الحوثيون يسلمون لأنفسهم ميناء الحديدة

في غياب أي تأكيد على اعادة الانتشار الفعلية المتفق عليها في اتفاقات السويد، وزير الاعلام اليمني يصف بالمسرحية المكشوفة اعلان المتمردين عن الانسحاب الأحادي من الموانئ.

عدن (اليمن) - رفض معمر الارياني وزير الإعلام بالحكومة اليمنية السبت انسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر بوصفه "مسرحية" تهدف إلى "تضليل المجتمع الدولي".
وكان الحوثيون أعلنوا اعتزامهم تنفيذ "انسحاب احادي الجانب" السبت من موانئ الصليف وراس عيسى والحديدة.
ولم تؤكد الأمم المتحدة بعد هذا التحرك الذي ان صح، فهو أول خطوة كبيرة في تنفيذ الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة اليمنية المدعومة من الرياض والحوثيون الموالون لإيران العام الماضي ويقضي بوقف إطلاق النار وسحب القوات من الحديدة، التي تعد شريان حياة لملايين اليمنيين.
وقال الارياني "ما حصل اليوم مسرحية مكشوفة تم من خلالها إخراج مجموعة من الميليشيات باللباس المدني واستبدالهم بآخرين يرتدون اللباس الرسمي لشرطة خفر السواحل في محاولة لتضليل المجتمع الدولي قبل انعقاد جلسة مجلس الامن، مع اننا جادون في تحقيق السلام".

يجب تنفيذ كل بنود الاتفاق خصوصا فيما يتعلق بهوية القوات التي سوف تتسلم من الحوثيين

وأكد محافظ الحديدة الحسن طاهر ان "الحوثيين ينفذون مسرحية جديدة في الحديدة بتسليم ميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى لأنفسهم بدون رقابة أممية او من الجانب الحكومي حسب آلية الاتفاق".
وبحسب طاهر، فإن "هذه خطوة احادية تناقض الاتفاق وتتحمل الامم المتحدة وعلى رأسها مبعوثها في اليمن (مارتن غريفيث) مسؤوليتها" متهما غريفيث بالعمل لصالح المتمردين.
وأضاف "مارتن غريفيث يريد تحقيق نصر حتى وان كان الحوثيون يسلمون لأنفسهم. لكن هذا مرفوض تماما من قبلنا ويجب تنفيذ كل بنود الاتفاق خصوصا فيما يتعلق بهوية القوات التي سوف تتسلم من الحوثيين".
من جهته، كتب رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي في تغريدة على حسابه على موقع تويتر أن الانسحاب "أحادي الجانب" سيتم "في الساعة 10:00 (7:00 تغ) من السبت". ولم يكن بالإمكان الحصول على تأكيد من مصدر مستقل بشأن الانسحاب.
وقال مصدر في بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة ان البعثة تستعد لمراقبة الانسحاب. وقال إن "الأمم المتحدة بدأت مراقبة هذه الخطوة أحادية الجانب"، بدون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وأصبحت الحديدة ساحة الحرب الرئيسية منذ حاول التحالف العام الماضي السيطرة على مينائها لقطع طريق الإمدادات الرئيسي للحوثيين الذين يستفيدون من أسلحة إيرانية مهربة تشمل صواريخ استخدمت في استهداف مدن سعودية.
وتعطل تنفيذ اتفاق السلام منذ يناير/كانون الثاني وسط غياب الثقة بين طرفي الحرب في صراع أودى بحياة عشرات الآلاف ودفع بأفقر بلدان شبه الجزيرة العربية إلى شفا مجاعة.
ويدعو الاتفاق قوات التحالف لترك مواقعها في ضواحي الحديدة في إطار إعادة الانتشار الأولية.

محافظ الحديدة يتهم غريفيث بالعمل لصالح الحوثيين
محافظ الحديدة يتهم غريفيث بالعمل لصالح الحوثيين

ولم يتضح ما إذا كان غريفيث قد رتب اتفاقا بين الطرفين بشأن النقطة الرئيسية الشائكة المتعلقة بأي سلطة محلية ستدير الموانئ والمدينة تحت إشراف المنظمة الدولية بعد انسحابهما.
وشكك التحالف في انسحاب سابق أحادي الجانب للحوثيين من ميناء الحديدة في ديسمبر/كانون الأول قائلا إنهم سلموا الميناء إلى أفراد في خفر السواحل موالين للجماعة.
وقال مصدر بالأمم المتحدة السبت إن لجنة تنسيق إعادة الانتشار ستعلن تقييمها لإعادة انتشار الحوثيين هذا الأسبوع.
وتقضي المرحلة الأولى بتراجع الحوثيين مسافة خمسة كيلومترات من الموانئ خلال الأيام الأربعة المقبلة. وستتراجع قوات التحالف، المحتشدة حاليا على بعد أربعة كيلومترات من ميناء الحديدة على أطراف المدينة، مسافة كيلومتر واحد من منطقتي (كيلو 8) والصالح.
وبموجب المرحلة الثانية، سيسحب الطرفان قواتهما مسافة 18 كيلومترا خارج المدينة ويُبعدان الأسلحة الثقيلة مسافة 30 كيلومترا.
وتمكنت الأمم المتحدة من تأمين اتفاق الحديدة خلال محادثات سلام في السويد، كانت الأولى منذ عامين، لتجنب هجوم شامل على الميناء يهدد بعرقلة خطوط الإمداد مما قد يفجر مجاعة واسعة.
والاتفاق خطوة أيضا لبناء الثقة لتمهيد الطريق إلى عقد مفاوضات سياسية أوسع لإنهاء الصراع. وحث الحلفاء الغربيون الذين يزودون التحالف بالأسلحة ومعلومات المخابرات على إنهاء الحرب.