الحشد الشعبي يوتر العلاقات بين بغداد والمنامة

الخارجية العراقية تستنكر تغريدة لوزير خارجية البحرين انتقد فيها قوات الحشد الشعبي معتبرا أن"إيران هي من أعلنت الحرب علينا بحراس ثورتها وحزبها اللبناني وحشدها الشعبي في العراق و ذراعها الحوثي في اليمن".

البحرين من أكثر الدول التي اكتوت بنيران التدخلات الإيرانية
المنامة تعتبر ولاء الحشد لإيران وليس للعراق
توفير بغداد غطاء سياسيا للحشد لا ينزع عنه ثوب الولاء لإيران

 

بغداد - أعربت بغداد عن رفضها لتعليقات وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة الذي اعتبر في تغريدة بداية الأسبوع الحالي أن الضربات التي تطال قوات الحشد الشعبي في العراق هي "دفاع عن النفس".

ونشر الوزير البحريني على صفحته في تويتر تغريدة قال فيها إن "إيران هي من أعلنت الحرب علينا بحراس ثورتها وحزبها اللبناني وحشدها الشعبي في العراق و ذراعها الحوثي في اليمن وغيرهم".

وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان منتصف ليل الأربعاء الخميس إنها "ترفض وتدين ما جاء في تغريدة وزير خارجيّة البحرين بشأن الاعتداءات الأخيرة على الأراضي العربيّة وعلى الحشد الشعبيّ من العدوّ الصهيونيّ بذريعة الدفاع عن النفس".

وطالت مخازن ومقار تابعة لقوات الحشد الشعبي التي تضم فصائل غالبيتها شيعية معظمها موالية لإيران، انفجارات غامضة خلال الأسابيع الأخيرة، كان آخرها "غارات بطائرتين مسيرتين إسرائيليتين" في غرب العراق أسفرت عن مقتل قيادي، بحسب بيان لتلك الفصائل.

وكان الحشد قد حمل في وقت سابق الولايات المتحدة المسؤولية عن تلك الانفجارات كما قال إن طائرات اسرائيلية من دون طيار هي من نفذت تلك الغارات. ولم تنف إسرائيل ولم تؤكد صراحة أنها من نفذّ الهجمات، إلا أنها أعلنت أن لا حصانة لإيران من الضربات الإسرائيلية في أي مكان وسط حديث عن توسيع خارطة استهداف الأذرع الايرانية.  

وكتب وزير خارجية البحرين في تغريدته "فلا يلام من يضربهم ويدمر أكداس عتادهم. إنه دفاع عن النفس".

وفي هذا السياق، اعتبرت الخارجية في بيانها أن "الحشد الشعبي وقف إلى جانب قواتنا المسلحة للدفاع بكلّ شرف عن أراضينا المُقدّسة وقدّم تضحيات كبيرة لتحرير مُدُن العراق، وهزيمة عصابات داعش الإرهابيّة".

وهذه ليست المرة الأولى التي تستدعي فيها بيانا رسميا عراقيا، تغريدة لوزير الخارجية البحريني يصوّب فيها أيضا على إيران باعتبارها "العدو" في المنطقة.

وفي أبريل/نيسان الماضي، طالبت وزارة الخارجية العراقية دولة البحرين بتقديم اعتذار رسمي عن تغريدة وصفتها بـ"النابية" لوزير خارجيتها استهدف فيها رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر.

وأثارت تلك التغريدة ردود فعل في الشارع العراقي وتظاهرات لأتباع الصدر.

وفي يونيو/حزيران الماضي تعرضت سفارة البحرين في بغداد إلى اعتداء، بحسب المنامة، من قبل محتجّين على ورشة المنامة لمناقشة الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط المعروفة بصفقة القرن.

ووفرت الحكومة العراقية غطاء سياسيا للحشد بأن قامت بدمجه في القوات المسلحة والقوات الشرطية، وهو قرار اتخذته لحماية الحشد الشعبي من غارات أميركية محتملة، حيث تعتبر وواشنطن وحلفاؤه في المنطقة تلك الفصائل الشيعية المنضوية تحت الحشد بوصفها أذرعا لإيران في العراق.

وسبق أن هددت فصائل عراقية موالية لإيران باستهداف القوات والمصالح الأميركية في العراق، داعية واشنطن لسحب قواتها من المنطقة وهو ما تطالب به إيران أيضا.

وتسود العراق العالق في تحالفات متناقضة، مخاوف من أن يتحول إلى ساحة لحرب بالوكالة.

وبالنسبة للبحرين فإن موقفها من قوات الحشد الشعبي يتماهي تماما مع الموقف الأميركي ومواقف دول المنطقة، فمنح الحشد غطاء سياسيا من قبل الحكومة العراقية لا ينزع عنه ثوب الولاء لإيران وخدمة الأجندة الإيرانية في المنطقة.

والبحرين من أكثر دول الخليج التي اكتوت بنيران التدخلات الإيرانية ومحاولات زرع الفتنة والفرقة بين النسيج الاجتماعي البحريني.

وتتهم المنامة طهران بتأجيج الفتنة الطائفية وبتمويل ودعم أنشطة ومخططات إرهابية نفذتها أو كانت تعزم تنفيذها عناصر شيعية من مواطني المملكة تلقت تدريبات في معسكر الحرس الثوري على اثارة الفوضى واستهداف قوات الأمن البحرينية.

وتصدت البحرين بحزم لتلك لمحاولات زعزعة أمنها باعتقال العشرات من العناصر التخريبية والإرهابية وإصدار أحكام مغلّظة بحقهم. كما نجحت في تفكيك عشرات الخلايا النائمة التابعة لإيران.