الداخلية السورية تنشر اعترافات داعشي خطط لاستهداف الأقليات

المتهم يعترف بمشاركته في البدء في التخطيط لاستهداف مقام السيدة زينب مُشيراً إلى أن الهدف من هذه العملية كان تأجيج الفوضى وإثارة الفتنة في المجتمع السوري.
داعش يخطط لاستهداف المسيحيين والعلويين والشيعة

دمشق - في ظل الأوضاع الأمنية المعقدة التي تشهدها سوريا منذ بداية الحرب، لا تزال التهديدات المتطرفة تشكل خطراً كبيراً على الاستقرار الداخلي للبلاد خاصة من قبل داعش.
في هذا السياق، تكشف الأحداث الأخيرة عن استمرارية نشاط تنظيم "داعش" في محاولة زعزعة الأمن العام، خاصة من خلال استهداف الرموز الدينية والشعبية في مناطق حساسة إذ نشرت وزارة الداخلية السورية مؤخراً مقطع فيديو يظهر اعترافات أحد المتهمين بالتورط في محاولة استهداف مقام السيدة زينب في ريف دمشق، وهو ما يعكس مجدداً محاولات التنظيم الإرهابي لإشعال فتيل الفتنة الطائفية واستغلال التوترات الداخلية في البلاد.
وفي مقطع الفيديو الذي نشرته وزارة الداخلية السورية، يظهر المتهم وهو يعترف بمشاركته في البدء في التخطيط لاستهداف مقام السيدة زينب، مُشيراً إلى أن الهدف من هذه العملية كان تأجيج الرأي العام وإثارة الفتنة في المجتمع السوري، إضافة إلى استفزاز الرأي العام الدولي.
كما تضمن الفيديو حديثاً عن خطط لتنفيذ عمليات استشهادية عبر عدة انتحاريين، حيث أكد المتهم على أن الهدف الأساسي كان استهداف الأقليات الدينية مثل المسيحيين، الشيعة، والعلويين، في خطوة لزعزعة الاستقرار الداخلي وإثارة المزيد من التوترات الطائفية.

ويعكس هذا الفيديو مدى خطورة استراتيجية تنظيم "داعش" في تنفيذ هجمات تهدف إلى تدمير النسيج الاجتماعي في سوريا. وقد أعلن حساب وزارة الداخلية السورية على "تلغرام" أن الاعترافات الكاملة للمتهم سيتم نشرها قريباً، مما يوفر مزيداً من الأدلة على تعقيد هذه المؤامرة.
وتكمن خطورة الوضع الراهن في تزايد استغلال التنظيمات المتطرفة مثل "داعش" للتوترات الطائفية في سوريا، وهي أداة هامة لتأجيج الصراعات بين الجماعات المختلفة. فبينما يعمل النظام السوري على تعزيز سلطته واستعادة نفوذه على المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة، تظل الخطط الإرهابية التي يستهدف فيها التنظيم المتطرف الطوائف الدينية بمثابة معوقات خطيرة أمام تحقيق التماسك الوطني في البلاد.
في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة السورية جهودها في محاربة الإرهاب واستعادة الأمن، تزداد المخاوف من أن هذه العمليات الاستفزازية قد تُحرف النقاش العام وتخلق انقسامات اجتماعية أكثر تعقيداً. ويدل ذلك على أن الأمن القومي السوري يتطلب استراتيجيات متعددة لا تقتصر على الحلول العسكرية فقط، بل تشمل أيضاً معالجة جذور التوترات الطائفية والنزاعات العميقة التي تزعزع التعايش بين أبناء الشعب السوري وهو امر دفع الرئيس احمد الشرع لتشكيل مجلس للأمن القومي.
وتعهد المسؤولون العراقيون وخاصة وزير الخارجية أسعد الشيباني خلال زيارته للعراق بالعمل على مكافحة تنظيم داعش وهي نفس التعهدات التي أقرتها الحكومة السورية للمجتمع الدولي بهدف الحصول على دعم اقتصادي.
ويذكر أن التعاون الاستخباراتي الدولي يمكن أن يشكل أحد العوامل المهمة في مواجهة هذه التهديدات. ففي وقت سابق، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً يفيد بأن الولايات المتحدة قد قدمت معلومات استخباراتية حيوية ساعدت في إحباط الهجوم المحتمل على مقام السيدة زينب. وهذا التعاون بين الحكومات يبرز أهمية التنسيق الدولي في مكافحة الإرهاب، إلا أن القلق لا يزال قائماً بشأن قدرة هذه الجهود على القضاء النهائي على التهديدات التي يواصل تنظيم "داعش" نشرها.
ويبقى التحدي الأكبر في سوريا هو الحد من قدرة التنظيمات الإرهابية على التأثير في التوازن الاجتماعي والسياسي داخل البلاد. ومع تزايد التوترات الطائفية ومحاولات "داعش" للاستفادة منها، يتعين على الحكومة السورية أن تواصل جهودها في مكافحة الإرهاب وتعزيز السلم الأهلي بين مختلف الطوائف. هذا يتطلب رؤية استراتيجية شاملة تجمع بين الأمن العسكري والتعاون الدولي، وكذلك معالجة الملفات الداخلية الحساسة التي قد تُستخدم كوقود لصراعات جديدة.