الحوثيون يناورون بـ"الضمانات" شرطا للمشاركة في مفاوضات السويد

المتمردون المدعومين من إيران يعلنون للمرة الأولى وبشكل واضح مشاركتهم في مفاوضات السويد في 3 ديسمبر، بشروط استمرار ضمانات الخروج والعودة لليمن، في سيناريو مشابه لذلك الذي حدث في جولة سبتمبر حين تعللوا بالضمانات لتقويض محادثات السلام.

الحوثيون دأبوا على تعطيل مفاوضات السلام في اللحظات الأخيرة
المفاوضات اليمنية في السويد يفترض أن تبدأ في ديسمبر
مراوغات سياسية حوثية تسبق مفاوضات السويد

صنعاء - أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن الخميس أنهم سيشاركون الأسبوع المقبل في مفاوضات السلام في السويد التي ترعاها الأمم المتحدة في حال "استمرار الضمانات" بخروجهم وعودتهم إلى اليمن.

ويحيل إعلان الحوثيين اليوم الخميس إلى ما حدث في آخر جولة مفاوضات حيث أبدى المتمردون استعداهم للمشاركة في المحادثات ثم أحجموا عن الحضور بدعوى غياب ضمانات لسفر وعودة وفدهم.

ويشير ذلك بوضوح إلى مناورة جديدة تحت عنوان الضمانات بالرغم من إعلان الحكومة اليمنية المشاركة في المفاوضات وإعلان كل من السعودية والإمارات دعمهما بقوة لمحادثات السويد تمهيدا لتسوية سياسية للأزمة.

وقال القيادي في صفوف المتمردين محمد علي الحوثي على حسابه على تويتر "أعتقد أن الوفد الوطني (وفد الحوثيين) سيكون هناك في السويد بإذن الله في الثالث من ديسمبر/كانون الأول، إذا استمر ضمان الخروج والعودة الآمنة ووجدت المؤشرات الايجابية التي تدلّ على أهمية السلام لدى الأطراف الأخرى".

وهذه هي المرة الأولى التي يذكر فيها الحوثيون بهذا الوضوح أنهم سيشاركون في المفاوضات، علما أنهم أعلنوا في وقت سابق مرارا دعمهم لجهود السلام.

وهي المرة الأولى التي يذكر فيها أحد أطراف النزاع في اليمن تاريخا محدّدا للمحادثات التي تقول الأمم المتحدة منذ أسابيع إنها تسعى لعقدها مطلع ديسمبر/كانون الأول من دون أن تحدد تاريخ انطلاقها. وكانت الحكومة المعترف بها دوليا أكّدت في السابق مشاركتها في المفاوضات.

وذكرت قناة العربية اليوم الخميس أن وفد الحكومة اليمنية التي تدعمها السعودية سيصل السويد بعد وصول وفد الحوثيين.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، فشلت الأمم المتحدة في عقد جولة محادثات في جنيف بعدما رفض المتمردون في اللحظة الأخيرة السفر من دون الحصول على ضمانات بالعودة إلى صنعاء الخاضعة لسيطرتهم وإجلاء مصابين من صفوفهم إلى سلطنة عمان.

ويسيطر المتمردون على صنعاء، بينما يسيطر التحالف بقيادة السعودية الداعم للحكومة اليمنية على الأجواء اليمنية.

وكتب محمد علي الحوثي اليوم الخميس "نتمنى المسارعة بإخراج الجرحى للعلاج كخطوة أولى وبداية لفك الحصار والحظر".

وفي مؤشر آخر على المضي قدما في عقد محادثات اليمن الأسبوع المقبل، كتب السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون المقيم في الرياض على حسابه على تويتر "سوف تُقام مشاورات السويد الأسبوع القادم".

وتوجه بالحديث إلى محمد عبدالسلام القيادي السياسي في صفوف المتمردين والذي يترأس عادة وفد الحوثيين إلى محادثات السلام بالقول "لقد حجزت رحلتي وأتطلع إلى رؤيتك هناك مترئسا لوفدكم".

وتشكلّ محادثات السلام المرتقبة أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء الحرب المتواصلة منذ 2014، بحسب خبراء، مع تزايد الضغوط على الدول الكبرى للتدخل لمنع حدوث مجاعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الأربعاء إنه مستعد للقاء ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لمناقشة عقد محادثات السلام، مضيفا "إذا تمكنا من وقف الحرب في اليمن، سنكون أنهينا أكبر أزمة إنسانية تواجهنا في العالم".