الدوحة تلقي بثقلها في دعم أنقرة لتخفيف الضغوط على اردوغان

قطر توقع اتفاقية جديدة مع تركيا تتيح حصول أنقرة على إمدادات أرخص ثمنا من المنتجات النفطية المكررة والغاز الطبيعي في محاولة لانتشال حليفها الرئيس التركي من ورطة متعاظمة على خلفية الانهيار القياسي لليرة والتوتر الدبلوماسي مع الولايات المتحدة.

الدوحة تجازف بعلاقاتها مع واشنطن بدعمها لاردوغان
قطر تخشى خسارة حليف آخر فيما تواجه عزلة إقليمية ودولية
الدوحة وأنقرة تشتركان في احتضان القيادات الاخوانية الفارة من العدالة

اسطنبول - ألقت قطر بثقلها اقتصاديا وماليا في الأزمة التركية في محاولة لتخفيف الضغوط على حليفها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وانتشاله من ورطة آخذة في التعقيد على خلفية الانهيار القياسي لقيمة الليرة والتوتر الدبلوماسي مع الولايات المتحدة على خلفية قضية القس الأميركي المحتجز في تركيا بتهم تتعلق بالإرهاب.

وبعد إعلان قطر في الفترة الأخيرة على هامش زيارة أميرها الشيخ تميم بن حمد لأنقرة، عزمها ضخ نحو 15 مليار دولار كاستثمارات في تركيا وعقد اتفاقيات تجارية بين البلدين، قالت وزارة التجارة التركية في بيان اليوم الاثنين إن أنقرة ستوقع اتفاقا اقتصاديا مع قطر لتأمين إمدادات أرخص ثمنا من المنتجات النفطية المكررة والغاز الطبيعي.

وقالت الوزارة إن الاتفاق يهدف إلى تحرير شامل للتجارة في السلع والخدمات بين البلدين ويشمل قطاع الاتصالات والخدمات المالية.

وتريد الدوحة من خلال دعم حليفها وان جاء دعمها متأخرا نسبيا، الحفاظ على مستوى جيّد من العلاقات حتى لا تخسر حليفا آخر فيما تواجه عزلة دولية واقليمية.

وثمة قراءات تشير إلى أن الدعم القطري لتركيا يأتي على ما يبدو ردا لجميل أنقرة التي سارعت لدعم قطر بعد قرار كل من السعودية والامارات والبحرين ومصر قطعت علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية مع الدوحة لتورطها في دعم وتمويل الإرهاب.

والاتفاق الاقتصادي الأخير المتعلق بتأمين الدوحة إمدادات أرخص ثمنا من المنتجات النفطية المكررة والغاز الطبيعي لتركيا هو الأحدث في سلسلة اتفاقيات وقعتها البلدان في الشهر الماضي.

وكانت قطر وتركيا قد وقعتا في أغسطس/اب اتفاقا بقيمة 3 مليارات دولار للتبادل بالليرة والريال بهدف تسهيل التجارة بين البلدين بعد أن شهدت الليرة التركية تدهورا على خلفية الأزمة مع واشنطن.

وقال البنك المركزي التركي حينها إن الاتفاق وقع في الدوحة قبل إغلاق الأسواق وبدء إجازة عيد الأضحى.

وأضاف المركزي التركي أن الهدف من الاتفاق وقيمته القصوى ثلاثة مليارات دولار هو "تسهيل التجارة الثنائية بعملتي البلدين ودعم استقرارهما المالي".

ويرى محللون أيضا أن الدوحة وأنقرة تشتركان في دعم وتمويل جماعات متطرفة من ضمنها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين لذلك فإن التضامن بينهما يفسر بمحاولة حماية حاضنة الفكر المتشدد وتوظيف تلك الجماعات في خدمة أجندة كل منهما.     

وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن أنقرة شعرت بالإحباط بسبب تأخر الدعم القطري لها في أزمتها المزدوجة: أي انهيار قيمة الليرة التركية والضغوط الأميركية التي فاقمت من أزمة الليرة.

وبهذه الاتفاقيات الرامية لتخفيف الضغوط على اردوغان تكون قطر قد غامرت بعلاقاتها مع الولايات المتحدة التي سبق وحذرت الدوحة ضمنا من الاستمرار في دعم تركيا.

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون قد أعلن في وقت سابق الشهر الماضي أن الأموال التي تعهدت بها قطر لن تساعد الاقتصاد التركي الذي يعاني الهبوط الحاد في سعر العملة، موجها إلى الدوحة ما يشبه التحذير المبطن.

وتحسنت العلاقات السياسية والاقتصادية بين تركيا وقطر، الحليفة الوثيقة للولايات المتحدة. ودعمت أنقرة قطر منذ اندلاع الأزمة مع جاراتها الخليجيات في 2017.

وصادق أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الشهر الماضي على حزمة مشروعات اقتصادية بما في ذلك تعهد بتقديم دعم لتركيا بقيمة 15 مليار دولار لمنح دفعة لليرة التي فقدت نحو 40 بالمئة من قيمتها هذا العام.

ويبدي مسؤولون أميركيون ارتيابا تجاه السياسة الخارجية للدوحة وان كانت الولايات المتحدة قادرة على ضبط سلوك قطر التي تستضيف أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط ووقعت في الشهور الأخيرة صفقات تسليح بمليارات الدولارات مع القطريين.

وتواجه قطر ضغوطا كذلك على خلفية تورطها في دعم وتمويل الإرهاب وعزلة آخذة في الاتساع منذ قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر في يونيو/حزيران 2017 قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية معها.