الحوثيون يختطفون سفينة وسط جهود دفع السلام في اليمن

التحالف العربي يستنكر العملية الإرهابية للمليشيات الحوثية في البحر الأحمر ويؤكد مواصلة تنفيذ الإجراءات الصارمة والرادعة ضدها لحفظ الأمن الإقليمي والدولي.

الرياض - كشف التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن اليوم الاثنين، عن عملية خطف قامت بها ميليشيات الحوثي استهدفت سفينة في جنوب البحر الأحمر، في محاولة تبدو واضحة من وكلاء طهران لمساعدتها في صرف النظر عن الاحتجاجات التي تعم المدن الإيرانية وتحسين شروطهم خلال المفاوضات الجارية حول عملية السلام في اليمن.

وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي قوله إن مسلحين من جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران خطفوا القاطرة في وقت متأخر أمس الأحد.

وأضاف أنه "أثناء إبحار القاطرة البحرية (رابغ-3) بجنوب البحر الأحمر تعرضت لعملية الخطف والسطو المسلح من قبل زورقين على متنها عناصر إرهابية تتبع للمليشيا الحوثية".

وأوضح المالكي أن "القاطرة البحرية كانت تقوم بقطر (حفار بحري) تملكه إحدى الشركات الكورية الجنوبية"، مستنكرا العملية الإرهابية للمليشيا الحوثية التي تمثل تهديد حقيقيا على حرية الملاحة الدولية والتجارة العالمية.

ويعد خطف القاطرة الكورية الجنوبية أحدث عملية إرهابية تقوم بها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران ضد السفن التجارية بعد أن شاركت طهران في استهداف عدة ناقلات نفط في بحر الخليج ومنشآت نفطية سعودية، لكن تنفيذ عمليات مماثلة من قبل الحوثيين وتهديد الأمن البحري هذه المرة غربا من جهة البحر الأحمر يعد سابقة.

وبدأت أعمال تخريبية تستهدف ناقلات نفط وسفن في مياه الخليج قرب مضيق هرمز الاستراتيجي منذ مايو/أيار الماضي، حين شدّدت واشنطن عقوباتها على قطاع النفط الإيراني ما دفع بالنظام في طهران إلى تجنيد وكلائه الحوثيين في اليمن للمساعدة في تنفيذ هجمات على منشآت نفط سعودية وناقلات نفط في بحر الخليج.

وتأتي عملية خطف القاطرة تزامنا مع جهود التهدئة التي تعمل عدّة جهات على صلة بالملف اليمني على نشرها تمهيدا لإطلاق عملية سلام شاملة بالبلاد تنهي الصراع الدامي المتواصل منذ قرابة الخمس سنوات.

ووقعت الأطراف اليمنية اتفاق الرياض في السعودية منذ أسبوعين للمضي قدما في تنفيذ حلّ سلمي شامل لكلّ أطراف النزاع في اليمن بمن فيهم الحوثيون المنقلبون على السلطة الشرعية والمسيطرون بقوّة السلاح على عاصمة البلاد وعدد آخر من المناطق.

ونقلت وكالة رويترز الخميس الماضي، عن ثلاثة مصادر أن محادثات غير رسمية تجري بين السعودية التي تقود التحالف العربي والحوثيين بشأن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في اليمن ضمن خطة السلام التي وردت في اتفاق الرياض.

عملية الخطف والقرصنة التي نفذتها الميليشيات الحوثية تعد سابقة إجرامية تهدد أمن مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر البحري

ووفق المصادر فإن المحادثات بدأت في أواخر سبتمبر/أيلول في الأردن، وذلك بعد أن عرض الحوثيون وقف إطلاق الصواريخ وشن هجمات بطائرات مسيرة عبر الحدود على مدن سعودية، مقابل وقف التحالف ضرباته الجوية في اليمن.

وقال مصدر رابع إن "المحادثات بشأن استكمال الاتفاق الأمني تتحرك بسرعة كبيرة الآن عبر عدة قنوات"، لكن الرياض لا تزال لديها مخاوف بشأن حدودها.

وأكد مسؤول سعودي، وفق رويترز، أن لدى بلاده قناة مفتوحة مع الحوثيين منذ 2016، وأنها تواصل الاتصالات لإقرار السلام في اليمن.

في المقابل، أكد مسؤول من الحوثيين طلب عدم نشر اسمه أن الجماعة تبحث وقف إطلاق نار موسع" مع الرياض، وأضاف "لكن صبرنا يوشك على النفاد"، وهي إشارة إلى أن التصعيد سيكون قريبا ما يفسر عملية اختطاف القاطرة الكورية.

وأشار التحالف في بيانه إلى أن عملية السطو التي نفذتها الميليشيات الحوثية الأحد، تعد سابقة إجرامية تهدد أمن مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر البحري بعمليات مماثلة من الخطف والقرصنة.

وشدد المالكي على أن الميليشيا الحوثية مسؤولة وبحسب القانون الدولي عن سلامة أفراد طاقم القاطرة المتعدد الجنسيات، وأن قيادة القوات المشتركة للتحالف مستمرة بتنفيذ الإجراءات الصارمة والرادعة ضد "هذه الميليشيا الإرهابية" لحفظ الأمن الإقليمي والدولي.

وفي 7 نوفمبر الجاري، أطلق تحالف دولي لحماية الأمن البحري في المنطقة بقيادة الولايات المتحدة من البحرين حيث افتتح مقره الرسمي بمشاركة دول خليجية وأوروبية لمواجهة الهجمات على ناقلات ومنشآت النفط التي اتهمت إيران بالوقوف ورائها.

وتم الإعلان عن فكرة انشاء التحالف الدولي لحماية أمن الملاحة وضمان سلامة الممرات البحرية في يونيو/حزيران المضي، بعضوية 6 دول إلى جانب الولايات المتحدة، هي السعودية والإمارات والبحرين وبريطانيا وأستراليا وألبانيا.

وتسارعت وتيرة المواجهة بين إيران والولايات المتحدة بعد تضييق واشنطن الخناق على الاقتصاد الإيراني بالمزيد من العقوبات بعد انسحابها من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية العام الماضي، وتسعى واشنطن حاليا لتصفير النفط الإيراني كليا.

وطالما هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر نحو 40 بالمئة من النفط المنقول بحرا في العالم.

لكن طهران تحاول تسويق نفسها كجهة تدفع للحوار سبيلا لإنهاء الأزمة في محاولة لمغالطة الرأي العام العالمي والإيهام بأنها تجنح للسلام، فيما تدفع بوكلائها للتصعيد ميدانيا حتى تحسن من شروط تفاوضها سياسيا، وهو ما يكشف عجزها عن المناورة حاليا خصوصا أن وكلائها يحاولون أيضا مساعدتها بصرف انتباه العالم عن المظاهرات التي تجتاح مدنا إيرانية عديدة منذ الجمعة الماضي.

وخرج الإيرانيون للاحتجاج على إثر قرار رفع سعر البنزين بشكل مفاجي ما أثار غضب الشارع الذي يعاني في ظل أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد بسبب العقوبات.