القبض على مدير مكتب الغنوشي ضمن حملة إيقافات واسعة
تونس - تستمر حملة الإيقافات الواسعة في تونس وسط تأكيد الرئيس قيس سعيد على ضرورة تفعيل المحاسبة لتطال هذه المرة مدير مكتب حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس نقابة أمنية فيما ترفض قوى سياسية معارضة هذه الخطوات وتعتبرها تصفية لحسابات سياسية ما يفتح البلاد على مزيد من الصراع.
وأكد عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة خليل البرعومي إيقاف فوزي كمون مدير مكتب الغنوشي دون تحديد أسباب ذلك فيما أكدت إذاعة موزاييك أن إيقاف كمون "يتعلق بمباشرة الأبحاث اللازمة في شأنه بخصوص قضية منشورة ضده منذ أكثر من شهر".
وعين راشد الغنوشي فوزي كمون مديرا لمكتبه منذ عام 2016 لخلافة زبير الشهودي الذي دخل في خلافات حادة مع قيادة الحركة بسبب سياساتها وتفرد مجموعة ضيقة بالقرار.
ويعتبر كمون من القيادات الطلابية الهامة خلال الثمانينات حيث استقطب الكثير من الطلاب للحركة الإسلامية.
كما شغل مهمة مدير مكتب الأمين العام الأسبق للحركة حمادي الجبالي بعد ثورة 2011 ثم عضوا بديوان رئيس الحكومة كما تولى منصب نائب رئيس لجنة الإعداد المادي للمؤتمر العاشر للحركة.
ويأتي القبض عليه بعد حملة إيقافات طالت عددا من السياسيين المعارضين على غرار القيادي في حركة النهضة ووزير العدل الأسبق نورالدين البحيري والوزير الأسبق لزهر العكرمي والنائب السابق وليد جلاد والقاضيين بشير العكرمي والطيب راشد ورجل الأعمال كمال اللطيف ومدير إذاعة موزاييك نورالدين بوطار.
ويرى مراقبون ان القبض على كمون والبحيري وقبلهما نائب الرئيس ووير الداخلية الاسبق علي العريض في ملف التسفير ياتي لتشدبد الخناق على الغنوشي الذي استدعي للتحقيق في العديد من الملفات المتعلقة بالارهاب.
وأشارت مصادر عديدة أن الإيقافات جاءت لأسباب مختلفة فمن بين الموقوفين من هم متورطون في قضايا امن الدولة ومنهم من تورط في التستر على الإرهاب او في الفساد المالي والإثراء غير المشروع وغيرها في انتظار ما ستفرزه التحقيقات والأحكام القضائية.
من جانب آخر كشفت المحامية إيناس الحراث في تدوينة عبر صفحتها الرسمية على الفايسبوك الأربعاء إيقاف حطاب بن عثمان رئيس النقابة الوطنية لأعوان و إطارات العدلية (عناصر مكلفة بجلب المتهمين وجمع أدلة بشان الجرائم).
وقالت ان عملية الإيقاف تمت أمام محكمة التعقيب بتونس وانه تم اقتياده الى وجهة غير معلومة.
وأصدرت المحكمة الابتدائية في ولاية أريانة الاربعاء بطاقة ايداع بالسجن بحق عاطف العمراني المدير العام الأسبق للمصالح المختصة بوزارة الداخلية (المخابرات) وذلك على خلفية ما عرف " بالغرفة السوداء في وزارة الداخلية".
وتابعت أن فرقة أمنية توجهت إلى منزله وتولت البحث والتفتيش، دون إعلام زوجته بمكان الإحتفاظ به أو تقديم أسباب إيقافه.
وكانت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي كشفت في أكتوبر/تشرين الأول 2018 عن تورط الجهاز السرّي لحركة النهضة في اختراق أجهزة الدولة وفي أنشطة تجسس لصالح جهات أجنبية والتستر على معلومات تتعلق باغتيال المعارضين بلعيد والبراهمي في 2013 متحدثة عن غرفة سوداء في الداخلية يتم فيها إخفاء الوثائق الهامة.
وكان قاضي التحقيق قرر في فترة سابقة الاحتفاظ بقيادات أمنية على غرار محمد الخريجي مدير وحدة مكافحة الإرهاب سابقا وبوبكر العبيدي مدير حفظ الوثائق بالإدارة العامة للمصالح المختصة سابقا فيما أكدت هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي إصدار بطاقة جلب بحق وزير الداخلية الأسبق والسفير التونسي في السعودية هشام الفوراتي في نفس القضية.
وتأتي الإيقافات الجديدة بعد فترة وجيزة من اجتماع الرئيس سعيد بعدد من القيادات الامنية في وزارة الداخلية داعيا الى تفعيل المحاسبة والحزم في اتخاذ القرارات لانقاذ البلاد ومواجهة المتامرين.
ووصف سعيد بعض الموقوفين بالإرهابيين وأنهم متورطون في الاحتكار لتأجيج الوضع ضده وتحريض الشارع ما يهدد استقرار الدولة.
وكان سعيد قال خلال له في قصر قرطاج بوزيرة التجارة وتنمية الصادرات كلثوم بن رجب الثلاثاء أن 5 في المئة فقط من السلع تدخل سوق الجملة ببر القصعة بمحافظة (ولاية) بن عروس، مشيرا إلى أن البقية تضيع بين يدي المحتكرين.
وأضاف أن "اعترافات موثقة بينت أن المسالك غير القانونية هدفها السيطرة على الأسعار من أجل تأجيج الأوضاع الاجتماعية في البلاد" فيما تواجه البلاد أسوا أزمة اقتصادية منذ عقود مع ارتفاع التضخم وانهيار المقدرة الشرائية للمواطنين وغياب المواد الأساسية خاصة المدعمة فيما تبحث حكومة نجلاء بودن عن دعم من صندوق النقد الدولي بقيمة 1.9 مليار دولار.