الحوثيون يردون على العقوبات الأميركية بهجمات دموية في الحديدة

نحو 150 قتيلا من الحوثيين وقوات الحكومة خلال اسبوع من المعارك، نصفهم قضى خلال اليومين الاخيرين.
العقوبات على الحوثيين تسري قبل يوم من تولي بايدن منصبه
الحوثيون يسعون منذ نحو شهرين للتقدم جنوبا نحو قواعد عسكرية للحكومة

الحديدة (اليمن) - قُتل نحو 150 من المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للسلطة اليمنية خلال اسبوع من المعارك جنوب مدينة الحديدة مع محاولة الحوثيين التقدّم نحو نقاط جديدة في المنطقة الاستراتيجية غرب البلاد، حسبما أفادت الاثنين مصادر عسكرية وطبية.
وتزامن تصاعد القتال في الحديدة مع قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصنيف الحوثيين الموالين لايران جماعة إرهابية.
ولقي نحو نصف هؤلاء مصرعهم خلال يومي السبت والأحد الماضيين في مواجهات في مناطق متاخمة لجنوب مدينة الحديدة التي تضم ميناء يُعتبر بمثابة شريان حياة لملايين السكان في البلد الغارق في نزاع مسلح منذ سنوات.
والمعارك هذه هي الأعنف منذ التوصل إلى اتفاق في السويد في كانون الأول/ديسمبر 2018 لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة المطلة على البحر الاحمر.
ويحاول المتمردون منذ نحو شهرين التقدم جنوبا نحو مناطق القوات الموالية للسلطة والتي تضم قواعد عسكرية تشكّل نقطة انطلاق رئيسية لهذه القوات في معاركها مع المتمردين في مناطق أخرى في اليمن.
وقال مسؤول في القوات الموالية للحكومة بحسب وكالة الصحافة الفرنسية إن "حصيلة قتلى الطرفين خلال اسبوع واحد بلغت اكثر 150 قتيلا وأكثر من 260 جريح"، وهي حصيلة أكّدها مسؤول في صفوف المتمردين.
وذكر مسؤولان حكوميان آخران أن القوات الموالية للسلطة أحبطت عدة هجمات للحوثيين السبت والأحد في حيس والدريهمي ومناطق اخرى "وتمكّنت من اجبارهم على التراجع" بعد سقوط 44 قتيلا في صفوف المتمردين و27 قتيلا في صفوف قوات السلطة.
ومن جهته، أكّد أطباء ومسعفون في محافظة الحديدة سقوط نحو 70 قتيلا وعشرات الجرحى من الطرفين خلال يومي السبت والأحد.
كما أفادت منظمة أطباء بلا حدود على حسابها في تويتر السبت بتصاعد حدة القتال "على امتداد خطوط المواجهة جنوب الحديدة"، مشيرة إلى أنها تعمل على وضع خطة "للاستجابة لتدفق الجرحى".
والإثنين أفاد سكان في جنوب مدينة الحديدة بتراجع حدة أصوات المعارك.
وستدخل العقوبات على الحوثيين حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير، أي قبل يوم من تولي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن منصبه.
وتمثل جماعة الحوثي، المعروفة أيضا باسم أنصار الله، سلطة الأمر الواقع في شمال اليمن.
وكان القرار منتظرا منذ الانتخابات الرئاسية الأميركية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، ويمثل بحسب منظمات غير حكومية وهيئات دولية ضربة دبلوماسية يوجهها ترامب لإيران قبل انتقال السلطة في 20 كانون الثاني/يناير إلى بايدن الذي أبدى رغبته في معاودة الحوار مع طهران.
ومنذ 2014، يشهد اليمن حرباً بين المتمرّدين الحوثيين والقوات التابعة لحكومة الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي المدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية، بدأت مع شنّ الحوثيين هجوما سيطروا على إثره على العاصمة صنعاء.
وفيما تراجعت حدة القتال في اليمن بشكل كبير خلال العام المنصرم، تجدّدت المعارك في محافظة الحديدة في كانون الأول/ديسمبر بينما يخوض الطرفان منذ أكثر من عام مواجهات دامية في مأرب القريبة، آخر معاقل قوات السلطة في شمال البلد الفقير.
وفي بداية الشهر الحالي، قُتلت خمس نساء وأصيب سبعة أشخاص بينهم أطفال بجروح جراء سقوط قذيفة في صالة أفراح بمدينة الحديدة حيث تشرف لجنة أممية على وقف إطلاق النار الهش.