعة أسابيع مشاورات لتشكيل حكومة تواجه من الآن رفضًا بين صفوف المحتجين.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية أن عون أصبح يميل إلى عدم التمسك بدياب، مشيرة إلى أن استمرار دعم عون لدياب مشروط بالتفاهم على نهج مختلف من التأليف إلى المضمون.

وقالت المصادر لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء إن "لدى عون حلولاً بديلة عن دياب، إلّا أنّها لا تلحظ تسمية الحريري، الذي أفيد بأنّه سيعود اليوم إلى بيروت من عُمان التي وصل إليها من باريس أمس لتقديم واجب العزاء بالسلطان قابوس بن سعيد وتقديم التهاني للسلطان الجديد".

وشدّدت المصادر على أن "الحكومة المقبلة لن تكون في كلّ الأحوال حكومة مواجهة أو لون واحد"، مشيرة إلى أن "هناك مشاكل جوهرية طرأت على تأليف الحكومة، إلّا أنّ الأمور لم تنحدر بعد إلى مربع اللاعودة".

ولم تنفِ نفس المصادر "مبادرة بعض رجال القانون المقربين من مستويات رفيعة في الدولة إلى البحث عن مخارج دستورية لإنهاء تكليف دياب، إلّا أنّها اصطدمت بانعدامها في ظلّ نصّ دستوري يحصن التكليف بمهلة زمنية مفتوحة"، كاشفة عن أن "استمرار الحال على ما هو عليه من انسداد، قد يؤدي إلى الذهاب نحو مخرج وحيد، أي عبر قبول تشكيلة حكومية يقدّمها دياب، ومن ثمّ الذهاب بها إلى المجلس النيابي الذي يمنحها الثقة أو يحجبها عنها".