الحوثيون يفرضون تصريحا على السفن قبل دخول المياه الاقليمية

سنتكوم تؤكد حدوث أضرار بسفينة سويسرية استهدفها الحوثيون بخليج عدن.
الحوثيون يتجاهلون التحذيرات الأميركية والعمليات البحرية الأوروبية في البحر الأحمر

صنعاء - قال مسفر النمير ‎وزير الاتصالات وتقنية المعلومات في حكومة جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران أمس الاثنين إن على السفن الحصول على تصريح من هيئة الشؤون البحرية التي يسيطر عليها الحوثيون قبل دخول المياه اليمنية.
وتشن الجماعة هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على السفن التجارية الدولية في خليج عدن منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني وتقول إنها تفعل ذلك تضامنا مع الفلسطينيين في مواجهة الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأجبرت الهجمات شبه اليومية الشركات على التحول إلى مسار أطول وأعلى تكلفة حول أفريقيا، كما أذكت المخاوف من أن تؤدي الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط. وردا على تلك الهجمات، قصفت الولايات المتحدة وبريطانيا أهدافا للحوثيين.
ونقلت قناة المسيرة عن النمير قوله "لا بد أن تحصل سفن الكابلات البحرية على تصريح من الشؤون البحرية في ‎صنعاء قبل دخولها المياه الإقليمية اليمنية".
وأضافت القناة، وهي المنفذ الإخباري التلفزيوني الرئيسي الذي تديره الجماعة، نقلا عن النمير "وزارة الاتصالات على استعداد للمساعدة في تلبية طلبات التصريح والتعريف بالسفن لدى القوات البحرية اليمنية، ونؤكد هذا من باب الحرص على سلامتها".
ويمتد نطاق المياه الإقليمية المتأثر بقرار الحوثيين إلى منتصف الطريق إلى مضيق باب المندب الذي يبلغ عرضه 20 كيلومترا، وهو المدخل للبحر الأحمر الذي تمر عبره نحو 15 بالمئة من حركة الشحن العالمية ذهابا وإيابا من قناة السويس.
وفي الأوقات العادية، تبحر أكثر من ربع شحنات الحاويات العالمية - بما في ذلك الملابس والأجهزة وقطع غيار السيارات والمواد الكيميائية والمنتجات الزراعية مثل القهوة عبر قناة السويس.
وقال وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت جيتس إن هناك "سببا وجيها للشك" في أن الحوثيين المتحالفين مع إيران سيوقفون هجماتهم على السفن إذا أدى اتفاق لوقف إطلاق النار إلى توقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وقال جيتس في مؤتمر خاص بقطاع شحن الحاويات في لونج بيتش بولاية كاليفورنيا "قد يقررون أنهم معجبون بفكرة التحكم في حجم الشحن الذي يمر عبر البحر الأحمر، وسيستمرون في ذلك لفترة غير محددة من الزمن".
وقالت شركة إتش.جي.سي جلوبال كوميونيكيشنز، ومقرها هونج كونج، أمس الاثنين، إن ما لا يقل عن أربعة كابلات اتصالات تحت الماء تعرضت لأضرار الأسبوع الماضي في البحر الأحمر، دون ذكر السبب.
وقدرت أن الأضرار أثرت على 25 بالمئة من حركة البيانات المتدفقة تحت البحر الأحمر، وقالت في بيان إنها وضعت خطة لنقل البيانات عبر خطوط أخرى. وحملت وزارة النمير يوم السبت الهجمات الأميركية والبريطانية مسؤولية حدوث أي ضرر للكابلات.
وقالت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، الثلاثاء، إن جماعة الحوثي اليمنية أطلقت صاروخين باليستيين على سفينة حاويات سويسرية في خليج عدن ما أدى لوقوع أضرار مضيفة في بيان نشرته عبر منصة "إكس"، إنه بين الساعة 15:50 و16:15 مساء الاثنين بتوقيت صنعاء، أطلق الحوثيون "صاروخين باليستيين مضادين للسفن من اليمن إلى خليج عدن على سفينة حاويات.

وأفادت بأنها "سفينة حاويات مملوكة لسويسرا وترفع العلم الليبيري"، وذكرت أن أحد الصاروخين سقط على السفينة "ما أدى إلى وقوع أضرار" موضحة في البيان ذاته، أن "التقارير الأولية تشير إلى عدم وقوع إصابات، ولم تطلب السفينة المساعدة، واستمرت في طريقها".
وذكرت أنها "في الساعة 20:00 مساء الاثنين بتوقيت صنعاء، نفذت ضربات في إطار الدفاع عن النفس، ضد صاروخي كروز مضادين للسفن شكلا تهديدًا وشيكًا للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة"، دون أن توضح مناطق استهداف الصاروخين.
ومساء الاثنين، قالت قناة "المسيرة" الناطقة باسم جماعة الحوثي في خبر عاجل، إن الولايات المتحدة وبريطانيا شنتا 3 غارات استهدفت منطقة يسنم في مديرية باقم بمحافظة صعدة شمال اليمن، والتي تعد أبرز معاقل الحوثيين وترتبط بحدود برية مع السعودية.
من جهة ثانية، ذكرت "سنتكوم" في بيانها أنه "في الساعة 2:15 صباحًا بتوقيت صنعاء، أطلق الحوثيون المدعومون من إيران صاروخا باليستيا مضادا للسفن من اليمن إلى جنوب البحر الأحمر".
وقالت إن "الصاروخ سقط في الماء دون الإبلاغ عن وقوع أضرار أو إصابات للسفن التجارية أو البحرية الأميركية".
وفي واقعة أخرى قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أمس الاثنين إنها تلقت بلاغا عن تعرض سفينة لأضرار جراء انفجارين، على بعد 91 ميلا بحريا جنوب شرقي عدن. وأضافت أنه لم تقع إصابات وأن السفينة تبحر نحو وجهتها التالية.
ويشهد اليمن صراعا منذ أن أطاحت جماعة الحوثي بالحكومة من العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014. وتدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية في عام 2015 بهدف إعادة الحكومة.