الرموش الاصطناعية تغمز السرطان!

خبراء يحذرون من ان الوصلات المستخدمة فوق الجفون تسبب في كثير من الأحيان التهاب القرنية والملتحمة ومتاعب أخرى قد تكون شديدة الخطورة بسبب الكميائيات المستخدمة في الغراء.

واشنطن – تعرف الرموش الاصطناعية رواجا واسعا بين النساء في السنوات القليلة الماضية باعتبارها وسيلة لإظهار جاذبية إضافية للعين، لكن دراسات طبيّة تحذر من المخاطر الصحيّة الجديّة المرتبطة بها مشيرةً إلى أنّ أعراضها تبدأ من التهابات العين وقد تصل إلى مخاطر سرطانيّة محتملة.

وتتعرض العين للعوامل الخارجية طوال اليوم، لذا فهي عرضة لدخول البكتيريا والفيروسات إلى الجسم باستمرار. وتحمي الرموش أعيننا عن طريق إبعاد الهواء عن سطح مقلة العين، وإبعاد الجزيئات المحمولة بالهواء عن العين عن طريق جعلنا نرمش، وكذلك التأكد من بقاء مقلة العين رطبة.

وصلات الرموش عبارة عن ألياف فردية متصلة بكل رمش طبيعي، واحدة تلو الأخرى. وتُصنع وصلات الرموش من أنواع مختلفة من المواد كالألياف الطبيعية مثل الحرير وشعر الخيول، أو الألياف الاصطناعية مثل النايلون أو البلاستيك. ويتم تثبيت الوصلات باستخدام الغراء، مما قد يسبب مشاكل.

يقوم معظم الفنيين بإجراء اختبار للغراء قبل الموعد المحدد لتثبيت وصلات الرموش، عادةً على المعصم أو خلف الأذن، للتحقق من وجود حساسية تجاه الغراء، ومع ذلك، حتى لو لم يكن هناك رد فعل تحسسي، فإن المواد الكيميائية الموجودة في الغراء يمكن أن تظل مهيجة لمنطقة العين الحساسة، ويمكن أن يسبب وزن الغراء تهيج الرموش.

ويشدّد الخبراء على الأدوار المهمّة للرموش الطبيعية باعتبارها خطّ الدفاع الأول لحماية العين، إذ تعمل كحاجز ضدّ الغبار والملوّثات، وتساعد في توجيه الهواء بعيداً عن سطح العين، كما أنّها تحافظ على ترطيبها.
ويوضحون أنّ هذه الوظائف الحيوية قد تتعرّض للخطر عند التدخّل في بنيتها كما هو الحال عند استعمال وصلات التمديد.

وفقا لإحدى الدراسات، أبلغت أكثر من 60 بالمئة من النساء المشاركات عن التهاب القرنية والملتحمة، وهي حالة تنطوي على التهاب في كل من القرنية والملتحمة في نفس الوقت، بعد وضع لاصق الرموش في أعينهن.

وأفادت نفس الدراسة أن 40 بالمئة من المشاركات لديهن رد فعل تحسسي تجاه الغراء.

تصقت جفون إحدى النساء ببعضها البعض

وفي واحدة من أكثر حالات سوء التطبيق إثارة للصدمة، التصقت جفون إحدى النساء ببعضها البعض بعد استخدام الغراء لوضع وصلات رموشها.

واختبرت إحدى الدراسات 37 غراء رموش استهلاكية واحترافية بحثا عن مادة الفورمالديهايد، وهي مادة كيميائية مسببة للسرطان.

ووجد الباحثون أن 75% من 20 نوعا من الغراء تم اختبارها أطلقت الفورمالديهايد وأن أربعة من 17 غراء تحتوي أيضا على المادة الكيميائية. وبعض المواد اللاصقة التي تحتوي على مادة الفورمالديهايد لم يُصرح عنها في مكوناتها.

ويمكن للمواد الحافظة الموجودة في الغراء أن تسبب التهاب الملتحمة السام وتآكل الملتحمة، عندما تتفكك طبقة الخلايا الموجودة على سطح القرنية، والتي تسمى الظهارة، من الطبقة الموجودة تحتها. وهذه الحالة مؤلمة ويمكن أن تؤثر على البصر.

ومع ذلك، فإن المضاعفات الأكثر شيوعا هي التهاب أو تهيج الجفون. ويمكن أن تؤدي التغييرات في الرموش الطبيعية إلى حدوث دمل، حيث أن تراكم الغراء أو البكتيريا يمكن أن يمنع إفرازات الجريبات (التجاويف التي ينمو منها الشعر).

كما أن عدم نظافة صالون التجميل يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالدويدية، حيث يعيش عث الدويدية على رموش بعض الأشخاص (Demodex)، وقد ينتقل من مضيف إلى آخر وقد يتسبب سوء نظافة أدوات الرموش في الإصابة، خاصة إذا كانت وظيفة الرموش الطبيعية ضعيفة.

وعلى الرغم من أن البعض قد يتخلى عن الرموش الاصطناعية ويلجأ إلى ‫سيروم الرموش المحتوي على هرمون "البروستاغلاندين" الذي يعمل على إطالة الرموش ‫وزيادة كثافتها، إلا أنه ينطوي على بعض المخاطر الصحية. ويمكن أن يغير لون القزحية، ربما بشكل دائم، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان الأنسجة الدهنية حول العين، المعروف باسم اعتلال محيط العين المرتبط بالبروستاغلاندين، والذي يمكن أن يعطي العيون مظهرا مجوفا ويزيد من ظهور الهالات السوداء.