الرئيس العراقي يعود إلى بغداد متحصنا بتأييد الشارع

الرئيس العراقي تعرض لضغوطات بعد أن هدد بالاستقالة بسبب رفضه مرشح لرئاسة الحكومة لا يحظى بتأييد الحراك الشعبي.

بغداد - رجح مسؤول في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني أن الرئيس العراقي برهم صالح سيعود من مقر إقامته في السليمانية إلى بغداد اليوم الأحد لاستئناف عمله الاعتيادي.

ونقلت صحيفة "الصباح" الصادرة الأحد عن نصر الله السورجي عضو حزب الاتحاد الوطني الكردستاني قوله إن "رئـيـس الجمهورية برهم صالح سيعود إلى العاصمة بغداد اليوم الأحد لمواصلة المفاوضات حول المرشح لرئاسة الوزراء بين مختلف القوى السياسية في البلاد.

وكان الرئيس العراقي قد غادر قصر السلام مقر عمله في بغداد يوم الخميس الماضي بعد أن هدد بالاستقالة بسبب اشتداد الخلاف مع تحالف البناء الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي والتي تضم أحزاب شيعية موالية لإيران، بشأن تسمية مرشح مقبول جماهيريا لتشكيل الحكومة الجديدة.

وأرسل صالح الخميس رسالة إلى البرلمان قال فيها إنه يفضل الاستقالة إذا لم يكن يملك صلاحية رفض مرشحين لرئاسة الحكومة لا يحظون بتأييد الحراك الشعبي.

وذكر في رسالته أنه اعتذر عن قبول مرشح تحالف البناء (الذي يضم أحزاب موالية لإيران ويتزعمها نوري المالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي) محافظ البصرة أسعد العيداني لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة.

وأخفق تحالف البناء في التوصل إلى تسمية مرشح مقبول جماهيريا لتشكيل الحكومة بعد أن كان قد طرح خمسة مرشحين انسحب اثنان خلال التفاوض داخل التحالف وهما عزة الشابندر والنائب إبراهيم بحر العلوم وثلاثة تم رفضهم من قبل المتظاهرين وتكتلات في البرلمان العراقي وهم النائب محمد شياع السوداني وقصي السهيل وزير التعليم العالي وأسعد العيداني.

وقالت مصادر عراقية غن كتلة البناء بدأت بتسريب بعض الأسماء الجديدة لتكليفها برئاسة الحكومة مع احتراق ورقة العيداني.

وتعرض صالح لضغوطات وحملة تشويه بعد رفضه تمرير ترشيح شخصية شديدة الولاء لإيران وإعلان تضامنه مع المتظاهرين العراقيين ومطالبهم التي من بينها "رفع إيران يدها" عن بلادهم.

وانتقد رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني حملة الضغوط التي يتعرض لها صالح على اثر تلويحه بالاستقالة رفضا لترشيح شخصية موالية لإيران لرئاسة الحكومة.

وقال بارزاني، إن رئيس البلاد يتعرض لضغوط كبيرة في ملف تكليف مرشح لرئاسة الحكومة المقبلة، مضيفا في بيان أصدره السبت بشأن التطورات السياسية "نتابع بقلق بالغ وعن كثب أوضاع وتطورات العراق الذي يعاني أزمة عميقة".

وتابع "الواجب يحتم على الجميع التعامل مع الوضع بالتفاهم وبمسؤولية وبعيدا عن الضغوط السياسية لاجتياز المرحلة وفقا للسياقات الدستورية".

وشدد بارزاني على أن أي حل للأزمة يجب أن يكون قائما على أساس الدستور ووفقا للسياقات القانونية وبحسب الآليات والأسس الدستورية.

وهدد المتظاهرون العراقيون باتخاذ خطوات تصعيدية في حال أصرت الأحزاب "الفاسدة على انتاج نفسها" عبر ترشيح أسماء معروفة بولائها لإيران، حيث  خرجت مظاهرات من ساحة التحرير، مساء السبت، باتجاه منطقتي الكرادة والجادرية اللتين تضمان عدة مقار حزبية.

وفي كربلاء نظم المحتجون اعتصامات في ساحة التربية وسط المدينة فيما واصل المتظاهرون في محافظة ذي قار اعتصاماتهم أمام شركة نفط ذي قار مطالبين بفتح تعيينات لأبناء المحافظة.

ودخلت أزمة المظاهرات الاحتجاجية في العراق شهرها الثالث على التوالي في ظل إصرار المتظاهرين على استمرارها لأطول فترة ما لم تتحقق مطالبهم في إعادة بناء العملية السياسية وإجراء انتخابات مبكرة في ظل دستور معدل وقانون منصف وعادل للانتخابات ومفوضية انتخابات تضم قضاة مستقلين.

وبرزت خلافات سياسية منذ أعلن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي استقالته تحت ضغط الاحتجاجات، حول الكتلة الأكبر تمثيلا في البرلمان وتمسكت كتلة البناء التي تضم أحزاب موالية لإيران بأنها الأحق بترشيح ممثل عنها لتشكيل الحكومة.

واصطدم تحركها برفض في الشارع وأيضا باعتراض من صالح الذي يرى أن هذا الترشيح يخالف رغبة العراقيين وأن من واجبه دستوريا وقانونيا رفض مرشح كتلة البناء.