الحريري يذكر باسيل بثمن اخراج الجيش السوري من لبنان

تغريدة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل حول اعتزامه زيارة سوريا لبحث ملف النازحين تعرضه لانتقادات واسعة في لبنان الرافض للتعاون مع نظام الأسد.
السفير التركي يتدخل لتبرير هجوم أدروغان في شمال سوريا
باسيل طالب بعودة سوريا للجامعة العربية في اجتماعها الطارئ
حزب الله يدفع بباسيل لترميم نظام الأسد في لبنان

بيروت - شن سياسيون وقادة لبنانيون هجوما لاذعا على  وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، بعد إعلان اعتزامه زيارة سوريا لإعادة النازحين إليها، في خطوة اعتبرت بتكليف من حزب الله لترميم نظام الأسد مقابل تمهيد الطريق له نحو الرئاسة في المستقبل.

وكتب باسيل مساء أمس الأحد في تغريدة على تويتر "أنا أريد أن أذهب إلى سوريا لكي يعود الشعب السوري إلى سوريا كما عاد جيشها... ولأني أريد للبنان أن يتنفّس بسيادته وباقتصاده".

وأضاف رئيس التيار الوطني الحر "قبل نكبة فلسطين كان للبنان رئتان، والآن أصبح برئة واحدة، فسوريا هي رئة لبنان الاقتصادية".

ورد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، على باسيل في بيان صدر الاثنين "للتذكير فقط .. دم الرئيس رفيق الحريري أعاد الجيش السوري إلى سوريا".

وأضاف البيان، الذي نشر على الحساب الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء على تويتر "إذا أراد رئيس التيار الوطني الحر زيارة سوريا لمناقشة إعادة النازحين السوريين فهذا شأنه.. المهم النتيجة، فلا يجعل النظام السوري من الزيارة سبباً لعودته إلى لبنان، لأننا لا نثق بنوايا النظام من عودة النازحين... وإذا تحققت العودة فسنكون أول المرحبين".وشدد الحريري على أن "لبنان لا تنقصه سجالات جديدة، والهمّ الأساسي عندي اليوم كيف نوقف الأزمة الاقتصادية".

وأيد اللواء المتقاعد أشرف ريفي بيان الحكومة محذرا الحريري من الانسياق وراء أهداف حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر.

وتوجه ريفي الذي عانى كثيرا من أجهزة المخابرات السورية وأزلامها في لبنان في عهد رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، بتغريدة أخرى مخاطبا الحريري الابن قائلا "أخشى كما تخشى يا دولة الرئيس أن لا تؤدي زيارة جبران باسيل إلى سوريا إلى عودة النازحين إلى ديارهم، وعندها سيتصرف النظام السوري وأتباعه ولو واهمين، أن نفوذهم قد عاد إلى لبنان بذلك، ونتيجة هذه الزيارة نكون كمن قتل شهداءنا مرتين".

وأضاف "حسناً فعلتْ يا دولة الرئيس، أنك ذكَرتهم أن دم الرئيس الشهيد أخرج الجيش السوري من لبنان".

وكشف ريفي الذي يقود المواجهة السياسية السنية في لبنان ضد حزب الله الموالي لإيران، في سلسلة تغريدات على تويتر عن خطة ينفذها حزب الله للدفع بباسيل لواجهة إعادة العلاقات مع نظام الأسد على أمل تقديمه للرئاسة في المستقبل.

ورد ريفي على باسيل قائلا "إذا كنتَ حليف هذا النظام وإذا كان يحترمك فليعيد النازحين ويضمن حياتهم، وليعيد جنود الجيش ال 622 المخفيين وليسلّم القضاء المتهمين في تفجير المسجدين. لكن المكتوب يُقرأ من عنوانه".

وأضاف في تغريدة أخرى "حزب الله يحمِّل لبنان واقتصاده أعباء تبعيته لإيران، ويرمي صنارة رئاسية لباسيل، وبتهديده القطاع المصرفي ينسف آخر المكتسبات الضئيلة للتسوية. للقوى السيادية في الحكم نقول: حذارِ ما يحضّرونه للبلد مستظلين بواجهة التسوية".

وريفي الذي يعرف جيدا خفايا وأسرار حزب الله، لعب دورا بارزا في كشف مخطط النظام السوري لتنفيذ عمليات تفجير في مناطق عكار وطرابلس كانت تستهدف سياسيين ورجال دين وتجمعات مدنية.

ويتهم عدد من السياسيين والناشطين في لبنان باسيل وحزبه "التيار الوطنى الحر"، بمحاولة إضعاف خصومه وترسيخ صورته كزعيم شعبى قوى خاصة في الأوساط المسيحية، عن طريق تقربه من حزب الله الذي يطمح إلى أن يساعده في تمهيد الأرضية السياسية لتولى رئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة خلفا للرئيس اللبناني الحالي ميشال عون مؤسس التيار.

وكتب رئيس "الحركة اللبنانية الحرة" بسام خضر آغا مخاطبا باسيل على تويتر "وأنت طالع لتقديم أوراق اعتمادك من أجل الرئاسة. مش لأنك بدك ترد النازحين لأنه النظام لو أراد عودتهم لفعل من زمان".

وأثارت تصريحات باسيل في الأشهر الأخيرة جدلا كبيرا في لبنان، حيث سعى صهر الرئيس اللبناني جاهدا إلى البروز على الساحة السياسية بشكل ملفت أمام سعد الحريري ليخرجه في ثوب العاجز عن تقديم حلول للحكومة التي تواجه أزمة اقتصادية خانقة.

وطالما ركز باسيل خاصة على ملف النازحين السوريين في لبنان لما يمثله من حساسية في البلاد التي استقبلت حوالى 997 ألف لاجئ حتى نهاية نوفمبر 2017، حسب إحصائيات مفوضية الأمم المتحدة دون احتساب اللاجئين الغير مسجلين لديها.
وتعرض باسيل في السابق إلى انتقادات شديدة بسبب تصريحاته وتغريداته العنصرية تجاه اللاجئين السوريين والفلسطينيين.

ويشكو لبنان من ضغط اللاجئين على موارده المحدودة في بلد يبلغ عدد مواطنيه نحو 4.5 مليون، حسب تقدير غير رسمي. وعاد لاجئون سوريون على دفعات من لبنان إلى سوريا، بتنسيق بين السلطات اللبنانية والنظام السوري والأمم المتحدة.
ويقول لبنان إن هذه العودة طوعية، فيما يقول منتقدون إن الظروف غير مناسبة لعودة اللاجئين، ما يعرضهم لمخاطر عديدة.

من جانبه اتهم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الاثنين، باسيل بتوريط لبنان من جديد في الصراع السوري في إشارة للصعوبات التي يعيشها لبنان أصلا بسبب الدعم الذي يقدمه حزب الله لنظام بشار الأسد في ظل ولائهما لإيران.

وقال جعجع في تصريح لوسائل إعلام لبنانية إن "البعض يسعى إلى توريطنا بمشاكل سياسية خارجية"، مشيرا إلى أن طلب وزير الخارجية طلب عودة سوريا للجامعة العربية "يعبر عن شخصه وليس عن الحكومة اللبنانيّة".

وأوضح أنه "يطالب عملياً بعودة بشار الأسد لا سوريا. في الوقت الحاضر لا وجود لسوريا، إنما إيران بالدرجة الأولى، وروسيا، وتركيا، وأميركا".

يذكر أن جبران باسيل طالب أيضا خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية الذي دعت إليه مصر على خلفية العملية العسكرية التركية شمال شرق سوريا، بعودة سوريا للجامعة العربية قائلا "ألم يحن الوقت لعودة سوريا إلى أحضان الجامعة العربية؟".

وكتب جعجع متعجبا من طلب باسيل على تويتر "لا أفهم سبب هذه الطريقة بالتعاطي مع الأسد لكنها نية البعض الذين يصطادون الحجج لفتح طريق مع الأسد لتقوية أوضاعهم السياسية الداخلية انطلاقاً من ضعفهم الشعبي في الوقت الحاضر".

ولم يتوقف السجال في لبنان بل تدخل السفير التركي في بيروت على الخط، وأصدر رسالة وجهها الاثنين، إلى وسائل الإعلام والرأي العام بلبنان مبررا تدخل جيش بلاده في الأراضي السورية.

وقال هاكان تشاكيل في الرسالة إن الهدف من العملية العسكرية التي أطلق عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اسم "نبع السلام"، "ضمان أمن حدود بلادنا وتحييد الإرهابيين في المنطقة".
وأضاف السفير التركي أنه "يتم تنفيذ العملية على أساس القانون الدولي وحقنا في الدفاع عن النفس".

وقوبلت الرسالة التركية بتنديدات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهم ناشطون لبنانيون أردوغان بتمكين المرتزقة والميليشيات من قتل المدنيين تحت حماية الجيش التركي بحجة مكافحة "إرهاب" الأكراد الذين ساعدوا في القضاء على داعش في كل من سوريا والعراق.