الحوثيون يهددون باستهداف مهمة بحرية أوروبية في البحر الأحمر

الجماعة الموالية لإيران تطالب دول الاتحاد الأوروبي بأخذ العبرة من بريطانيا بعد استهداف سفنها في البحر الأحمر.

صنعاء - وجه الحوثيون في اليمن الثلاثاء تحذيرات قوية بالرد على ما وصفوها بأية "حماقة" أوروبية لحماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وذلك ردا على إعلان الاتحاد الأوروبي، الاثنين، انطلاق عمليات مهمة بحرية أوروبية تحمل اسم "أسبيدس" لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر.
ويأتي الموقف الأوروبي على خلفية الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي "تضامنا مع غزة" على خلفية الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد القطاع منذ نحو 5 أشهر، وتحاكم تل أبيب بموجبها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية" لما خلفته ممارساتها من عشرات الآلاف بين قتيل ومصاب ونازح، فضلا عن "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفق بيانات رسمية فلسطينية وأخرى صادرة عن منظمات الأمم المتحدة.
وقال عضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة محمد علي الحوثي "نقول للأوروبيين لا تلعبوا بالنار ولستم بحاجة لمساندة الولايات المتحدة لحماية الكيان المحتل (يقصد السفن الإسرائيلية) وخذوا العبرة من بريطانيا"، في إشارة إلى استهداف الجماعة عددا من السفن البريطانية التي تقدم دعما لنظيرتها الأميركية والإسرائيلية في البحر الأحمر.
وأضاف عبر منصة إكس "أي حماقة ترتكبونها سوف تجنون بها على سفنكم وملاحتكم.. وقد أعذر من أنذر".

وتابع مخاطبا الاتحاد الأوروبي "تواجدكم يزيد من عسكرة البحر الأحمر ويستهدف الملاحة الدولية ويؤثر على سلاسل الإمدادات الغذائية لمتاجر بلدانكم" دون مزيد من التفاصيل.

وقالت وزارة الدفاع الفرنسية اليوم الثلاثاء إن سفنا حربية فرنسية في البحر الأحمر اعترضت طائرتين مسيرتين ودمرتهما بعد انطلاقهما من اليمن لشن هجمات.

وأضافت "ليلة الثلاثاء، رصدت فرقاطات فرنسية متعددة المهام في مناطق الدوريات التي تقوم بها في خليج عدن وجنوب البحر الأحمر هجمات متعددة بطائرات مسيرة من اليمن. وتم الاشتباك مع طائرتين مسيرتين وتدميرهما".

وعلى صعيد آخر، بثت الجماعة اليمنية في وقت متأخر الاثنين، مشاهد قالت إنها لإسقاط طائرة أميركية مسيرة من طراز" ام ك 9" ثمنها 30 مليون دولار، بعد استهدافها بصاروخ في محافظة الحديدة غربي اليمن.
وأظهرت المشاهد "رصد الطائرة الأميركية ولحظة استهدافها بصاروخ أرض ـ جو محلي الصنع بشكل مباشر في سماء محافظة الحديدة"، حسبما نقلت وكالة أنباء "سبأ" التابعة للحوثيين. وأبرزت المشاهد "احتراق الطائرة بعد استهدافها وسقوطها وحطامها على الأرض".
وحسب الوكالة فإن المسيرة التي تم إسقاطها "من بين أحدث الطائرات الأميركية بدون طيار وتضم مواصفات تكنولوجية عالية، منها نظام رادار متطور وكاميرات ومستشعرات عالية الدقة تستطيع مسح منطقة قطرها 360 درجة، وتبلغ قيمة الطائرة مع غرفة التحكم والصواريخ والأجهزة الأخرى 30 مليون دولار" .
وأمس الاثنين، أعلنت جماعة الحوثي في بيان "إسقاط طائرة أمريكية من طراز (لم ك 9) بصاروخ مناسب، في محافظة الحديدة، أثناء قيامها بمهام عدائية ضد اليمن لصالح إسرائيل".
وفي المقابل واصل الجيشان الأميركي والبريطاني قصف أهداف في اليمن حيث أعلنت الجماعة الموالية لايران الثلاثاء، استهداف غارة أميركية بريطانية مزرعة في محافظة الحديدة غربي البلاد. وذكرت وكالة أنباء "سبأ" التابعة للحوثيين نقلا عن مصدر أمني لم تسمه، قوله إن "العدوان الأميركي البريطاني استهدف بغارة مزرعة سردود في منطقة الكدن بمديرية الضحي في محافظة الحديدة" دون تفاصيل.
واستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر، عاقدين العزم على مواصلة عملياتهم حتى إنهاء الحرب على قطاع غزة.
ومنذ مطلع العام الجاري، يشن التحالف الذي تقوده واشنطن غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتها في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.
ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوترات منحى تصعيديا لافتا في يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت الحوثي أنها باتت تعتبر كافة السفن الأميركية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.