الحكومة اليمنية تنضم إلى مفاوضات مسقط حول الأسرى

 رئيس الوفد الحكومي يؤكد أن التوجيهات تقضي بالعمل على إطلاق جميع المختطفين والمخفيين قسرا على قاعدة الكل مقابل الكل.

صنعاء - أعلنت الحكومة اليمنية اليوم الجمعة مشاركتها في مفاوضات مع جماعة الحوثي بشأن الأسرى والمحتجزين تنطلق بالعاصمة العمانية مسقط الأحد، وفق ما أعلنه رئيس الوفد الحكومي المفاوض في ملف الأسرى والمختطفين والمخفيين قسرا يحيى محمد كزمان.

ورعت عمان عددا من جولات المفاوضات بين جماعة الحوثي والحكومة اليمنية، ضمن جهود دولية لإرساء السلام في البلد الذي أنهكته الحرب، لكن التصعيد الذي انتهجه المتمردون حال دون تنفيذ خارطة طريق تهدف إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة في اليمن. 

ووصل وفد عماني إلى العاصمة اليمنية صنعاء لإجراء مباحثات مع جماعة الحوثي بهدف استئناف المفاوضات مع الحكومة الشرعية بعد أن وصلت إلى طريق مسدود.

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، دعا طرفي الصراع بهذا البلد العربي للمشاركة في مفاوضات في مسقط نهاية شهر يونيو/حزيران الجاري بشأن ملف الأسرى والمعتقلين، والملف الاقتصادي.

وقال كزمان "كثر الجدل والأسئلة من الوسط الإعلامي وأهالي الأسرى والمحتجزين والمختطفين والمخفيين قسرا بخصوص جولة المفاوضات المقررة في مسقط، وبالتالي نؤكد حضورنا".

وأضاف أن التوجيهات العليا تقضي بـ"الحضور والعمل على إطلاق جميع المختطفين والمخفيين قسرا على قاعدة الكل مقابل الكل، وفي مقدمة هؤلاء محمد قحطان".

ومحمد قحطان هو قيادي بارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح، أكبر حزب إسلامي في اليمن، وأحد 4 أشخاص مشمولين بقرار مجلس الأمن الدولي 2216 لعام 2015، الذي يلزم جماعة الحوثيين بإطلاق سراحهم.

واعتقل الحوثيون قحطان من منزله في العاصمة صنعاء في 5 أبريل/نيسان 2015، بعد أيام من فرض الجماعة إقامة جبرية عليه، وتقول أسرته إنها لا تعلم مصيره أو مكان اعتقاله، فيما لم يتم التواصل معه أبدا منذ احتجازه.

والإثنين الماضي، أعلنت الحكومة اليمنية رفضها حضور مفاوضات مسقط، وفق منشور لوكيل وزارة حقوق الإنسان ماجد فضائل عبر صفحته على منصة "إكس"، قبل أن تتراجع عن ذلك لاحقا.

وأوضح كزمان أن السبب في ذلك "يعود إلى استمرار حملة الاعتقالات والاختطافات للمواطنين الأبرياء، بمن فيهم موظفو المنظمات الدولية والعمل الإنساني في مواقع سيطرتها".

ولا يُعرف على وجه الدقة عدد الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين حاليًا، لكن خلال مشاورات في ستوكهولم عام 2018، قدّم وفدا الحكومة وجماعة الحوثي قوائم بأكثر من 15 ألف أسير ومحتجز.

وفي أبريل/نيسان 2023، نفذت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي أحدث صفقة تبادل، تم بموجبها إطلاق نحو 900 أسير ومحتجز من الجانبين، بوساطة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة، بعد مفاوضات ثنائية في سويسرا.

ومنذ أبريل/نيسان 2022 يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 10 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية وقوات جماعة الحوثي المسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء منذ عام 2014.