الدول الغنية تبدد الطموح النبيل لكوفاكس في التصدي للوباء

البرنامج العالمي الذي يهدف إلى توزيع عادل للقاحات كوفيد-19 يخفق في تلبية احتياجات الدول الفقيرة بسبب تجاهل الدول لمسؤولياتها ووعودها بالتضامن.
الإصلاح الشامل للبرنامج يهدف إلى الحد من المخاطر الاقتصادية لكوفاكس
نسبة تطعيم السكان في بعض الدول الفقيرة بلغت أقل من واحد بالمئة

بروكسل - أظهرت وثائق اطلعت عليها رويترز أن برنامجا تشارك في إدارته منظمة الصحة العالمية ويهدف إلى التوزيع العادل للقاحات كوفيد-19 سيعيد النظر في خططه بعدما خذلته الدول الغنية وأخفق في تلبية احتياجات الدول الأكثر فقرا.
ولا يزال برنامج كوفاكس بعيدا عن تحقيق هدفه بتقديم ملياري جرعة بحلول نهاية العام لكنه يتوقع زيادة كبيرة في الإمدادات مع بداية 2022 ويريد التأكد، من أن هذه الجرعات على الأقل، ستصل إلى الدول الأشد احتياجا.
وتبددت الطموحات النبيلة الأولية لبرنامج كوفاكس بالعمل كمركز لتبادل اللقاحات في العالم من خلال جمع الجرعات من الشركات المصنعة في الدول الأكثر تقدما وتوزيعها سريعا على الأكثر احتياجا.
وحتى الآن وزع البرنامج أكثر من 90 مليون لقاح في حين أن البلدان ذات الدخل المنخفض والكثافة السكانية العالية تعمل كحاضنات لسلالات جديدة وأشد خطورة من فيروس كورونا.

آثرت الدول الغنية استخدام إمكانياتها المالية في شراء لقاحات لها من الشركات المصنعة مباشرة

وبلغت نسبة تطعيم السكان في بعض الدول الفقيرة أقل من واحد بالمئة وفقا لتقديرات التحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي) الذي يدير البرنامج مع منظمة الصحة العالمية.
وطبقا لورقة أعدها تحالف جافي فإن الإصلاح الشامل للبرنامج يهدف إلى الحد من المخاطر الاقتصادية لكوفاكس وزيادة التركيز على الدول الأشد احتياجا وتقليل مشاركة البلدان الغنية كمانحين ومتلقين.
ومن المتوقع أن يتبنى اجتماعا لمجلس إدارة جافي هذه الوثيقة خلال اجتماع يعقد يومي الأربعاء والخميس.
ولم تعلق منظمة الصحة العالمية على التقرير لكنها عادة ما تترك جافي تتحدث نيابة عنها فيما يخص مشروع كوفاكس.
وبشكل عام آثرت الدول الغنية استخدام إمكانياتها المالية في شراء لقاحات لها من الشركات المصنعة مباشرة.
ورغم مناشدات منظمة الصحة بتشارك أي فائض من اللقاحات عبر برنامجها وضعت الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي خططا للتبرع إلى الدول مباشرة وكذلك إلى كوفاكس.
وأدى إعلاء الدول الغنية لمصالحها الدبلوماسية والتجارية إلى القضاء على طموح كوفاكس بتولي المسؤولية الشاملة للتصدي للجائحة عالميا.
وقالت كيت إلدر مستشارة السياسات بمنظمة أطباء بلا حدود "قيام مجلس إدارة جافي بمراجعة الطريقة التي تتيح للدول الغنية استمرار المشاركة في البرنامج يمثل اعترافا جزئيا بأن النظام القائم غير فعال".