الحركة التشكيلية المصرية تحتفي بالأعصر

مركز سعد زغلول الثقافي يشهد افتتاح المعرض الاستعادي للفنان حسن الأعصر، والذي يعد أحد رموز الحركة التشكيلية المعاصرة.
تعدد فروع موهبة الأعصر طالت مجالات فنية أخرى منها الرسم والتصميم والفوتوغرافيا والنحت
استلهامات من جماليات الخط العربي والتراث الجمالي المصري القديم والقبطي والإسلامي

شهد مركز سعد زغلول الثقافي افتتاح المعرض الاستعادي للفنان حسن الأعصر، والذي يعد أحد رموز الحركة التشكيلية المعاصرة، حيث أسهم بفنه في إثراء المشهد التشكيلي لاسيما في مجال فن الحفر الذي أبرز تميزه في تقنياته وإنتاجه الفني المتنوع والثري مع تعدد فروع موهبته لتطال مجالات فنية أخرى منها الرسم والتصميم والفوتوغرافيا والنحت، وتفردت الكثير من أعماله باستلهامات من جماليات الخط العربي والتراث الجمالي المصري القديم والقبطي والإسلامي. وهذا بجانب رسالته الأكاديمية التي وهب لها وقته وجهده لنقل علمه وخبراته لأجيال متعاقبة.. نموذج يقتدى به في شخصية المُبدع الحقيقي ودوره ورسالته.
تستعرض لوحات المعرض جانبا مهما من مسيرة الأعصر الفنية الحافلة بالمعارض الخاصة والجماعية، المحلية والدولية، حيث تبرز فيها جماليات التراث والقدرة الفنية على خلق رؤى معاصرة لها، هذا الجانب الذي أوضحه الأعصر في أحد حواراته قائلا إنه استفاد كثيراً من الفن الإسلامي واستطاع أن ينتج أعمالاً تمزج وتستلهم الفنون الإسلامية والقبطية والمصرية القديمة معاً، موضحاً أن الفن الإسلامي خاصة مهما عكفت على دراسته فستجد فيه كل يوم جديداً .

fine arts
مسيرة فنية حافلة 

ورأى أن الكتابات والحروف العربية تم توظيفها في تشكيلات رائعة الجمال من قبل الفنان المسلم وأثناء وجوده في إيطاليا منذ عام 1970 بدأ العمل على تلك الرموز الخاصة بالخط العربي، وأبدع أعمالاً كثيرة في التصوير والحفر ولقيت الاستحسان الكبير من الفنانين والجمهور الإيطالي.

وقال إنه بالرجوع إلى الفنون الإسلامية نجد أن فكرة أن الفنان العربي يدخل الفراغ في العمل الفني مفهوم خاطئ، فالفنان المسلم كان يبتكر أشكاله التجريدية بعمل الوحدة الزخرفية والفراغ الخاص بها في نفس الوقت، وكانت الفراغات للوحدة رائعة الجمال، ومثال ذلك العرائس الموجودة على جامع أحمد بن طولون والتي نجد أن الشكل موجود كفراغ، والفراغ نفسه موجود كشكل، فالفراغ شكل والشكل فراغ، في عملية بديعة ومعقدة في آن واحد، وهذا ليس هروباً من الفراغ كما يزعمون، وإنما هو توظيف جمالي له، فأنت حينما تشاهد المشربيات تجد أن الفراغ الموجود بها شكل، والشكل يؤدي معنى والفراغ يؤدي معنى، وهذا يدل على أن الفنان المسلم كان يدرس ويحسب الوحدة التي تكمل الفراغ بشكل جيد، لتكون الوحدة والفراغ مكملين لبعضهما البعض أو متزاوجين في شكل جمالي بديع، ويا ليتنا نتوصل إلى كيفية حساب الشكل والفراغ في العمل الفني، فقد أمضى ليوناردو دافنشي سنوات في دراسة الفنون الإسلامية ولم يستطع التوصل إلى نتائج توضح كيفية ابتكار الفنان المسلم لتلك الأشكال وكيف كان يستفيد من الشكل والفراغ في آن واحد".
المعرض افتتحه د.خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية بحضور كوكبة من الفنانين والنقاد. وقال الفنان مجدي عثمان مدير المركز إن تجربة الأعصر تجربة مميزة، مختلفة، وإن أعمال هذا المعرض تستحق التأمل والتبصر كونها تًعرض للمرة الأولى منذ الخمسينيات ومشروع التخرج لآخر دفعة "دبلوم" الفنون التطبيقية، وحتى التجارب الحديثة زمناً، مع مجموعة من التوثيقات لأعمال جدارية داخل وخارج مصر، تشهد للفنان بالريادة في هذا المجال.
الأعصر ولد 1935، ودرس في معهد ليوناردو دافينشي بقسم التصوير دراسة حرة مسائية من 1951 الى 1953، وحصل على دبلوم كلية الفنون التطبيقية 1959، ودبلوم في التصوير من أكاديمية أوربينو بإيطاليا، ودبلوم الدراسات العليا التخصصية في فن الإعلان وفن الكتاب 1974، وتدرج أكاديمياً حتى رأس قسم التصوير الضوئي والطباعة بكلية الفنون التطبيقية 1991 ـ 1995، رئيس مجلس إدارة أتيليه القاهرة 1995 ـ 1996، له معارض خاصة ومشاركات فنية بمصر والخارج، نال خلال مسيرته العديد من الجوائز منها : الجائزة الأولى في المعرض الأول للفن التطبيقي 1964، الريشة الذهبية من متحف الفن المصري الحديث 2016، ضمن موسوعة الشخصيات البارزة الصادرة من الهيئة العامة للإستعلامات، له مقتنيات رسمية ولأفراد في القاهرة ـ إيطاليا ـ أميركا ـ السعودية ـ الإمارات. 

وينتظر أن يصاحب المعرض عدد من الملتقيات الحوارية والنقدية والبحثية على مدار فترة العرض.