الدوحة تعمّق أزمتها بتحفظها على مضامين قمم مكة

بإعلان الدوحة التحفظ على بياني القمتين العربية والخليجية في مكة تكون قطر قد قفزت بعيدا عن جهود تهدئة التوتر وحلحلة أزمتها وأسست مجددا للتباعد مع محيطها العربي وعمقها الخليجي.

البحرين تنتقد تحفظ الدوحة عن بياني القمتين العربية والخليجية في مكة
المنامة: مشاركة قطر في قمم مكة كانت ضعيفة لا تتناسب مع خطورة الظرف
قطر تتراجع عن مواقفها في قمم مكة دعما لإيران
المنامة تعتبر أن الدوحة غير راغبة في الحل باصطفافها ضد أشقائها
البحرين: قطر تستنجد بالوسطاء لإنقاذها من أزمتها
لا مصلحة خليجية في إطالة أزمة قطر
قطر تطيل أزمتها باصطفافها ضد أشقائها

المنامة - تراجعت قطر التي سبق وأن أعلنت أن مشاركتها في قمم مكة تستهدف دعم الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال تعزيز التضامن العربي والخليجي، عن موقفها اليوم الأحد معلنة تحفظها على بياني القميتين الخليجية والعربية.

ويعني التحفظ القطري الذي بررته الدوحة بما اعتبرته إهمالا للقضايا العربية مثل قضية فلسطين والملف اليمني، تناغما صريحا مع المواقف الإيرانية العدائية.

ويتناغم التحفظ القطري مع الإدانة الإيرانية لقمم مكة ولجوء طهران للتصعيد في الوقت الذي أكدت فيه المجتمعون في قمم مكة على ضرورة ضمان أمن واستقرار المنطقة وكبح الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وبتراجعها عن مواقفها السابقة لقمم مكة وخلالها أيضا تكون الدوحة قد قفزت بعيدا عن جهود تهدئة التوتر وحلحلة أزمتها وأسست مجددا للتباعد مع محيطها العربي وعمقها الخليجي.

وقالت البحرين اليوم الأحد، إن تحفظ قطر على بيان القمة الخليجية بمكة "يعكس مدى تراجع هدف تعزيز العلاقات بين دول المجلس في أولوياتها".

وجاء ذلك في بيان لوزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، ردا على إعلان قطر اعتراضها رسميا على بياني القمتين العربية والخليجية الطارئتين في مكة‎.

وقال آل خليفة، إن "تحفظ قطر على بيان قمة قادة دول مجلس التعاون يعكس مدى تراجع هدف تعزيز العلاقات بين دول المجلس في أولويات قطر".

واعتبر أن مشاركة قطر في قمم مكة المكرمة "كانت ضعيفة ولا تتناسب مع أهمية هذه القمم وخطورة الظرف"، مضيفا إن "عدم تجاوب قطر مع المطالب التي تقدمت بها دولنا أدى إلى استمرار أزمتها وإطالة أمدها، فنحن لا مصلحة لنا في إطالة أزمة قطر".

وأبدى استغرابه من تحفظ قطر على البيان الصادر عن قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي أكد على المبادئ التي تضمنتها اتفاقية الدفاع المشترك من أن أمن دول المجلس وحدة لا تتجزأ.

وأكد الشيخ آل خليفة أيضا على قوة وتماسك مجلس التعاون ووحدة الصف بين أعضائه، لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة وهو ما يعكس مدى تراجع هدف تعزيز العلاقات بين دول مجلس التعاون في أولويات سياسة قطر، ويؤكد بأن ارتباطها بأشقائها أصبح ضعيفا جدا في الوقت الذي أصبحت فيه مديونة وتستنجد بالوسطاء لإنقاذها من أزمتها.

وأوضح أن عدم تجاوب قطر مع المطالب العادلة التي تقدمت بها دول المقاطعة أدى إلى استمرار أزمتها وإطالة أمدها. وقال "نحن لا مصلحة لنا في إطالة أزمة قطر، لكنها ليست راغبة في الحل بعد أن وضعت نفسها في الخط المخالف لأشقائها وهو أمر لا يصب مطلقا في مصلحة الشعب القطري الشقيق الذي سيظل جزء لا يتجزأ من المجتمع الخليجي الذي تربط دوله وشعوبه وحدة الأهداف والمصير المشترك".

وفي وقت سابق الأحد، أعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، تحفظ بلاده على بياني القمتين الخليجية والعربية "لأن بعض بنودهما تتعارض مع السياسة الخارجية للدوحة".

وقال آل ثاني، في تصريحات نقلتها صفحة "التلفزيون العربي" عبر تويتر "كنا نتمنى من قمم مكة أن تضع أسس الحوار لخفض التوتر مع إيران"، مشيرا إلى أن "بيان القمتين الخليجية والعربية كانا جاهزين مسبقا ولم يتم التشاور حولهما".

وتابع "قمتا مكة تجاهلتا القضايا المهمة في المنطقة كقضية فلسطين والحرب في ليبيا واليمن"، في تصريح يستهدف على ما يبدو تغذية التوترات في المنطقة بدلا من الجنوح للتهدئة.

وشاركت قطر في قمم مكة الثلاث (العربية والخليجية والإسلامية) الخميس والجمعة بوفد رفيع برئاسة رئيس الوزراء عبدالله بن ناصر آل ثاني.

وهذه الزيارة الأولى لمسؤول قطري رفيع إلى السعودية منذ اندلاع الأزمة الخليجية في يونيو/حزيران 2017 وقطع العلاقات مع قطر.

وأدانت القمتان العربية والخليجية الطارئتين "التدخلات الإيرانية" في المنطقة، حيث زاحم الملف الإيراني الشواغل العربية، عقب تصاعد التوتر في منطقة الخليج العربي على خلفية عقوبات واشنطن على طهران واتهامات للأخيرة بمحاولة زعزعة أمن المنطقة.

وأكد بيان القمة العربية الذي اعترض عليه العراق "تضامن وتكاتف الدول العربية بوجه التدخلات الإيرانية وإدانة العمليات الحوثية ضد السعودية".

وأعلن البنتاغون مؤخرا إرسال حاملة الطائرات أبراهام لنكولن وقاذفات بي 52 إلى الشرق الأوسط لوجود معلومات استخباراتية حول استعدادات محتملة من قبل إيران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأميركية.