الحشد الشعبي يحتكم للشارع للمطالبة بخروج القوات الأميركية

مظاهرات أنصار الحشد الشعبي العراقي تأتي بينما يترقب الأميركيون والعالم نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية والتي تشير معظم نتائج الفرز إلى تقدم المرشح الديمقراطي بايدن على خصمه الجمهوري ترامب.
قرار إنهاء الوجود الأميركي في العراق ليس بيد حكومة الكاظمي
مظاهرات أنصار الحشد تتزامن مع حالة ترقب لنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية
ميليشيات إيران تضغط على الكاظمي وواشنطن لإنهاء الوجود الأميركي في العراق

بغداد - دفع الحشد الشعبي السبت بالمئات من أنصاره إلى شوارع بغداد في مظاهرات حاشدة للمطالبة بخروج القوات الأميركية من العراق وذلك بعد أشهر من تصويت البرلمان العراقي في هذا الاتجاه عقب مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد أبومهدي المهندس في غارة أميركية استهدفت موكبهما فجر الثالث من يناير/كانون الماضي.

وتأتي هذه المظاهرات للضغط على الحكومة العراقية التي يقودها مصطفى الكاظمي والذي تتهمه ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران، بأنه حليف للولايات المتحدة ويعمل على تنفيذ أجندتها.

كما تأتي هذه الاحتجاجات بينما يترقب الأميركيون والعالم الاعلان عن اسم الفائز في انتخابات الرئاسة الأميركية التي جرت في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني ولم تتضح بعد النتيجة النهائية لكن المؤشرات ترجح كفة المرشح الديمقراطي جو بايدن على منافسه الجمهوري دونالد ترامب.

وردد المتظاهرون الذين رفعوا أعلام الحشد الشعبي وهو تحالف الفصائل الموالية لإيران والتابع رسميا للحكومة العراقية، شعارات مثل "أميركا طلعي برا بغداد تبقى حرة" و"بقاؤكم في العراق هو اللعب بالنار"، فيما كانوا يقفون قرب أحد مداخل المنطقة الخضراء حيث تقع السفارة الأميركية ومقر الحكومة والبرلمان العراقيين.

وكان مجلس النواب العراقي قد تبنى قرارا بعد 48 ساعة من مقتل سليماني والمهندس يدعو الحكومة إلى وضع جدول زمني لمغادرة القوات الأميركية التي تضم 5200 جندي من العراق.

وقالت الحكومة حينها إنها حكومة تصريف أعمال لذلك لا تستطيع تطبيق هذا الإجراء فورا، وسلمت المهمة لحكومة مصطفى الكاظمي التي تولت السلطة في مايو/أيار وتعهدت بجدولة الوجود الأجنبي. وقد دعت إلى إمهال الأميركيين "ثلاث سنوات" لمغادرة البلاد.

وخلال الأشهر الماضية، تعرضت السفارة الأميركية في بغداد ومصالح أميركية عسكرية وغير عسكرية لعدة اعتداءات تبنتها إجمالا مجموعات غير معروفة، لكن يشتبه في ارتباطها بإيران.

وفي منتصف أكتوبر/تشرين الأول أعلنت الفصائل العراقية الموالية لإيران أنها وافقت على التوقف عن مهاجمة السفارة الأميركية في بغداد شرط أن تعلن واشنطن انسحاب قواتها نهاية العام الحالي.

وبالفعل خفضت واشنطن عدد جنودها في البلاد إلى نحو ثلاثة آلاف بسبب "النصر" الذي أُعلن في نهاية 2017 على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وعلى اثر انتشار وباء كوفيد-19.

ونشرت الولايات المتحدة آلافا من جنودها في العراق في 2014 لقيادة تحالف دولي يقاتل تنظيم داعش الذي اجتاح بعد ذلك ثلث أراضي البلاد.

ويترقب العراق صدور نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، فيما سبق أن هددت إدارة الرئيس دونالد ترامب في سبتمبر/أيلول بإغلاق سفارتها في بغداد ما لم تتوقف الهجمات ضدها.