الدفاع المدني يكافح لإنقاذ الأهالي من الفيضانات شمال لبنان

السيول تقفل طرقات رئيسية وفرعية في العاصمة بيروت وعلى مداخلها والمناطق المحيطة بها، بينما خلف فيضان مجرى النهر الكبير أضراراً كبيرة في الأراضي الزراعية.

بيروت – أدت العاصفة المطرية الشديدة التي يشهدها لبنان، إلى غرق العديد من الشوارع والأحياء السكنية ومخيمات اللاجئين السوريين خصوصا شمال البلاد، بالسيول التي تشكلت نتيجة فيضانات لمجاري الأنهار وقنوات تصريف المياه التي ما عادت تستوعب كمية المتساقطات الغزيرة التي انهمرت في فترات زمنية قصيرة ومتلاحقة.

وما تزال عملية إنقاذ الأهالي من فيضان النهر الكبير في عدة قرى من قضاء عكار بشمال لبنان متواصلة من قبل الجيش والدفاع المدني والبلديات، إثر فيضان النهر الكبير الواقع عند الحدود اللبنانية السورية والفاصل بين البلدين ومحاصرة السكان في منازلهم.

وخلف فيضان مجرى النهر الكبير أضراراً كبيرة في الأراضي الزراعية، واقتحمت السيول أراضي وممتلكات المزارعين ومنازلهم في خراج البلدات اللبنانية الواقعة على ضفة النهر، ومنها حكر الضاهري والسماقية والعريضة والمسعودية.

وأفادت غرفة "التحكم المروري" التابعة لقوى الأمن الداخلي اللبناني عن "تجمّع للمياه على مستديرة العبدة والطريق البحرية المقابلة إليها والعمل جار على المعالجة من قبل عناصر الدفاع المدني".

بدوره تحدث الدفاع المدني عن إنقاذ العناصر ثمانية أطفال ومواطنة مسنة من داخل احد المنازل في بلدة العبدة، كذلك نفذ عمليات انقاذ للبنانيين محاصرين نتيجة السيول، في منطقة وادي خالد شمال لبنان القريبة من الحدود السورية.

وقال رئيس بلدية  السماقية السابق بلال شمعة إنه منذ اللحظة الأولى للفيضانات التي سببها نهرا الكبير والاسطوان، والجهود منصبة على إنقاذ الأهالي مشيرا إلى التمكن، بمساعدة مغاوير البحر والدفاع المدني والصليب الأحمر من تأمين المساعدات للأهالي والعمل على إجلائهم من المنازل، وكذلك خيم النازحين السوريين، لافتا إلى تأمين قاعات المساجد ومنازل لإيوائهم .
وكشف شمعة عن “أضرار بالغة بمحتويات المنازل والمواسم الزراعية التي منيت بخسائر فادحة”.

ويشهد لبنان ومعه منطقة الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، منخفضا جويا مصحوبا بأمطار فيضانية منذ مطلع الأسبوع، بلغ ذروته يوم الجمعة والسبت.

وتسببت العاصفة التي لا زالت تطال العديد من المناطق اللبنانية بوقوع خسائر فادحة، لاسيّما في شمال لبنان حيث لا زال عناصر الدفاع المدني ينفذون عمليات إنقاذ المواطنين بسبب ارتفاع منسوب المياه واجتياحها الطرقات والمنازل والمحال التجارية في مناطق العبدة والكنيسة في محافظة عكّار، بحسب بيان صادر عن الدفاع المدني.

واجتاحت مياه الأمطار ثلاث مخيمات للاجئين السوريين في منطقة سهل عكار، حيث فاضت خيم اللاجئين بالمياه بارتفاع نحو نصف متر، ما جعلها غير صالحة للسكن وأتلف مقتنيات سكانها وامتعتهم، ودفعهم للبحث عن مأوى يبيتون فيه، فيما لم يجد الكثير منهم أماكن يلجؤون إليها، في ظل انعدام جهود الإغاثة والدعم.

ويصف شهود عيان كمية الأمطار التي تساقطت على المنطقة الزراعية  ليل الجمعة والسبت بأنها لم تكن طبيعية أبدا والناس استيقظوا صباحاً ليجدوا أنفسهم غارقين بالمياه.

ونتيجة لذلك غرقت عشرات الخيم للاجئين، ومنازل لسكان لبنانيين في المنطقة، فضلاً عن عشرات الخيم الزراعية، حيث الأضرار المادية وخسائر الناس كبيرة جداً. وعلى الرغم من تواصل اللاجئين مع هيئات إغاثية على الخطوط الساخنة المخصصة لهم، لكن لم يستجب أحد حتى الآن.

وأفاد الدفاع المدني اللبناني عن إنقاذه عدداً من اللاجئين السوريين من داخل الخيم التي اجتاحتها السيول في منطقة القليعات في عكار.

وحوّلت غزارة المتساقطات الطرقات والأوتوسترادات الساحلية الشمالية إلى أنهار وبحيرات جرّاء تدفّق السيول الجارفة إليها ممزوجة بالأتربة والوحول والحجارة ولا سيّما عند أوتوستراد المنية وفي مدينة طرابلس والميناء والقلمون امتداداً إلى شكا والبترون، حيث حاصرت السيول بعض السيّارات التي عملت الفرق المختصة على سحبها.

وسجل في مدينة طرابلس فجر السبت، انهيار سقف منزل في منطقة ساحة الدفتردار على قاطنيه، ما ادى الى سقوط جريحة جرى نقلها إلى مستشفى طرابلس الحكومي للعلاج نتيجة تعرضها لكسر في ظهرها وفي يدها ووصفت حالتها لاحقاً بالمستقرة.

كذلك أقفلت السيول طرقات رئيسية وفرعية في العاصمة اللبنانية بيروت وعلى مداخلها والمناطق المحيطة بها، وعملت عناصر الدفاع المدني، على سحب سيارة وفان ركاب وإنقاذ مواطنين احتجزوا بداخلهم بسبب تبرك المياه جراء غزارة المتساقطات وقاموا بمساعدتهم على متابعة سيرهم بأمان في نفق خلده-عاليه.

ومن المتوقع أن يستمر المنخفض الجوي الذي يضرب لبنان حتى صباح يوم الاثنين، حيث ينحسر بصورة تامة بحسب الأرصاد الجوية.