الدفوف والمرايا في شعر حمد الدوخي

ديوان الدوخي يضم عشرين قصيدةً اتخذت أكثر من شكلٍ وموضوع، تُراوِح ما بين الوجداني والصوفيّ والفلسفي التاريخي والوطني، وغيرها.
الشاعر يرغب في أن يحشر العالم الواسع في لغةٍ ضيّقة، ويسعى إلى أن يضغط الزمن في ثانية
الشاعر يتمنّى أن يلمس بروحه هذا الرحيق العجيب الذي يُدعى الحياة

رام الله ـ صدر عن دارة الاستقلال للثقافة والنشر (جامعة الاستقلال)، مؤخراً، مجموعة "مختارات عن الدّفوف والمرايا" للشاعر العراقي حمد محمود الدوخي، ويضم عشرين قصيدةً اتخذت أكثر من شكلٍ وموضوع، تُراوِح ما بين الوجداني والصوفيّ والفلسفي التاريخي والوطني، وغيرها، فكان من بينها: "وصايا بابلية لتمّوز"، و"وداعية أخرى لأعشى بني ميمون"، و"آخر الرباعيّات لأبي"، و"صهيل: إلى عمرو بن كلثوم"، و"لوحتان إلى وطنٍ يتلفت"، إضافةً إلى قصائد عِدَّة جمعها عنوان "ملحق شعريّ"، وأخرى انضوت تحت عنوان "أشياءُ عليّ بيضاء"، لتكون القصيدة الأخيرة "قصيدتها".
والشاعر حمد محمود الدوخي، من مواليد نينوى بالعراق عام 1974، ويحمل درجة الدكتوراه عن أطروحته "فلسطين في الأدب الحديث"، ويعمل أستاذاً في الأدب العربي الحديث وفي الدراسات النقدية الحديثة في جامعة تكريت، وهو شاعرٌ وناقدٌ وناشطٌ إعلامي، وعضو في اتحاد الأدباء والكُتّاب في العراق.
وكان قد صدر للشاعر الدوخي من قبل، مجموعات شعريّة عدّة، بينها: "عذابات" (2002)، و"مفاتيح لأبواب مرسومة" (2007)، و"الأسماء كلها" (2009). وفي النقد له "المونتاج الشعري" (2009)، و"جماليات الشعر والمسرح والسينما في القصة العراقية القصيرة"، وغيرها.
ومما جاء فيما سطّره الشاعر المتوكل طه، المشرف العام لدارة الاستقلال للثقافة والنشر، على الغلاف الخارجي للكتاب: يتقدّم الشاعر بقصيدته ليغزو العالم أو ليفهمه أو ليرفضه أو ليفسّره أو ليصرخ في وجهه. يرغب الشاعر في أن يحشر العالم الواسع في لغةٍ ضيّقة، ويسعى إلى أن يضغط الزمن في ثانية، ويتمنّى أن يلمس بروحه هذا الرحيق العجيب الذي يُدعى الحياة، بلغةٍ بشريةٍ ليس إلّا، وأنّى للشاعر أو للشعر أن يقبل بالبؤس والفقر والعجز.
وأكّد: الشعر فوق الزمن إذا تأمّل.. الشعر فوق التاريخ إذا رأى.. نحن نجد أنفسنا دائماً في الشِعر القادر على حثّ فضولنا، واستثارة كوامننا، واكتشاف طاقاتنا الراقدة.
ومن أجواء مجموعة "مختارات عن الدّفوف والمرايا"، وتحديداً في قصيدة "وداعية أخرى لأعشى بني ميمون":
"كل الجهات طريقٌ
يؤدّي إلى نفس مسافة هذا المكان
وهذا المكانُ
مُعَدٌّ لموتي
مؤثثةٌ جدرانُهُ
للبقاء
ليسكنَ فيه بقائي الطويلُ"


ومن قصيدة "أشياء عليّ بيضاء":
"طفلٌ صعبْ
هذا الطفل الشاعر
والراياتُ البيضُ ستُحْمَلُ في كَفّيه
وينادي كلّ شعوب العالم باسم الله:
تعالي، يا كلّ شعوب العالم
غنّي للأم تريزا، ولـ"بيجوفتش"
غنّي للجبل الكرديّ، وللهور الأسمر، للفلاحة في بلدتنا
غنّي، واجتمعي، يا كلّ شعوب العالم
غنّي حتى نصبحَ شعبْ"