الخناق الدولي يزداد ضيقا على حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري

هندوراس تنضم الى الجهود الدولية لمواجهة الجماعة اللبنانية بعد قرار بريطانيا تصنيف الحزب بجناحيه العسكري والسياسي تنظيما ارهابيا وبعد نية غواتيمالا اتخاذ نفس التدابير.

تيغوسيغالبا - بعد فترة وجيزة من ادراج وزارة الخزانة البريطانية حزب الله اللبناني بجناحيه السياسي والعسكري تحت قانون "تجميد أصول الإرهاب" قررت دول في اميركا الاتينية اتخاذ نفس الخطوة.
وفي هذا الاطار قال نائب وزير الأمن في هندوراس الاثنين إن حكومة بلاده أعلنت رسميا تصنيفها لجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران بأنها منظمة إرهابية.
وفي وقت سابق اعلن أليخاندرو غياماتي، رئيس غواتيمالا نيته تصنيف ميليشيا حزب الله منظمة إرهابية في موقف مؤيد للخطوات التي اتخذتها كل من واشنطن ولندن.
وتهدف الخطوة لتجفيف منابع تمويل الجماعة الشيعية وتضييق الخناق على انشطتها التي تصفها دول غربية تتقدمها الولايات المتحدة بأنها 'مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط'.
والسنة الماضية اعتقلت السلطات البرازيلية رجل اعمال لبناني يدعى احمد بركات صنفته الولايات المتحدة باعتباره ممولا رفيع المستوى لجماعة حزب الله اللبنانية بعدما طلبت باراغواي احتجازه بتهم سرقة هوية.
ولطالما عانت دول اميركا الاتينية من هجمات ارهابية نفذها الحزب اللبناني وهو ما دفع السلطات في الأرجنتين الى تجميد أصول جماعة حزب الله في البلاد في يوليو/تموز وصنفت الجماعة اللبنانية، فعليا منظمة إرهابية وذلك بعد تورطه في عدة هجمات ضد المصالح اليهودية.

وكانت الخزانة البريطانية اعلنت في بيانها انه "اعتبارا من الخميس 16 يناير (كانون الثاني) حزب الله بالكامل بجناحيه السياسي والعسكري تحت قانون تجميد أصول الجماعات الإرهابية". ويعاقب القانون بمدة قد تصل إلى السجن 10 سنوات في حال الانتماء إلى حزب الله أو في حال الترويج له.
ومنذ مارس/اذار 2019 تم حظر أي نشاط لحزب الله في بريطانيا بشكل يتجاوز القرار السابق بشأن نشاطات جناحه العسكري ويرجع ذلك إلى "محاولاته لزعزعة استقرار الوضع الهش في الشرق الأوسط".
وأكدت وزارة المال البريطانية في قرارها أنّ هذا الحزب اللبناني "نفى علنا وبنفسه التفرقة بين جناحيه العسكري والسياسي"، مضيفة أن "المجموعة بأكملها معنية بالإرهاب وتم حظرها كمنظمة إرهابية في المملكة المتحدة في مارس 2019".
وتابعت "هذا يشمل الجناح العسكري والمجلس الجهادي وجميع الوحدات التابعة له بما في ذلك منظمة الأمن الخارجي".

وذكرت أن التغيير تقرر بعد المراجعة السنوية لسجل تجميد الأصول، ليتماشى مع قرار عام 2019 الصادر عن وزير الداخلية بإدراج حزب الله على القائمة السوداء، مضيفة أن "المملكة المتحدة تظل ملتزمة استقرار لبنان والمنطقة ونحن نواصل العمل من كثب مع شركائنا اللبنانيين".
وكانت الحكومة البريطانية تدرج الجناح المسلح فقط لحزب الله تحت هذا التصنيف بموجب قواعدها، فيما يأتي ادراج الحزب بجناحيه السياسي والعسكري تناغما مع دفع أميركي لتضييق الخناق على وكلاء إيران في المنطقة وحزب الله واحد من أهم الأذرع الإيرانية.
وسنت بريطانيا تشريعا في فبراير/شباط 2019 يعتبر الجناح العسكري لحزب الله "منظمة إرهابية" ولا يشمل ذلك التصنيف جناحه السياسي.

كما ساندت دول في افريقيا الحملة الدولية ضد الحزب اللبناني المتورط في عمليات عنف وارهاب في عدد من الدول حيث جمدت جمهورية الكونغو الديمقراطية احتياطيا أصول رجل أعمال لبناني يملك مخبزا صناعيا ضخما في كينشاسا، تطبيقا لعقوبات وزارة الخازنة الأميركية التي تتّهمه بتمويل حزب الله.
وتأتي هذه الخطوات الدولية المتسارعة على وقع تحرك مكثف تقوده الولايات المتحدة لتجفيف منابع تمويل 'الإرهاب' وتحجيم ثقل ودور ميليشيات تعتبرها أذرعا لإيران في الشرق الأوسط.
وفرضت وزارة الخازنة الأميركية في 13 ديسمبر/كانون الأول عقوبات على اللبنانيَّين ناظم سعيد أحمد وصالح عاصي اللذين يملكان عددا من الشركات في الكونغو الديمقراطية واتّهمتهما بتمويل "أنشطة مجموعة حزب الله الإرهابية" بعشرات ملايين الدولارات.
وفي يوليو/تموز أعلنت واشنطن فرض عقوبات على سلمان رؤوف سلمان أحد قادة حزب الله اللبناني المشتبه في تنسيقه تفجير مقر جمعية يهودية أرجنتينية في بوينوس آيرس عام 1994 أسفر عن مقتل 85 شخصا وعرضت مبلغ سبعة ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تقود إليه.
وتتعقب واشنطن والعديد من حلفائها الأوروبيين شبكات واسعة ومعقدة يديرها حزب الله عبر العالم خاصة في أميركا اللاتينية تنشط في تبييض الأموال ومنها أموال تأتي من عائدات تجارة المخدرات.

الارجنتين صنفت حزب الله تنظيما ارهابيا لتورطه في هجمات ارهابية ضد المصالح اليهودية
الارجنتين صنفت حزب الله تنظيما ارهابيا لتورطه في هجمات ارهابية ضد المصالح اليهودية

والدفع نحو ادارج حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري على قائمة الإرهاب وقائمة تجفيف أصول الإرهاب من شأنه أن يزيد الخناق المالي على الجماعة الشيعية الموالية لإيران والتي بدأت بالفعل تواجه متاعب مالية بعد انحسار التمويلات الإيرانية بفعل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها طهران والناجمة عن حزمة عقوبات أميركية مشددة.
وبريطانيا ليست الدولة الأوروبية الوحيدة التي استجابت للدعوة الأميركية في ما يخص حزب الله، فقبل نهاية العام الماضي أقر البرلمان الألماني اقتراحا يحث فيه حكومة المستشارة أنغيلا ميركل على حظر جميع أنشطة الجماعة اللبنانية المدعومة على الأراضي الألمانية، مشيرا إلى ما وصفها بـ"أنشطته الإرهابية" خاصة في سوريا.
وأيد المحافظون من حزب ميركل الاقتراح إلى جانب الحزب الاجتماعي الديمقراطي المشارك في الائتلاف الحاكم وحزب الديمقراطيين الأحرار المعارض. والاقتراح غير ملزم لكنه سيزيد الضغوط على الحكومة لاتخاذ موقف.
ويدعو الاقتراح ألمانيا للتخلي عن سياساتها الراهنة التي تفرق بين الجناح السياسي والوحدات العسكرية لحزب الله التي قاتلت إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد.
وأشاد الاقتراح بجهود الحكومة في اتخاذ مواقف من أنصار حزب الله المشتبه في جمعهم المال لصالح الجماعة الشيعية في ألمانيا عن طريق منح الادعاء المزيد من سلطات التحقيق، لكنه قال إن هذه الإجراءات غير كافية.
وتحث الولايات المتحدة وإسرائيل الحكومة الألمانية على حظر أنشطة حزب الله بالكامل في رفض لمزاعم بأن جناحه العسكري وجناحه السياسي كيانان منفصلان.
ويأتي هذا الاقتراح بعد يومين من إعلان الخارجية الأميركية أن مجموعة تنسيق إنفاذ القانون المهتمة بمحاصرة أنشطة الجماعة اللبنانية عقدت اجتماعا هو الثامن في مقر وكالة تطبيق القانون الأوروبية ببروكسل الأسبوع الحالي.
وأكدت الخارجية الأميركية أن الادعاء والأجهزة المختصة في تطبيق القانون في دول من الشرق الأوسط وأميركا الجنوبية وأوروبا وإفريقيا وأميركا الشمالية ركزوا على ضرورة مواجهة الأجهزة المالية والتجارية التابعة للحزب.
وتعد الولايات المتحدة حزب الله حركة "إرهابية" منذ العام 1997. ومنذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرئاسة زادت العقوبات الأميركية على الجماعة اللبنانية ومسانديها على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم.