الدرمكي .. مسيرة مسرحي إماراتي من أزقة كلباء

المخرج الإماراتي فيصل الدرمكي قدم ما يزيد على عشرين عملا مسرحيا ما بين مسرح الطفل والمسرح المدرسي والمسرح الاحترافي.
أولى تجارب الدرمكي التمثيلية كانت مسرحية "تناقيش" في العام 1994 التي لم تر النور
التحق الدرمكي بالعديد من الورش التدريبية المسرحية سواء داخل الإمارات أو خارجها لأجل صقل موهبته وتأصيلها

قدم المخرج الإماراتي فيصل الدرمكي ما يزيد على عشرين عملا مسرحيا ما بين مسرح الطفل والمسرح المدرسي والمسرح الاحترافي، وشارك منذ انطلاقه عام 1996 في مجمل المهرجانات المسرحية داخل الإمارات وخارجها عربيا ودوليا، وهو عضو عامل في جمعية المسرحيين الإماراتيين وعضو مجلس إدارة جمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح وعضو مؤسس لمسرح بني ياس بأبوظبي، كما حصل على عدة جوائز محلية من بينها جائزة أفضل إخراج مسرحي من مهرجان أيام الشارقة المسرحية وجائزة أفضل عرض مسرحي للأطفال في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل. 
وجاء تكريمه شخصية المهرجان الثقافية في الدورة السابعة لمهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة تكريما لمسيرته ودفعا له ولجيله من المسرحيين الإماراتيين الشباب لمواصلة عطائهم للمسرح الإماراتي سواء في مسرح كلباء بالشارقة أو بني ياس بأبوظبي أو أي مكان على أرض الإمارات.
وفي إطار فعاليات المهرجان كان اللقاء المفتوح مع الدرمكي الذي بدأه بتحية من تعلّم منهم وتتلمذ على أيديهم من المخرجين الإماراتيين، وكان لهم أثر واضح في إثراء تجربته كعبدالله المناعي وحبيب غلوم وعبدالله صالح وصابر رجب ووليد الزغابي ورفيق مسيرته جمعة علي.

تجربة الدرمكي الإخراجية في أيام الشارقة المسرحية بكاملها انحصرت بين مسرحين مسرح  كلباء الشعبي ومسرح بني ياس.

وأكد على أن اختياره أن يكون مخرجا نابعا من طبيعته الشخصية العنيدة التي تقبل التحدي وتسعى إليه. وإن تكريمه يشكل مسؤولية كبيرة "التكريم كان فرحا وخوفا، فرح بالتقدير والاحترام لمسيرة فنية وخوف مما سيكون عليه عملي القادم. لقد كنت قررت الحصول على إجازة لمواصلة دراستي الأكاديمية لنيل درجة الدكتوراه ولكن بعد هذا التكريم سوف أبحث عن عمل مسرحي لأبدأ العمل عليه.
من أزقة مدينة كلباء التابعة لإمارة الشارقة وتحديدا منطقة المصلى رأى الدرمكي النور في بيت يفصله عن مسرح كلباء الشعبي المكشوف سور متواضع ومتهالك، هذا السور الذي كان مقعده منذ المراحل الأولى لدخوله المدرسة عرف الطريق لمتابعة التمارين (البروفات المسرحية) التي تجريها فرقة مسرح كلباء الشعبي على إحدى مسرحياتها لا كممثل ولا مخرج أو فني بل كمتفرج، يبدأ مع الفريق ولا ينزل من حافة السور حتى تنتهي حصة التمارين المسرحية بالكامل، مستمتعا بأجواء المسرح وتفاصيله وكيفية إدارة الفريق على خشبة المسرح. ذلك كان الدرس الأول الذي تلقاه الدرمكي وقاده إلى النزول من السور والمشاركة لينتهي به الحال إلى أن يؤدي أول أدواره المسرحية.
وعلى الرغم من أن أولى تجارب الدرمكي التمثيلية وهي مسرحية "تناقيش" في العام 1994 من إخراج الفنان علي خدوم لم تر النور وتوقف قبل عرضه على الجمهور، إلا أنه استفاد من التجربة بالتعرف على تفاصيل المسرح عن قرب بما فيها الإخراج المسرحي، ولأن الجرأة أول درجة في سلم تحقيق الحلم قرر بالاشتراك مع رفيق دربه الفنان جمعة علي خوض تجربة الإخراج لأول مرة، وكانت البداية بمسرحية من مشاهد قصيرة أقرب إلى اسكيتشات، مسرحية عرضت أيام العيد ونالت استحسان الجمهور، مما أهّل الدرمكي لتكرار التجربة في العيد الذي تلاه ثم بعدها العديد من المسرحيات المخصصة للعيد والتي حملت توقيع ابن كلباء فيصل الدرمكي.
ولأجل صقل موهبته وتأصيلها التحق الدرمكي بالعديد من الورش التدريبية المسرحية سواء داخل الإمارات أو خارجها لكبار المسرحيين الإماراتيين والعرب أمثال ريتا عون وجواد الأسدي وحبيب غلوم ووليد الزغابي وغيرهم. 

عضو عامل في جمعية المسرحيين الإماراتيين
حصل على عدة جوائز 

عمل الدرمكي مع المخرج الإماراتي الرائد عبدالله المناعي مسرحيتين كان لهما أثرهما البالغ في تكوين شخصيته المسرحية، إذ كان عمله معه بمثابة نقاش مسرحي مفتوح، فقد أوكل المناعي له مهمة مساعد مخرج في مسرحيته "جياد" والتي تعتبر نقطة تحول في مسيرة الدرمكي المسرحية. وأيضا عمل كمساعد مخرج مع علاء النعيمي في مسرحية "موسيقى صفراء" ومسرحيتي "بهلول" و"سيد القبو" مع حبيب غلوم، ومسرحية "الحب المستحيل" مع المخرج اللبناني عصام أبو خالد، كما شارك كممثل في مسرحية "قشور القلب" مع المخرج عمر غباش.
وقدم الدرمكي أول تجربة إخراجية له مسرحية "الظمأ" التي كتبها مع الفنان عارف سلطان وعرضت في مهرجان أيام الشارقة المسرحية، وحظي بإشادة كبيرة من النقاد والفنانين، ويرى أن أيام الشارقة المسرحية كانت بالنسبة إليه ورش مسرحية ودروس في فن المسرح "كيف لا وأنت تشاهد مسرحيات من العيار الثقيل لمخرجين احترفوا المسرح مثل ناجي الحاي وحسن رجب وأحمد الأنصاري وحبيب غلوم وعبد الله صالح ومحمد العامري ومحمد سعيد وعمر غباش وعلي جمال.
وتجربة الدرمكي الإخراجية في أيام الشارقة المسرحية بكاملها انحصرت بين مسرحين مسرح  كلباء الشعبي ومسرح بني ياس. قدم الدرمكي خلال أيام الشارقة المسرحية ومع جمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح العديد من الأعمال منها إخراجه لمسرحية "ثواني الرحيل" من تأليف جمعة علي، ومسرحية "أصايل" من تأليف إسماعيل عبدالله، ومسرحية "حرب السوس" من تأليف حميد فارس. 
أما مسرح بني ياس فقدم "المريحانة" من تأليفه وإخراجه، و"فقط" من تأليف الكاتب عبدالله مسعود. وقد شكل مع رفاق دربه في مسرح كلباء الشعبي جمعة علي وعارف سلطان وعبدالرحمن الملا رباعيا متألقا وقدموا معا أهم العروض المسرحية التي أنتجها مسرح كلباء وكان لهم حضورهم الثري في أيام الشارقة المسرحية.  
وقد شهد اللقاء شهادات من الفنانين والمخرجين الذين عملوا مع الدرمكي مثل جمعة علي الذي قال عنه "الدرمكي أخي الذي لم تلده أمي"، وأحمد ناصر الزعابي وحبيب غلوم وحسن رجب وحميد سمبيج وعبدالله صالح وعدنان سلوم وعلاء النعيمي ومرعي الحليان والأكاديمي د. محمد يوسف.