الدعم السريع تعزز مكاسبها الميدانية بالسيطرة على مدينة السوكي

فرار أكثر من 55 ألف شخص من سنجة مع امتداد النزاع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني إلى المدينة.

الخرطوم- واصلت قوات الدعم السريع تقدمها العسكري في ولاية سنّار جنوب شرق السودان حيث فرضت سيطرتها على مدينة السوكي التي تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل الأزرق، ما يشكّل مكسبا ميدانيا جديدا ينضاف إلى العديد من المكاسب التي حققتها بعد إلحاقها هزائم واسعة بالجيش السوداني.

وأفادت لجان مقاومة سنّار الثلاثاء أن "قوات الدعم السريع تجتاح مدينة السوكي التي تبعد 37 كيلومترا جنوب سنّار على الضفة الشرقية للنيل الأزرق".

وعززت الدعم السريع خلال الفترة الأخيرة مكاسبها الميدانية بالسيطرة على العديد من المناطق، فيما ألحقت قواتها خسائر فادحة بالجيش السوداني.

وقالت قوات الدعم السريع على منصة "إكس" إن "أبطال أم درمان يهنئون أبطال سنجة بانتصارهم على ميليشيا البرهان وتحريرهم للفرقة 17 مشاة من الإرهابيين".

وفي أواخر يونيو/حزيران سيطرت قوات الدعم السريع على منطقة جبل موية بولاية سنّار، فيما نزحت مئات الأسر السودانية باتجاه مدينة سنجة عاصمة الولاية قبل أن تصبح واحدة من جبهات القتال خلال الأيام الماضية.

وفي هذا الصدد أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا) في أحدث نشراته عن السودان "فر أكثر من 55400 شخص من مدينة سنجة مع امتداد النزاع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع إلى المدينة".

وأضاف المكتب الأممي أن اللاجئين قصدوا ولايات القضارف والنيل الأزرق والنيل الأبيض وكسلا، وأشار إلى "تقارر أفادت بأن مسلحن قاموا بالنهب والسطو على المنازل والمتاجر واحتلال المباني الحكومية".

وعلى صعيد العاصمة فقد تجددت المعارك في مدينة أم درمان غرب الخرطوم، وأفاد شهود عيان عن "سماع اصوات اشتباكات باسلحة رشاشة وقصف مدني"

وأفاد الجيش في بيان مقتضب عبر حسابه على منصة فيسبوك اليوم الثلاثاء بأن قواته "طهّرت اليوم منطقة الدوحة وما حولها في أم درمان واستلمت ودمرت عددا من المركبات القتالية لمليشيا آل دقلو الإرهابية وهلاك عدد منهم".

ويشهد السودان منذ 15 نيسان/أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، أدت إلى أزمة إنسانية كبرى.

وأبدى حميدتي مرارا التزامه بالانخراط في أي مفاوضات تهدف إلى إرساء سلام عادل وشامل، في حين تسبب البرهان بتعنته وإصراره على التصعيد والاستمرار في القتال في نسف العديد من المبادرات التي كانت تهدف إلى وقف الحرب، متجاهلا تفاقم خسائر قواته وتعمّق عزلته الدولية.

وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى، لكن لم تتّضخ بعد الحصيلة الفعلية للنزاع في حين تفيد تقديرات بأنها تصل إلى 150 ألفا وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.

ونزح نحو عشرة ملايين شخص داخل البلاد وخارجه منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. ودمرت المعارك إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.

وتتوقع الأمم المتحدة أن يصل عدد النازحين إلى خارج البلاد قد يصل مع نهاية العام الجاري إلى 3,3 ملايين شخص.

وبحسب بيان لمفوضية اللاجئين الأممية اليوم الثلاثاء فقد انضمت كل من ليبيا وأوغندا إلى قائمة البلدان المستضيفة للنازحين من السودان بسبب الحرب إلى جانب إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.