الحريري ينأى بلبنان عن أنشطة حزب الله العدائية ضد دول الخليج

سعد الحريري يشارك مع وفد لبناني رفيع في مؤتمر للاستثمار في أبوظبي بهدف جذب استثمارات إلى لبنان تساهم في دعم اقتصاده المتعثر.

أبوظبي - رفض رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري اليوم الاثنين، الزج بلبنان في ما يقوم به حزب الله من تدخل في نزاعات خارجية بصفته جزء من النظام الإيراني، مؤكدا أن حكومة بلاده تقف ضد أي أنشطة عدائية تستهدف الدول الخليجية.

وقال الحريري لوكالة أنباء الإمارات (وام) "بصفتي رئيسا للحكومة، أرفض أي تورط لبناني في النزاعات الدائرة حولنا، كما أشدد على أن الحكومة اللبنانية ترفض التدخل أو المشاركة في أي أنشطة عدائية لأي منظمة تستهدف دول الخليج العربي".

وأضاف رئيس الوزراء اللبناني الذي يقوم حاليا بزيارة إلى أبوظبي، أن حكومته اتخذت "قرارا بعدم التدخل في النزاعات الخارجية أو في الشؤون الداخلية للدول العربية، ولكن مع الأسف يتم انتهاك هذا القرار، ليس من قبل الحكومة ولكن من قبل أحد الأطراف السياسية المشاركة فيها".

وشدد الحريري على أنه ينبغي توجيه الاتهام إلى حزب الله بوصفه "جزءا من النظام الإقليمي وليس بصفته أحد أطراف الحكومة اللبنانية".

وأوضح أن لبنان يمثل "جزءا لا يتجزأ من العالم العربي، ويرتبط استقرارها باستقرار وأمن العالم العربي بشكل عام، ولاسيما فيما يخص الجوانب السياسية والاقتصادية".

ويقود الحريري وفدا لبنانيا يزور الإمارات للمساعدة في تقوية التعاون في مجالي الاقتصاد والتجارة بهدف جذب استثمارات إلى لبنان تساهم في دعم اقتصادها المتعثر، ووصف أحد مستشاريه إن مناخ الزيارة إيجابي.

وتعهدت حكومة الحريري بتنفيذ إصلاحات طال تأجيلها لمنع حدوث أزمة اقتصادية في الوقت الذي يواجه فيه لبنان صعوبات في ظل أحد أكبر أعباء الدين في العالم وتراجع النمو والبنية التحتية المتهالكة.

كما ساهم حزب الله الذي تصنفه واشنطن تنظيما إرهابيا، في غرق الاقتصاد اللبناني أكثر بسبب العقوبات التي سلطتها الولايات المتحدة عليه لصلته بطهران التي تستخدم وكلائه في عدد من الدول العربية لتأجيج التوتر في المنطقة وتهديد استقرارها.

وأربكت العقوبات على حزب الله المدعوم إيرانيا والشريك في حكومة الحريري بعد فوزه وحلفائه بالأغلبية البرلمانية في انتخابات مايو/أيار الماضي، مصارف لبنانية تتعامل الحزب.

وتسبب تدخل ميليشيات حزب الله في السياسة الخارجية للبنان في توتر العلاقات بين لبنان وجيرانه الخليجيين الذين طالما قدموا دعما اقتصاديا سخيا للبلاد. كما ورطت مواقفه الداعمة لأنشطة إيران التخريبية في المنطقة، الحكومة اللبنانية التي أصبحت تجد صعوبة في اقناع الدول الغربية والخليجية المترددة في دعم الدولة على حد سوى.

وحاول الحريري النأي بلبنان عن هذه الأنشطة واصفا هجمات الطائرات المسيرة على منشأتين نفطيتين في السعودية في 17 سبتمبر الماضي، بـ"الخطوة المتهورة التي وضعت الخليج العربي والسلام الإقليمي على شفا الانفجار وأدت إلى ارتفاع مستوى التوتر في المنطقة".

وأوضح في حديثه لـ"وام" أن "لبنان يثق في حكمة قيادة المملكة العربية السعودية، التي سلطت الضوء على الأهداف المتعمدة من هذا العدوان ولم تستجب لمحاولات استفزازها من قبل الجانب الآخر".

ويبحث الحريري من خلال زيارته للإمارات عن طوق نجاة يسعف اقتصاد بلاده من الانهيار وينقذ حكومته من التفكك خصوصا في ظل الاحتجاجات التي خرجت مؤخرا تطالب باستقالته على خلفية تأزم الوضع الاقتصادي.

وقال الحريري أمام مؤتمر الاستثمار الإماراتي – اللبناني في أبوظبي الاثنين، إنه يسعى لاستثمارات في قطاعات الأغذية والبنية التحتية والنفط والغاز والطاقة المتجددة.

وينعقد المؤتمر برعاية وزارة الاقتصاد وغرفة تجارة وصناعة أبوظبي ويشمل عددا من الجلسات وورش العمل التي تجمع المستثمرين الإماراتيين بنظرائهم اللبنانيين.

وأوضح رئيس الحكومة اللبنانية أنه حضر المؤتمر لتحسين شراكات في القطاعين العام والخاص بين لبنان والإمارات العربية المتحدة.

وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت الإمارات ستقدم مساعدة مالية، قال غطاس خوري مستشار الحريري إن المناخ "إيجابي" وإنه سيكون هناك اجتماع بين رئيس الوزراء اللبناني والسلطات الإماراتية في وقت لاحق اليوم الاثنين.

ويستعد لبنان لبيع سندات دولية بنحو ملياري دولار هذا الشهر، مع تخصيص السيولة التي سيتم جمعها لإعادة تمويل ديون مستحقة ودعم الأوضاع المالية العامة المضطربة.

وتنخفض احتياطيات البلاد من العملة الأجنبية، التي عادة ما كانت مرتفعة، بسبب تباطؤ تدفقات رأس المال من اللبنانيين في الخارج إلى النظام المصرفي اللبناني.

وتقول بيروت إنها تأمل في أن يعرض الحلفاء الخليجيون أو صناديق الثروة السيادية في المنطقة الدعم لكن لم يتم تقديم تعهدات علنا حتى الآن. وفي أول أكتوبر/تشرين الأول، وضعت موديز التصنيف الائتماني للبنان عند "سي أيه أيه -1" قيد المراجعة لخفض محتمل، قائلة إن المساعدة المالية الخارجية المتوقعة لم تأت حتى الآن.

وأبلغ وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري المؤتمر بأن الإمارات مستعدة لأن تكون شريكا اقتصاديا للبنان.

وقال الحريري إنه سيتعين على لبنان تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وإنه يرغب في العمل بشكل وثيق مع الإمارات للوصول إلى مرحلة النمو الموجودة في أبوظبي ودبي.

وخفضت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية تصنيف لبنان إلى "سي سي سي" في أغسطس/آب عازية ذلك إلى المخاوف المتعلقة بخدمة الدين. وفي الوقت ذاته، أكدت ستاندرد آند بورز غلوبال تصنيف لبنان عند "بي بي" مع نظرة مستقبلية سلبية، قائلة إن احتياطيات النقد الأجنبي كافية لخدمة الدين الحكومي "في الأجل القريب".