الحياة تعود إلى طبيعتها في المناطق المتضررة من زلزال الحوز
الرباط - تواصل السلطات المغربية اليوم السبت عمليات تأمين حاجيات المتضررين من زلزال الحوز مع ازدياد تدريجي ملحوظ في عودة الحياة والدراسة في المناطق المنكوبة، فيما أدى برنامج التدخل العاجل الذي أقرّه العاهل المغربي الملك محمد السادس ويحرص على تنفيذه، إلى تخفيف آثار المحنة، بينما أشادت العديد من الدول بسرعة استجابة المملكة للكارثة ونجاعة تدخلها على كلّ الجبهات.
وفي مدينة مراكش (شمال) قامت السلطات المغربية بتجهيز دور الطلبة التي استقبلت نحو 6000 تلميذ من البلدات والقرى المتضررة المجاورة، فيما عادت أغلبية الخدمات بأبرز المناطق السياحية في المدينة، مثل ساحة جامع الفنا الشهيرة والدروب المتفرعة عنها.
ولا يزال السياح والزوار يتوافدون إلى المدينة، حيث تشهد بعض شوارعها إصلاحات في البنية التحية قبيل انطلاق الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك وصندق النقد الدوليين لعام 2023 المرتقبة في مراكش من 9 إلى 15 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وفي مدينة تحناوت (على بعد 60 كلم من مراكش) تواصل السلطات عمليات تأمين الماء والمرافق الصحية لفائدة مخيمات المتضررين من الزلزال.
وتواصل الجمعيات عمليات إيصال المساعدات إلى بعض المناطق المتضررة وذلك بموازاة عمل السلطات.
وبلغت تبرعات المساهمين في الحساب البنكي المخصص للمتضررين من الزلزال نحو 9 مليارات درهم (900 مليون دولار)، حتى الجمعة.
وبعد الزلزال، أعلنت الحكومة فتح حساب خاص لدى الخزينة وبنك المغرب بهدف تلقي المساهمات التضامنية من المواطنين والهيئات الخاصة والعامة.
والجمعة أعلنت الحكومة المغربية عزمها صرف 2500 درهم (250 دولارا) شهريا لكل أسرة متضررة من الزلزال، ابتداء من أيلول/سبتمبر الجاري ولمدة سنة.
ومن المنتظر تقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة "140 ألف درهم (نحو 14 ألف دولار) لأصحاب المساكن التي انهارت كليا، و80 ألف درهم (نحو 8 آلاف دولار) لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا".
ويعتزم المغرب ترميم مسجد تينمل التاريخي الذي يبلغ عمره 9 قرون والواقع في أعالي جبال الأطلس الكبير بإقليم الحوز قرب مدينة مراكش، بسبب تضرره من الزلزال.
وقال وزير الثقافة والتواصل المهدي بنسعيد اليوم الجمعة "قمت بزيارة مسجد تينمل التاريخي والذي سيتم الشروع في إعداد الدراسات اللازمة لترميمه بداية من الاثنين المقبل".
وألحق الزلزال أضرارا بمبان ومساجد عمَّرت قبل قرون مثل مسجد تينمل وجزء من السور التاريخي لمدينة مراكش (وسط) وحي الملاح الذي كان يقطنه اليهود.
وبني مسجد تينمل عام 1148 ميلادي في حقبة الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي وظل صامدا 9 قرون.
ولفت الوزير إلى أنه أجرى "زيارات ميدانية من أجل إعادة ترميم المواقع التاريخية والأثرية المتضررة جراء الزلزال المؤلم تنفيذا للتعليمات الملكية".
وأضاف قمت بزيارة قصبة أيت بنحدو بإقليم ورزازات (جنوب شرق) والمصنفة تراث عالمي لليونسكو، قبل أن أزور قصبة تاوريرت من أجل إعادة ترميمها".
وبحسب الوزير، فقد قام بزيارة مراكش خاصة قصرا الباهية والبديع وقبور السعديين التي تعد أبرز المآثر التاريخية بالمدينة.
ووفق إحصاءات رسمية، وصل عدد المتضررين من الزلزال 2.8 مليون نسمة، ما يمثل ثلثي السكان في المناطق المنكوبة، بينما عدد القرى التي تضررت 2930، أما المساكن المنهارة فبلغ عددها 59 ألفا و675، منها 32 بالمئة تهدمت كليا.
وفي 8 أيلول/سبتمبر الجاري ضرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر عدة مدن مغربية كبرى مثل العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس ومراكش وأغادير وتارودانت مخلفا 2946 وفاة و6125 إصابة إضافة إلى دمار مادي كبير، وفقا لأحدث بيانات وزارة الداخلية.