الحكومة والحوثيون يجتمعون في البحر

مع الخلاف بين الطرفين على مكان اجتماع لجنة وقف النار، الأمم تستأجر سفينة لعقد اللقاء في ظل مخاوفها من تعرض الوفود لمخاطر أمنية.

عدن (اليمن) - قالت مصادر يمنية وأجنبية السبت إن لجنة الاشراف على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة اليمنية ستعقد اجتماعها المقبل على متن سفينة قبالة المدينة الساحلية نظرا لعدم اتفاق الأطراف المتحاربة في اليمن على مكان لإجراء المحادثات.
وتسعى الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق بشأن الهدنة وسحب القوات من الحديدة التي تعد نقطة الدخول الرئيسية لمعظم واردات اليمن وذلك في إطار الجهود لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف ودفعت ملايين آخرين إلى شفا المجاعة.
وحث مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث الأطراف المتحاربة على سحب قواتها من الميناء سريعا. وقالت وكالات إغاثة دولية إن الظروف التي يعيشها آلاف يعانون من الجوع الشديد تتدهور سريعا.
والتزم الطرفان بالهدنة إلى حد بعيد منذ بدء سريانها قبل شهر لكن وقعت مناوشات بين جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران وبين التحالف بقيادة السعودية الذي يقاتل لدعم الحكومة المعترف بها.
وتعقد لجنة تنسيق إعادة الانتشار، التي ترأسها الأمم المتحدة وتضم أعضاء من كلا الطرفين، لقاءات منتظمة للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار.
وذكر أحد المصادر أن الأمم المتحدة استأجرت سفينة لاستخدامها مقرا للجنة واجتماعاتها. وقال مصدر آخر إن ممثلين عن الأطراف المتحاربة سينقلون إلى السفينة على متن طائرات هليكوبتر تابعة للمنظمة الدولية.
وقالت مصادر عسكرية ان عقد الاجتماع على متن السفينة التابعة للأمم المتحدة وتحمل اسم "فوس أبولو"، يأتي بعد رفض الحوثيين حضور اجتماعات سابقة للجنة عُقدت في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة.
وأشارت الى مخاوف من قبل الفريق الأممي وممثلي الحكومة من تعرضهم لمحاولات اغتيال أو إطلاق نار في مناطق سيطرة الحوثيين.
وكان موكب رئيس لجنة مراقبة الهدنة الجنرال الهولندي باتريك كمارت تعرض لإطلاق النار في 17 يناير/كانون الثاني الماضي.
واضافت المصادر إن كمارت فضل عقد اللقاء على ظهر السفينة مشيرًا إلى أنه سيبحث خطط إعادة الانتشار الأمني في الحديدة حسب اتفاق السويد.
ولم تنسحب القوات حتى الآن متخطية التاريخ المستهدف في السابع من يناير/كانون الثاني، وقال سكان وموظفو إغاثة إنه جرى تعزيز خنادق ومتاريس وحواجز على الطرق.
ونص الاتفاق على موافقة الطرفين على نشر مراقبين دوليين في الحديدة.
ومن المتوقع أن تعقد اللجنة اجتماعها المقبل خلال أيام بعد وصول الجنرال الدنمركي مايكل أنكر لوليزغارد الذي عُين يوم الخميس خلفا للجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كمارت. ويتوقع أن يصل لوليزغارد إلى العاصمة الأردنية عمان الأحد على أن يسافر للحديدة بعد ذلك.
ويسيطر الحوثيون على الحديدة بينما تحتشد قوات التحالف على أطرافها. ويقوم غريفيث بجولات مكوكية بين الطرفين لإنقاذ الاتفاق الذي يعد أول انفراجة دبلوماسية كبيرة في الحرب المستمرة منذ نحو أربعة أعوام.