الحوثيون يستهدفون ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر

الحوثيون يتنكرون للجهود السعودية الهادفة إلى تفعيل خارطة طريق لإنهاء الحرب في اليمن.

صنعاء - قال مصدران مطلعان إن ناقلة نفط سعودية وسفينة أخرى ترفع علم بنما تعرضتا لهجوم اليوم الاثنين في البحر الأحمر قبالة اليمن رغم أنه لم يتبين ما إذا كان الحوثيون المتحالفون مع إيران يقفون وراء الهجوم، فيما يلقي هذا التطور بتداعيات سلبية على الجهود التي تبذلها الرياض من أجل إلى إرساء هدنة شاملة في اليمن.

وأضاف المصدران أن الناقلتين "أمجاد" التي ترفع علم السعودية و"بلو لاجون 1" التي ترفع علم بنما كانتا تبحران على مقربة من بعضهما البعض عندما أُصيبتا، لكنهما تمكنتا من مواصلة رحلتيهما دون أضرار كبيرة أو إصابات لأفراد على متنهما.

وتبلغ السعة القصوى للناقلة السعودية ميلوني برميل، فيما استبعدت مصادر أن تكون الناقلة (أمجاد) مُستهدفة بشكل مباشر.

وتراقب السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، بقلق إطلاق الحوثيين صواريخ تمر فوق أراضيها لاستهداف السفن في البحر الأحمر. وتحاول الرياض الخروج من حرب فوضوية في اليمن وصراع مع إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين.

وكان عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة المدعومة من إيران قد تهجّم على المملكة خلال الآونة الأخيرة، ملوحا باستهداف مطارات وبنوك في السعودية رغم الدور الذي تلعبه الرياض لإحلال السلام في البلد الذي دمرته الحرب ودعمها المالي للتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية.

ورعت الرياض خلال الفترة الأخيرة مفاوضات توجت باتفاق على خارطة طريق لإحلال السلام في اليمن، لكن الحوثيين تنكروا للجهود السعودية وكشفوا عن نواياهم التصعيدية.

واستقبلت السعودية في سبتمبر/أيلول الماضي، بوساطة عمانية، وفدا عن الحوثيين وتوجت المباحثات باتفاق على عدد من النقاط الشائكة من بينها "وضع جدول الزمني لخروج القوات الأجنبية من البلاد وآلية دفع أجور الموظفين العموميين".

وكشفت مصادر دبلوماسية أن الرياض أعربت عن استعدادها للتكفل بدفع رواتب عام كامل لجميع الموظفين الحكوميين في كافة مناطق اليمن، وفقاً لكشوفات عام 2014.

وتركزت المحادثات بين السعودية والحوثيين على إعادة فتح الموانئ التي يسيطر عليها المتمردون ومطار صنعاء بشكل كامل ودفع أجور الموظفين العموميين وجهود إعادة البناء وتحديد جدول زمني لخروج القوات الأجنبية من اليمن.

وبعد تسع سنوات من القتال في اليمن، تغيرت سياسة السعودية بشأن اليمن إذ أعرب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن رغبته في خروج بلاده من هذه الحرب المكلفة، فيما تزامنت المفاوضات بين السعودية والحوثيين مع فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الرياض وطهران.

وتشن جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران هجمات على خطوط الملاحة الدولية بالقرب من اليمن منذ نوفمبر/تشرين الثاني بذريعة التضامن مع الفلسطينيين في الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

ونفذ الحوثيون أكثر من 70 هجوما أغرقوا فيها سفينتين واستولوا على واحدة وقتلوا ما لا يقل عن ثلاثة بحارة.

وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، ذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أن طائرة مسيرة أصابت سفينة تجارية على بعد نحو 58 ميلا بحريا من ميناء الحديدة باليمن على البحر الأحمر جنوبي الصليف مباشرة.