الحرس الثوري يوجه تهديدا استفزازيا لواشنطن

القوات البحرية الإيرانية توجه رسالة حادة اللهجة لأميركا مفادها أن أي خطأ ترتكبه الولايات المتحدة سيقابله رد إيراني حاسم.

طهران - وجه الحرس الثوري الإيراني الأحد تهديدا صريحا للولايات المتحدة، في تصريحات تثير التوترات بين الطرفين بعد أن شهدت انخفاضا نسبيا في الأشهر الأخيرة في ظل انشغال العالم بمكافحة جائحة فيروس كرونا.

وقالت القوات البحرية التابعة للحرس الثوري في بيان نشرته على موقعها الإخباري على الإنترنت، إن "إيران سترد ردا حاسما على أي خطأ ترتكبه الولايات المتحدة في الخليج".

وقال بيان بحرية الحرس الثوري الأحد "ننصح الأميركيين بإتباع القواعد الدولية وبروتوكولات البحرية في الخليج الفارسي وخليج عمان والإحجام عن أي مخاطرة أو قصص مختلقة وزائفة".

وأضاف البيان "يجب أن يتأكدوا أن بحرية الحرس الثوري والقوات المسلحة القوية للجمهورية الإسلامية تعتبر التصرفات الخطرة من الأجانب في المنطقة، تهديدا للأمن القومي وهو خط أحمر وأي خطأ في الحسابات من جانبهم سيلقى ردا حاسما".

ويأتي البيان بعد ثلاثة أيام من استنفار سلاح البحرية الأميركية في مياه الخليج الدولية عند رصده تحركات خطرة لزوارق تابعة للحرس الثوري في مياه الخليج.

وكان سلاح البحرية الأميركية قد أعلن الأربعاء أنّ زوارق حربية تابعة للحرس الثوري الإيراني نفّذت مناورات "استفزازية خطرة" بالقرب من بوارج أميركية كانت تسيّر دوريات في المياه الدولية في الخليج.

وقال الجيش الأميركي "إن 11 قطعة بحرية تابعة لبحرية الحرس الثوري اقتربت بشكل خطير من سفن تابعة للبحرية وخفر السواحل الأمريكيين في الخليج ووصف الأمر بأنه "خطير واستفزازي".

وأوضح معززا كلامه بصور وشريط فيديو رصدت ما حدث، أنّ الزوارق الإيرانية مرّت مراراً وتكراراً أمام السفن الأميركية وخلفها واقتربت منها إلى مسافة قريبة جداً وبسرعة عالية.

وأضاف أنّ هذه الزوارق اقتربت إلى مسافة 50 متراً فقط من حاملة الطوافات الأميركية 'يو.إس.إس. لويس بولير' وإلى مسافة تقلّ عن 10 أمتار من قوس سفينة الدوريات 'ماوي'.

وأطلقت القوات البحرية الأميركية إنذارات عدة للزوارق الإيرانية، لكن الأخيرة لم ترد، فيما أعربت البحرية الأميركية عن أسفها لهذا السلوك "الاستفزازي والخطِر". وشددت على أنّ قواتها "ستظلّ متيقّظة".

ومن المرجح أن يعود الصراع الأميركي الإيراني إلى دائرة التوترات في المنطقة لاسيما وأن طهران تمثل تهديدا مستمرا على أمن الملاحة البحرية في الخليج وإمدادات النفط العالمية.

وبدا أن طهران أحجمت عن تهديداتها خلال الأشهر الثلاثة الماضية منشغلة بمكافحة فيروس كورونا الذي أرق النظام الإيراني وفاقم متاعب إيران المتناثرة اقتصاديا واجتماعيا.

وكانت ميليشيات الحرس الثوري قد نفذت هجمات متكررة على منشآت نفطية في الخليج العربي أواخر العام 2019 واحتجزت سفنا دولية تنقل إمدادات النفط واعترضت أخرى، ما شكل تهديدا حقيقيا على ثلثي إمدادات الطاقة العالمية الذي يمر من مضيق هرمز.

ودفعت تهديدات إيران دولا أهمها السعودية والوليات المتحدة إلى اتخاذ احتياطات ملحة لحماية السفن والمنشآت النفطية بالمنطقة.

وتسيّر سفن حربية غربية دوريات منتظمة لضمان حرية الملاحة في الخليج بعدما شهدت مياهه العام الماضي حوادث عدّة كان الحرس الثوري الإيراني طرفاً فيها.

وزادت إيران من تهديداتها بضرب مصالح الولايات المتحدة في الخليج بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني على يد القوات الأميركية في 3 يناير/كانون الثاني الماضي.

وحركت طهران مليشياتها في العراق، حيث نفذت هجمات صاروخية ضد القواعد الأميركية هناك، ما تسبب في إصابات متفاوتة لعناصر بالجيش الأميركي.

وحذر الرئيس الاميركي دونالد ترامب إيران من تبعات الاستفزازات، فيما تواصل واشنطن رفضها رفع العقوبات على طهران والتي دعت إليها عدد من الدول خاصة الصين وروسيا بسبب تفشي فيروس كورونا.