الرئيس المصري يبحث عن التضامن العربي في قطر
الدوحة – أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن زيارته لقطر تعكس رغبة البلدين المتبادلة "لدعم التضامن العربي وتفعيل العمل العربي المشترك لتحقيق هدف رئيسي، وهو الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة خلال المرحلة الراهنة التي تتسم بدقة شديدة في ظل ظروف عدم الاستقرار الإقليمي والدولي الذي يجتاح العالم، الأمر الذي يتطلب تكثيف التعاون والتنسيق المشترك بين مصر وقطر".
وقال السيسي في حوار مع وكالة الأنباء القطرية حول قمة الجزائر، نشرته أمس الأربعاء: "في تقديري أن القمة العربية المقبلة بالشقيقة الجزائر تنعقد في وقت حساس تمر به الأمة العربية، التي تشهد العديد من الأزمات والتوترات وتفشي خطر الإرهاب".
وكان الرئيس المصري اختتم في وقت سابق أمس زيارته الأولى من نوعها لدولة قطر والتي استمرت يومين، والتقى خلالها أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورجال أعمال قطريين.
وشهدت القمة الثنائية التوقيع على مذكرة تفاهم بين صندوق مصر السيادي للاستثمارات والتنمية وجهاز قطر للاستثمار، ومذكرة تفاهم في مجال الشؤون الاجتماعية بين وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة التنمية الاجتماعية القطرية، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الموانئ بين القاهرة والدوحة.
وأضاف السيسي في تصريحاته: "ولكي أكون واضحا ومركزا في تلك النقطة، أشدد على حتمية استعادة عدد من المبادئ والمفاهيم في منطقتنا العربية، في مقدمتها التمسك بمفهوم الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادة ووحدة أراضي الدول، وعدم التعامل تحت أي شكل من الأشكال مع التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وفي المقابل دعم الجيوش الوطنية والمؤسسات العسكرية".
كما أكد الرئيس المصري في هذا السياق أهمية "تعزيز سلطة المؤسسات المركزية لعدم ترك أية مساحة أو فراغ لأي قوى خارج هذا الإطار للعبث بمقدرات الدول العربية وشعوبها، وغلق الباب أمام أي تدخلات خارجية، إلى جانب التمسك بمبدأ المواطنة كعنصر أساسي للحفاظ على السلام المجتمعي"،
وأشار إلى أن تلك هي مبادئ عامة تتمحور حولها كافة مشاكل المنطقة العربية، وهذا هو الإطار الذي نتطلع للتعاون من خلاله مع الإخوة والأشقاء العرب خلال القمة المقبلة.
وتابع: "أما عن سبل تعزيز التضامن العربي ودور الجامعة العربية في هذا الإطار، في تقديري أنه من الضروري تجاوز الخلافات العربية البينية، مع أهمية تركيز الجهود العربية في الوقت الراهن على التنسيق والشراكة، من أجل التكامل السياسي والاقتصادي ودعم الأمن والمصالح العربية المشتركة".
وقبل اجتماعه بأمير قطر، كان الرئيس المصري قد التقى بممثلي رابطة رجال الأعمال القطريين، بمقر إقامته في الدوحة، حيث أكد حرص بلاده على تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع قطر، للمساهمة في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية في البلدين.
والثلاثاء، وصل الرئيس السيسي إلى قطر تلبية لدعوة تلقاها في مايو من الشيخ تميم، الذي استقبله بمطار الدوحة، وتستمر الزيارة يومين وتعد الأولى له منذ توليه منصبه عام 2014.
وفي 5 يونيو 2021، جرى توقيع اتفاق مصالحة في مدينة العلا السعودية أنهى خلافا اندلع صيف 2017 بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جانب وقطر من جانب آخر.
ومنذ توقيع الاتفاق، شهدت العلاقات القطرية المصرية تطورا ملموسا وجرى تبادل سفيرين وزيارات ومحادثات رسمية بين البلدين.