الحيلة اللغوية وعلم التداولية

كتاب محمد كشّاش يتناول دراسة "التواصل اللغوي"، بكافة مستوياته ودواعيه ومقاماته.
الدراسة أغنت الموضوع وساهمت في إبراز أهميته في عصرنا الحاضر
التفاهم أصبح عصيّاً بين المخاطبين

بيروت ـ تفترض عملية الاتصال بين مرسِل ومستقبل المعرفة اللغويّة، فالتواصل يتطلب الوعي بعلوم البلاغة، التي تهدف إلى إبلاغ المتلقي المعنى، وتمكينه في نفسه كتمكينه في نفس المرسِل، بمعرضٍ حسن وصورة مقبولة، من خلال وسائط عدّة، انتظمتها علوم "البلاغة" وساعد في إيصالها علم "التداولية"، على اعتبار أنّه ينظر إلى الإنتاج اللغوي، بوصفه فعل كلاميّ مبني على مقصد معيّن يوجّه ببوصلة الموقف الاجتماعي، الذي يوضحه ويُفسّره.
ضمن هذا الهم المعرفي والأكاديمي ومواكبة لعصر التواصل والاتصال، يأتي اليوم كتاب "الحيلة اللغوية: بلاغة الاتصال بضبط المقال على وجه الاحتمال" لمؤلفه الدكتور محمد كشّاش الذي يتناول فيه دراسة "التواصل اللغوي"، بكافة مستوياته ودواعيه ومقاماته.
بناءً على ما تقدم واستجابةً لمستويات الدراسة اللغويّة، التي تعتبر اللغة ظاهرة، لها مستويات أو جوانب تناول المؤلف في دراسته: المستوى الصوتي، المستوى الصرفي، المستوى النحوي والمستوى الدلالي، كما استند في تحليله على المنهج النفسي في كافة مجالاته "المعرفي، الوجداني والنفسحركي" لضرورته في ربط إنتاج اللغة بالعمليات العقلية ومهارات المرسِل المتكلم، ودراسة الجانب الفردي للغة، وفي محاولةٍ لتبرير بعض الظواهر اللغويّة، وربطها بالسلوك الإنساني... يتم تناول عوامل أخرى في الدراسة أغنت الموضوع وساهمت في إبراز أهميته في عصرنا الحاضر الذي أصبح التفاهم فيه كما يرى المؤلف "عصيّاً بين المخاطبين".     
صدر الكتاب عن الدار العربي للعلوم ناشرون، وجاء في 240 صفحة.